((خبت)) كلمة سواحلية والكثير يعلم ماذا تعني، فهي تعني المساحات الواسعة من الأراضي الخالية، وأكثر من يستخدمون هذه الكلمة هم أهالي تهامة الطيبين والجبال الغربية القريبة منها. باللهجة التهاميه ((كلمتهن كلمتهن وماحد سمأنا وكنت إندهن مثل أمغنيه بمخبت)) يقصد أنه تحدث إليهم ولم يسمع لكلامه أحداً منهم وكان كالمغنية في الخبت.. "عدن برس" هو (الخبت) الموحش الذي ما إن تدخله حتى تشعر بأنك في خبت فعلا، وبإمكان أي شخص يرى صفحته ويقرأ قليلا حتى يشعر بأن المغنين فيه فروا من مصحة عقليه أو أنهم نازيون بعثوا من جديد..! "عدن برس" الخبت الذي تتغني وترقص فيه فلول الردة، فقد بدا علي سالم فيه كالمغنية في الخبت تصيح وتشدو ولا أحد يسمعها، فقد وجد العجوز فيه متنفساً لهواجسه ومخيلاته وسخافاته.. ما أضحكني جدا هي تصريحاته في الموقع بشأن أحداث صعده ومناشداته للمجتمع الدولي الذي لم يعره إهتمام حتى الآن، فتصريحاته السخيفة تذكرنا بمقولهة: ((كذب كذبه وصدقها))، وبالأخص عندما يقل بأنه الرئيس الجنوبي..!! فعلا الجنون أنواع وأشكال، لكن هذا النوع لم أره من قبل، لكني أعتقد بأن الجنون النازي أرقى قليلاُ عن الجنون البقري رغم التشابه، فالجنون النازي يستخدم تقنية الإنترنت ل المرادعة والمداكمة كما يقال باللهجة البلدي، والجنون النازي يظهر بصورة حضارية (طقم راقي وكرفته وعلم ومحبرة وقلم)، عملاُ بنصيحة السيد البيض، وهي الخروج بالملابس الغربية الراقية، وكأنما يقول لهم بأن ما رآه فيهم سابقاُ تخلفاً دون مراعاة لأزيائهم الشعبية التي يتفاخرون بها أو انه يريد الغاء المظهر والشخصية اليمنية من أرض الواقع، وهذا أحد الشروط التي تمليها المخابرات الأجنبية على عملائها في كل مكان. والله إنه لمن السخرية والإستخفاف المجحف أن يظهر شخص على الفضائيات يدعي بأنه رئيس ويعلم الشعب كيف يلبس وكيف يمشي ويتكلم.. لقد دخلت (خبت) عدن برس قبل شهر بالصدفة وليس إهتماما بعد أن دعاني أحد الزعران في الماسنجر قائلاً: "أنظروا جرائمكم يا عملاء النظام"! ذهبت مسرعا فوجدت بعرة لبعير مر من هناك، مفادها أن "الجنوبيون الساكنون في صنعاء وجدوا في الصباح علامات أكس بالأحمر فوق جدران بيوتهم ليكون دليلا للنظام على أن الساكنين هم جنوبيين من أجل تصفيتهم عندما يلزم الأمر"!! هذا هو تفكير النازيين، وهذه العقلية القذرة التي لم تتغير حتى الآن، وصدق شاعر اليمن المحضار رحمة الله حين قال في شعره: (أنت تراني بعين طبعك، وأنا أشوفك بعين طبعي).. فالنازيون يرون الناس بعين طباعهم النتنة، ومن الطبيعي أن يجعلوا من علامات حملات التطعيم ضد الكزاز أو شلل الأطفال أو التعداد السكاني أو علامات قياس ارتفاعات الأسفلت والأرصفه و تخطيط المجاري بأنها علامات تصفية وسحل وتمييز.. هذا طبعهم الهمجي المتخلف الذي إستخدموه لدق الأعناق في عهود البطاقة الشخصية، والرموز والعلامات التي يتحدثون عنها هي الرموز والعلامات التي إستخدمها الرفاق آنذاك، فعلامة إكس الصغيرة على المكتب أو البيت تعني التصفية الجسدية وعلامة الاستفهام تعني الرقابة الصارمة..!! صنعاء التي حوت كل فن: هي المدينة التي احتضنت الآلاف من أبناء شعبها من الشمال والجنوب والشرق والغرب ومن كل البراري والقرى والجبال والمدن في اليمن، ولم نر يوماً فيها من يقول لقد ضايقنا أهالي المحافظات الأخرى القادمين إليها أو إستحوذوا على الأعمال والإستثمارات- كما يروج بعض النازيين بأن عدن تتعرض لهجوم سكاني من المحافظات الأخرى لبث الحقد والفتنة وإثارة الكراهية بين أهلها وبين القادمين إليها. إنها خطط ينتهجها خبثاء النفوس والمريضين نفسيا الذين يعانون من عقدة إسمها (الوحدة).. وهنا أنا لا أقصد أخواني في الجنوب، ولكني أقصد الفارين بجلودهم في الخارج وبعض المحركين لمشاعر الناس في الداخل، مستخدمين أقذر الطرق لتأجيج الكراهية والحقد. أنا في الغربة أسكن مع إخواني من المحافظات الجنوبية من يافع والضالع وعدن وأصدقائي الحضارم لا يعدون فنحن هنا نسكن, نأكل, نمشي, نعطف على بعضنا البعض، نتعاون، ندافع عن بعضنا ونتناصح فيما بيننا.. فمن يرانا ونحن نأكل على طاولة واحدة ومتراصون حول التلفاز نشاهد مسلسل كيني ميني الشهير بعد الإفطار سيسخر ممن ينادون بالإنفصال والكراهية، فكلما أرى اللوحة الجميلة التي نرسمها كل يوم على طاولة الإفطار أدعو الله أن يحفظ لنا هذا الجمال الرباني الذي لا يوصف. وشهر مبارك على فريق نبأ نيوز والقراء [email protected]