نحن هنا ليس بصدد المدح او الذم للشيخ حميد الاحمر، فهو سياسي من ساسة الامة المعاصرين لعصره، ورقم لا يستهان به في السياسة والتجارة، يكفي انه متسم بالتواضع، وهذا من شيم العظماء.. قد يكون مشاغب لاصحابه في السلطه وهذا شيء صحي والخلاف في الراي لصالح اليمن يعتبر من مزايا الرجل، يكفي انه الرجل الذي هز الشوارع أبان انتخابات عام 2006م. عرفت الرجل عندما حاورناه في منتدى حوار اليكتروني فكنت أول المحاورين، فقد كان رده يتسم بالرزانهة والثقة بالنفس، ووضع لمساته السياسية والتجارية على الخارطة اليمنية، فهو رجل سياسي يعرف متى يأتي ومتى يذهب ؟!! فهنا ما أحوجنا للمعارضة القوية والرجل المعارض القوي فتكون الامور لصالح الشعب، لكن عندما يكون ذلك المعارض ضعيف لا يهش ولا ينش، فهذا يجلب الويلات للشعب.. ما اخافه هو ان الشيخ حميد قد اختلف مع اصحابه في القيادة السياسية على مصالح خاصة- وان يكن- فهذا شيء صحي بحيث جعلته في اتجاه الشعب وليس شيء آخر.. ذلك الشعب الصامت والساكت على جمر معاناته وان بدى هائج مائج في اعماقة وهادىء في سطحه . لذا لا تتحاملوا على الشيخ حميد، فهو اليمني المعارض الذي قال: "لا" بكل قوة، في الوقت التي خفتت الاصوات، فكونوا مع الرجل لكلمة (لا) من أجل الوطن وليس من أجل المصالح الخاصة.. الشيخ حميد يقول لنا أن التوجه الوطني هو الأهم بدلآ من الاحزاب التي لم تغير شيئاً في الساحة اليمنية، سواء لمعيشة الشعب او مكافحة الفساد والفقر والبطالة والباقي تعرفونة .. او كلاً يغني على ليلااااااه، والذي ما عنده "ليلى" يغني لمن؟؟ "لمن كل هذة القناديل تضوي لمن؟؟"، يغني من أجل اليمن- مع الاعتذار للاغنية- فهنا نقول للشيخ حميد رغم كل شيء فأنت قلت (لا) فهذا شيء ممتاز وصحي، فأستمر من أجل اليمن، ودع عنك الحزبية الممقوته الذين لا يرون الا مصالحهم وليس الشعب.. غبني عليك يا شعب!! واستذكر عندما سألته في منتدى الحوار- وليس الخوار- كان سؤالي: كيف يتم القضاء على الفساد في اليمن؟ فرد قائلآ: بالحكم الرشيد وأظن أنه يقصد هارون الرشيد!! من اين نأتي بهارون؟؟ وهذا الحكم الرشيد الذي نصبوا اليه من النخب الرشيدة، واي شعب يتقدم بنخبة الرشيدة، ونحن في اليمن نتأخر بنخبنا.. واي نخب معنا؟ أنعم واكرم..! وكلمة نخب تعني، نخبة القوم، وهم خيارهم.. قال الاصمعي: يقال هم نخبة القوم بضم النون وفتح الخاء، والنخبة: افضلهم، وهم الاخيار.. فلوا كانوا يقودون الشعب "النخبة" التي يقصدها الاصمعي ما كان حالنا اليوم من حروب وفتن وغلاء وفقر، وفراغ وفساد- مثلث الموت اليماني- والباقي تعرفونه* وسؤال اخر وجهته إليه: ماهو منظوركم الى ثقافة التسامح وحسن الظن والحوار والاحترام المتبادل بين مختلف ألوان الطيف السياسي اليمني؟ رد قائلآ: هذا هو الأمل وما يجب أن يكون عليه الحال . واعتقد واجزم ان القيادة السياسية تريد من يهدي لها عيوبها من أجل الصلاح، وهذا شيء حسن، فدعوا الرجل يهدي عيوب السلطة لعلها تأتي الى الطريق القويم لاجل يمن المحبة والسلام. وفي الختام اذكَر بقول الرسول صلى الله علية وسلم: "ما من أمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة الا اغلق الله ابواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنه".. وقال ايضآ: "من ولي من أمر الناس فأراد الله به خيرآ جعل معه وزيرآ صالحآ إن نسي ذكره وان ذكر اعانه".. وقال ايضآ: "ان من الناس ناسآ مفاتيح للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل من جعل الله مفاتيح الشر على يديه". وقال ايضآ : "يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خير أهل الأرض"، وقال: "اهل اليمن قوم رقيقه قلوبهم لينه طباعهم الايمان يمان والفقة والحكمة يمانية". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تغلقوا الأبواب دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم". وقال ايضآ: "أيما عامل لي ظلم احداً فبلغني مظلمته فلم أغيرها فأنا ظلمته". ................................. * مؤسس اولى منظمات المجتمع المدني المناهضة للفساد في اليمن (نسكويمن)