في تظاهرة احتفائية علمية رأسها البروفيسور صالح علي باصره، كرم المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجية المستقبل المفكر والباحث في علم الاجتماع الأستاذ الدكتور حمود صالح العودي، وذلك من خلال تقديم قراءات نقدية في رؤيته النظرية الجديدة الموسومة ب(نظرية الفائض في جدلية التطور الاجتماعي من المشاعية إلى العالمية)، من قبل نخبة من الباحثين والمفكرين وعملوا من خلالها على نقد ما ساقه الباحث في "نظريته" من أطروحات ورؤى وأفكار مستغورين أوجه التجديد فيها وما تضمنته من إضافات فكرية تجديدية في الفكر الإنساني. وتأسيساً على رؤيته الفكرية المدركة بوعيٍ بأن "الحاضر هو قاعدة الانطلاق نحو المستقبل، وأن المستقبل هو كل الحاضر.. والمستقبل الوطني والعالمي المشترك بمتغيراته الكثيرة لم يعد فيه مكان إلا لمن له دور لا في حدود ذاته أو قريته القديمة، أو في وطنه التقليدي فحسب، بل وعلى امتداد مكان وزمان عالم اليوم كله، والذي أصبح قرية صغيرة بالضرورة". وإن من صُلب مهامه على المستوى الاستراتيجي الاضطلاع باستشراف القضايا الإستراتيجية المشتركة للأمة العربية والإسلامية في عالم سريع متغير واستحضار المستقبل الاجتماعي والإنساني المشترك لكل البشر بين واقع العالمية الإيجابية وفرض العولمة السلبية" من خلال أبحاث ودراسات علمية رصينة تقوم على المبادرات المبدعة الخلاّقة لفكر مستنير يتسم بالتجديد والمعاصرة. واكد الأستاذ الدكتور العودي أن بحثه هذا هو ثمرة جهود متواصلة لقرابة الرُبع قرن من الزمن.. بل هو عمل وجهد علمي اجتماعي يندرج في إطار علم البحث حول "حاضر ومستقبل التطور الاجتماعي في ضوء متغيرات العلم والمعرفة الكونية المتسارعة"، و"المستقبل الاقتصادي والاجتماعي العالمي المشترك بين واقع العالمية الإيجابي ومخاطر العولمة السلبية". وخلفية البحث- كما يقول الباحث- تقوم على ملمحين رئيسين: أولهما محنة شخصية اضطرته لأن يعيش بعيداً عن صرح عطاءه العلمي (جامعة صنعاء).. فيما يتجسد الملمح الثاني لخلفية البحث في ما شهده العالم من متغيرات دولية متسارعة الخُطى بدءاً بما شهدتها تلك الفترة بتفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار ما كان يُعرف بالمنظومة الاشتراكية، وبروز مفهوم "القطب الواحد" كما يسمونه واندفاع الغرب الأوروبي والأمريكي بتهور لم يسبق له مثيل إلا في مراحل الموجات الاستعمارية الأولى، باتجاه الهيمنة على مقدرات وخيارات العالم الثالث، وتحديد وجهات مساراته، ومن الأدلة والشواهد على صحة زعمنا هذا ما شهده ويشهده العراق، السودان،لبنان, أفغانستان، فلسطين، وأمريكا اللاتينية، بل وحسبك دليلاً خطاب البيت الأبيض على مدى ثمانية أعوام من ولاية "بوش الصغير" حين ألفيناه يذهب إلى تقسيم العالم إلى "أشرار" و"أتباع" وممتلكات هنا وهناك. واردف الدكتور العودي قائلا (وصلت إلى جملة من الثوابت والآراء التي أرى فيها مستوى من الثبات العلمي واليقين الموضوعي لإيجاد رؤية اجتماعية متكاملة، وتبدى لي إن الإنسان ليس بمقدوره تحديد نهايته في الوجود). هذا ويحتوي البحث الذي اثار جدلا واسعا على المستوى الوطني والعربي قراءة نقدية للفكر النقدي العلمي الأكثر وجوداً وفعالية على النطاق العالمي في مجال علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد. فيما الأقسام الثلاثة الأخرى فهي عبارة عن الرؤية للنظرية الاجتماعية البديلة المكونة من أربع تشكيلات تاريخية مختلفة عن الرؤية الماركسية والرأسمالية وما شابهما من الرؤى. وعما يقصده الباحث ب( الفائض) في نظريته قال: الفائض هو المتغير الرئيسي والثابت بمعنى فالفائض لا يعني فائضا اقتصاديا عن ميزان المدفوعات أو قيمة اقتصادية زائدة عند ماركس أو فائض الإنتاج في السوق فهذه كلها فوائض ولكن وفق مفاهيم جزئية بسيطة فيما الفائض الذي نقصده في نظريتنا فنعني به كل ما يتم أنتاجه في زمان ومكان معين وينتفع به في مكان وزمان لاحقين أكان هذا الإنتاج ماديا أو روحيا. إما الإضافة التي تحملها الرؤية فتتمثل في قوة التطور الاجتماعي في مختلف مراحله الماضي والحاضر والمستقبل بحيث يمكنك إن تضع كل مظهر من مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتعمل على إدخاله في سياق قانون اجتماعي قابل للعمومية والثبات بدرجة كافية من اليقين العلمي. فيما اعلن المهندس عبدالرحمن العلفي مدير المركز عن استعداد المركز لتنظيم مؤتمر علمي في كل عام حول أي عمل بحثي علمي وطني يتميز بالأصالة والحداثة والجدة في مختلف مجالات المعرفة. هذا وقد تناقش جمع لفيف من اساتذة الجامعات اليمنية وباحثين ومفكرين حول هذه الدراسة وعلى رأسهم الدكتور صالح علي باصرة والدكتور عيدروس النقيب.