اقيم بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز يوم الخميس الماضي حفل توقيع الطبعة الثانية لكتاب "الظمأ العاطفي في شعر الفضول والحان ايوب"، تخلله محاضرة عن المسكوت عنه في شعر عبد الله عبد الوهاب نعمان (الفضول) لمؤلف الكتاب محي الدين على سعيد. وفي مستهل المحاضرة قال فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز: ان الكتاب خدمة جليلة لن تتكرر وستخدم الادب اليمني والمكتبة العربية. وقال: ان المؤلف محي الدين على سعيد اضاف في طبعته جديدا يستحق الاحترام والتقدير وهو بذلك جعلنا في صورة حدث اتصف بتاريخية ادوار وهي محل تناول الكاتب والكتاب واعني بهما الفضول وايوب اللذان جمعت بينهما علاقة جمال ابداعي خلال عقدين من الزمان ساهم خلالها في التاصيل لمدرسة تعز الفنية التي لعبت دورا مشهورا عبر مبدعيها الكبيرين وساهمت في تكوين اعلام الغناء والشعر الغنائي اليمني في حضنها مواصلة بذلك للعب دور النطاق الجغرافي الذي ينفتح العقل فيه لاكتساب صفة المحاورة والمجاورة المعلي لقيم المدنية غير المجتثة الجذور عن التراث شانها في ذلك شان المكان والموقع التحويلي في التاريخ الذي يكتسب فيه الفعل المغيب وهو دور وموقع مميز انعكس بالضرورة على الفضول وايوب اللذين شكلا حضورهما جزء من الحضور العام للمدينة. وقال أنهما عكسا الحساسية الاستثنائية التي يشكلاها في اليمن وشكلا اقترانهما جزء من رصيد التلقي الذي حظي به. واشار فارع الى ان المؤلف تناول البناءات والملامح الجمالية والانسانية في شعر الفضول متتبعا مسيرة حياته وتحولات امواجه المتدافعة الغنية، وهو بذلك ينطلق من قاعدة ثابتة على ان الادب يعيش في مجتمع انساني يتاثر به ويؤثر فيه وهو ما لمسناه وهو يقدم للقاري السياقات التاريخية والخلفيات السياسية الاجتنماعية الثقافية لابداع الفضول وايوب وتحولات وتطورات انتاجاتهما وبناءاتها الشكلية الجمالية التي لم تتوقف عن التطور والتغير خلال كامل مسارها. وأكد: ان اعمال ايوب طارش قد فتحت افاقا جديدة لشعر الفضول ورسالته التي لو لم يكن بوسعها ان تصل الى الجمهور الواسع دون طاقاتها الجمالية وقدرتها وكثافتها على تحريك الوجدان متيحا بذلك كله باقصى قدر ومحققا لحالة اخراجه من النخبوية الضيقة التي تكاملت مع انتاجات ايوب ما مكننا من ان ندلف الى عالم ايوب والفضول الساحرين لنغسل ايامنا بالاشجان والاغاني. من جانبه قال محمد ناجي احمد- اديب وناقد- في تقديمه للكتاب: ان الكاتب كان موفقا في تاليف هذا الكتاب عكسه ذلك حجم المبيعات الهائلة منه في المكتبة اليمنية. وقال: ان روعة شعر الفضول تكمن في ذاتها وقدرتهاعلى متصاص خصوصية الارض والانسان في حين ايوب من خلال اشعار الفضول حيث اوصله الى قمة المجد، ولفت الى ان الكاتب نحى في تناولاته النقدية منحى شعريا وتفسيريا لشعر الفضول. اما محمد يحي الجنيد، فاشار الى ان الفضول نقل الكلمة بصدق بين الموحي والموحي اليه واوصلها الى الاذهان حيث استطاع ان يترجم الاحاسيس التي لا تستطيع الوساوس ان تصل اليها واخرج الحقائق من مكامنها وابدى ما يحمله كل انسان من شعور حول نفسه اوقلبه او مجتمعه. واضاف: ان الفضول لم يدع شيء الا وتحدث عنه بصورة فذه وممتدة فيما جاء الكاتب محي الدين على سعيد فكتب عن هذا الرجل الذي لم ينصفه احد في حين هو انصف كل شيء حتى الانسان والطيرالشجر والحجر والاحاسيس وكذلك مثله الفنان ايوي طارش فهو نهج نهجا للم يسبق له احد باسلوب مبسط وسلس وابداع خاص وسلك منهجا شعريا لم يسبقه احد. من ناحيته، قال المؤلف محي الدين على سعيد: ان المسكوت عنه بالنسبة للكثيرين هو ان الفضول كان الى جانب كونه شاعرا عاطفيا كان شاعرا سياسيا، وهذا يتضح من خلال كتابه "الفيروزه"، علاوة على ان الفضول كان شعره السياسي يتميز عن غيره في انه مهذب وخال من السباب والشتائم. وأكد: انه لو كان الفضول في لندن او عاصمة اوروبية اخرى لكان قد حظي باهتمام كبير مثل الشاعر الغنائي نزار قباني, موضحا انه كان شاعراللجميع ولم ينتمى لاي حزب او فئة. وقال: لو كان الفضول قد شغل منصبا سياسيا لما راينا مبدعا بهذا الحجم, لافتاً الى ان الفضول لم يحظ باهتمام القائمين على المنهج المدرسي فلم يوضع اسمه الذي اشتهر به (الفضول)، كاشفا عن موقف الفضول المتحضر والمؤيد لحرية المراة ومساواتها بالرجل, ومؤكداعلى عبقرية الفضول الذي كان متعدد المواهب فهو الى جانب كونه شاعرا غنائيا كان ايضا صحفيا وكاتبا فذا. وقدم نماذجاً من اعمال الفضول الشعرية والنثرية التي تناولت الوجدان الوطني والعاطفي.