أكد البروفسور الالماني ويلفرد مادلونك, خصوصية تراث اليمن من المخطوطات وجدارته بالاهتمام توثيقا وبحثا ودراسة وترجمة ونشر ليستفيد منه العالم . وقال مادلونك في محاضرة ألقاها أمس على رواق بيت الثقافة بصنعاء : يمتلك اليمن تراثاً نفيساً من المخطوطات يعكس بوضوح مستوى الحياة العلمية التي شهدها اليمن في مراحل تاريخية مختلفة ، وهذا التراث النفيس ينفي بقوة كثير من المقولات التي وصفت اليمن في بعض المراحل بالعزلة و الجهل . وأضاف مادلونك : لقد شهد اليمن حراكاً علميا وفكريا يتجلى بوضوح في النتاج العلمي والفكري الذي تعكسه المخطوطات وبخاصة في الفكر الاسلامي التي تمثل المخطوطات اليمنية من اهم المراجع في هذا المجال على مستوى العالم . ونوه مادلونك بالعلاقة التي جمعته بعدد من علماء اليمن و مؤرخيه, فضلا عن كثير من السمات التي اختصت بها المخطوطات اليمنية سواء منها الموجودة في اليمن أو التي غادرت اليمن و صارت موجودة في كثير من المكتبات العالمية في اوروبا وامريكا . ولفت إلى أن كثير من المخطوطات اليمنية في المكتبات الاوروبية والامريكية مفهرسة والبعض منها مقتصر على العناوين والبعض الاخر منها مترجم و جميعها يمكن الاطلاع عليها من قبل الباحثين والمهتمين عبر الانترنت و هذه ميزة المخطوطات في اوروبا اذ تحطى برعاية واهتمام الجهات المعنية لاهميتها . وأكد أهمية أن تتواصل جهود الحفاظ على المخطوطات اليمنية داخل اليمن من خلال توثيقها وفهرستها وتحقيقها وترجمتها ونشرها . وتابع مادلونك "إن المخطوطات اليمنية التي حققها وغيره من العلماء الألمان والأوربيين نقلت عبر علماء و تجار زاروا اليمن في الزمن القديم و اشتروا الكتب و باعوها الى المكتبات الأوروبية. وأردف قائلا" هناك علماء زاروا اليمن وحصلوا على الكثير من المخطوطات اليمنية وهي الآن موجودة في اوروبا و خصوصاً في لندن", مشيرا الى مراحل تجربته في تحقيق المخطوطات اليمنية, التي بدأت في العام 1952م . وكانت محاضرة المستشرق الالماني التي نظمها قطاع المخطوطات ودور الكتاب بوزارة الثقافة, قد أُثريت بمداخلات الحاضرين من الباحثين والمهتمين بتاريخ وواقع المخطوطات اليمنية . تجدر الاشارة الى ان ويلفر مادلونك يعد من المهتمين بالدراسات الاسلامية, وله عدة اسهامات في دراسة المجتمعات والحركات الاسلامية في القرون الوسطى متضمنة الاثنى عشرية والزيدية والاسماعيلية , فقد تلقى تعليمه في جامعتي القاهرة وهامبورغ , وحصل على درجة البروفيسور في الدراسات الاسلامية من جامعة شيكاغو سنة 1969م, حيث يعمل حاليا كبير الباحثين بمعهد الدراسات الاسماعيلية في لندن.
