علمت "نبأ نيوز" من مصادر مطلعة أن وزارة الخارجية اليمنية استدعت صباح اليوم الاثنين سفير العراقبصنعاء طلال العبيدي، وسلمته رسالة موجهة الى حكومة الدكتور نوري المالكي، تتعلق بأحداث التمرد بصعدة، والموقف العراقي الرسمي والاعلامي منها. وأفادت المصادر: أن الدكتور أبو بكر القربي- وزير الخارجية- اجتمع اليوم مع السفير العراقي وسلمه رسالة، تحتج فيها اليمن على تصريحات أطلقها مسئولون عراقيون أساءوا فيها لليمن، وهاجموا نظامها السياسي، وأبدوا تأييداً صريحاً للمتمردين الحوثيين في صعدة. كما تضمنت الرسالة- بحسب المصادر- تحذيراً رسمياً من خطورة تلك التصريحات، ومن الترويج الاعلامي للمتمردين، الذي تقدمه بعض الفضائيات العراقية- خاصة المدعومة من قبل الحكومة- وإمكانية انعكاسها على مستقبل العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين، مؤكدة أن اليمن لن تقف موقف المتفرج أزاء الممارسات التي تضر أمنها وسيادتها الوطنية في حال استمرار بعض الجهات العراقية في إطلاق التصريحات غير المسئولة. وأكدت اليمن– في رسالتها- سياستها الثابتة تجاه العراق، وأنها لا تسمح بأي عمل ينطلق من أراضيها ويمس أمن العراق وشعبه، في رد غير مباشر على تصريحات مسئولين عراقيين حول امكانية فتح مكتب للحوثيين في بغداد كفعل يقابل احتضان اليمن لقيادات بعثية من النظام السابق. وكانت مصادر دبلوماسية عراقية أكدت في وقت سابق ل"نبأ نيوز" أن اليمن أبدى إستعداده الكامل لردع أي أفراد أو جهات عراقية مقيمة على أراضيه تمارس نشاطاً معادياً للعراق في حال تلقيه تقاريراً بهذا الشأن، وطالب الجهات الرسمية العراقية بتزويده بمعلومات بهذا الشأن- إن وجدت- وأنه، أي اليمن، لا يسمح بأي نشاط سياسي للمقيمين على أراضيه مهما كانت جنسياتهم، أو الجهات التي يستهدفونها. هذا وتشهد العلاقات اليمنية- العراقية فتوراً نسبياً، حيث أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ما زال يستثني اليمن من زياراته المكوكية المتكررة لدول المنطقة، وأنه رغم قيام وفد أمني عراقي برئاسة أيدن خالد وكيل وزارة الداخلية، وعدنان الزرفي وكيل وكالة الاستخبارات العراقية بزيارة اليمن في السادس من شهر يناير 2008م، وعقد لقاءات مشتركة لحل الملفات الامنية المعقدة، واتفاق الطرفين على التحضير لتشكيل لجنة يمنية- عراقية عليا تبحث العلاقات المشتركة على مختلف الاصعدة، إلاّ أن ذلك تعثر ولم يحرز أي تقدم حتى اليوم، باستثناء تجديد اتفاقية التبادل الثقافي بين وزارتي التعليم العالي في البيلدين- والتي فرضت نفسها كأمر واقع بحكم كثافة الجالية العراقية المقيمة في اليمن التي تراجع عددها مؤخراً الى ما بين (50- 55) ألف عراقي. ورغم أن حكومة المالكي وجهت مؤخراً دعوة للرئيس علي عبد الله صالح لزيارة العراق، إلاّ أن الظروف الأمنية العراقية تجعل من تلك الدعوة أشبه ب"ذر الرماد في العيون"، حيث أن السؤال الذي لم تجبه بغداد لحد الآن هو: لما استثنت حكومة المالكي صنعاء من جولاتها المكوكية المتكررة لدول المنطقة!؟