ليس من الغريب بأن نعيش في زمن التناقضات فالوضع ليس على ما يرام بالنسبة لطلبة اليمن الدارسين في الخارج و على وجة الخصوص طلاب اليمن في ماليزيا إذ أصبح حالهم من سيئ الى أسوأ بسبب تأخر صرف مستحقاتهم المالية الربع السنوية بحجة عدم تحويلها من وزارة التعليم العالي ، فالإستمرار بالخطأ أصبح شعاراً تنتهجه قيادة وزارة التعليم العالي في إذلال طلابها الدارسين في الخارج عبر تأخير صرف مستحقاتهم المالية الى كل 4 أشهر في السنة ليصبح الربع ثلتاً. فتأخير صرف مستحقات الطلاب المالية رغم شحتها شهراً واحداً أو أكثر أمراً لا يعني شيئً بالنسبة لقيادة وزارة التعليم العالي لكنه يعني الكثير عند الاّلاف من طلبة اليمن الدارسين في ماليزيا لكونه مصدر رزقهم ودخلهم الوحيد 1020 دولار أمريكي لطلاب البكالوريوس و 1560 دولار لطلاب الدراسات العليا كل ثلاثة أشهر قبل إستراتيجية تأخير الصرف الى كل 4 أشهر ، فتكاليف الحياة المعيشية في ماليزيا في إرتفاع مضطرد يصاحبه تراجع صرف الدولار الأمريكي أمام العملة الماليزية (الرينجت) الإمر الذي زاد الطين بله بالنسبة للطلبة اليمنيين في ماليزيا. قد أكون سعيد الحظ لعدم حصولي على منحة دراسية من وزارة التعليم العالي أو أي جهة حكومية أخرى فتكاليف دراستي على حساب والدي، و لكن أنا لست سعيدأ لما أراه من وضع مأساوي يعيشه زملائي الحاصلين على منح دراسية الأمر الذي دفعني لإسطر معاناه الطلاب اليمنيين في ماليزيا بهذة الكلمات عسى و أن تجد أذاناّ صاغية: فحسين عبد الله- طالب دراسات جامعية- لا يخفي تذمره من تأخير موعد صرف مستحقات الطلاب المالية للربع الرابع 2009 م، مرجعاً ذلك لعدم جدية وزارة التعليم العالي بالإلتزام بتسليم مستحقات الطلاب كل 3 أشهر، ويضيف عبد الله: أنهم لا يكترثون لوضعنا المعيشي السيئ. أما صادق- طالب تكنولوجيا المعلومات- يقول: أن المشكلة تكمن بفشل وزارة التعليم العالي الذريع في إدخال تكنولوجيا المعلومات في إدارة عملياتها المالية و المحاسبية فبالإمكان تحويل المستحقات المالية الى حسابات الطلاب المصرفية في ماليزيا مباشرة خلال دقائق دون الحاجة الى تكريس البورقراطية وإهدار الوقت و المال في إنتهاج طرق تقليدية. و يبدي الباحث نجيب باعلوي- طالب دكتوراه- امتعاضه من سلبية الملحقية الثقافية في تعاملها مع الطلاب بعدما تخلت عن وظيفتها الأساسية في إبراز الدور الثقافي لليمن عبر إقامة المؤتمرات الثقافية و العلمية و دعم الباحثين و توفير الإمكانيات المناسبة لهم إذ أصبح عمل الملحقية يقتصر على الصرف و منح السلف. و دعا الباحث باعلوي الى ضرورة إعادة تأهيل كادر الملحقية الثقافية في ماليزيا إذا كانت التكلفة معقوله أو تغيرهم وتعيين بدلهم.. فيما يعاكسه بالرأي الطالب أحمد الحناني، فيرئ أن إغلاق الملحقية الثقافية حل أفضل لتقليص النفقات فوجودها مثل عدمها و يؤكد بأن روتين الملحقية الثقافية يسبب في تأخير صرف المستحقات المالية فمسؤلي الملحقية الثقافية تغلق تلفوناتهم أيام صرف الربع و كذلك في الأعياد. أما الطالب س . أ، الذي فضل عدم ذكر أسمه، فيروي بأنه يشاطر اليمنيين معاناتهم من إنقطاع التيار الكهربائي رغم عيشه في ماليزيا بعدما قطعت الكهرباء في غرفته لعجزه تسديد قيمة فاتورة الكهرباء بسبب تأخر صرف مستحقاته المالية إضافة الى دفع 50 دولار كغرامة تأخير دفع إيجار غرفته حيث و أن مالك الغرفة يهدده مراراً برمي أغراضه الى الشارع في حال تكرار عملية تأخير تسديد الإيجار . م . ع طالب بكالوريوس قال أنه يكتفي بوجبة طعام واحدة في اليوم لنفاذ نقوده و يضيف بأنه أقترض من زملاء ميسوري الحال مبلغ وقد نفذ ويخجل من تكرار هذة العلمية.. وانتقد م . ع من تدني المساعدة المالية التي لا تفي بحياة طالب علم في دولة كماليزيا. و يضيف أحد طلاب الدراسات العليا- فضل عدم ذكر أسمه أو التلميح له بحروف: أن مسؤولي وزارة التعليم العالي قضوا إجازة عيد الفطر على شواطئ مدينة عدن الخلابة ورسموا الفرحة في عيون أطفالهم بينما أنا وغيري من الطلاب المتزوجين و من لهم أطفال لم نستطع رسم فرحة العيد في عيون أطفالنا بسبب قلة المساعدة المالية و تأخير صرفها و يضيف قائلاً نريد ان تتعامل وزارة التعليم العالي معنا بإنسانية فنحن بشر لنا حقوق وواجبات. أما علي طالب دراسات عليا فيقول: وعود وزير التعليم العالي لا تنفذ، فقد وعد عند زيارته لماليزيا بأن يحول مستحقاتنا المالية قبل نصف شهر من تاريخ الإستحقاق لكن هذا لما يحدث و أضاف حسن كان الأفضل بوزارة التعليم العالي عقد مؤتمر دولي لبحث اّلية تحويل مستحقات الطلاب المالية في موعدها بدلاً من بحث تحديات وجودة التعليم العالي في تنظيم مؤتمر دولي مختتم قوله بحديث (رحم الله امرئ عرف قدر نفسه).. فمعاناة الطلبة اليمنيين في ماليزيا مستمرة في ظل غياب المصداقية وعدم الشعور بالمسؤولية عند مسؤولي وزارة التعليم العالي و غيرها من الجهات، و ما نقرأه اليوم عن إستعدادات وزارة التعليم العالي لعقد مؤتمر دولي عن جودة التعليم العالي في الدول النامية ما هو إلا محاولة يائسة لتجميل الوجه القبيح ، فمسؤلي وزارة التعليم العالي منشغلين بالظهور في وسائل الإعلام للحديث عن إستراتجياتهم و خططهم التي لا تنفذ على أرض الواقع بغية الحصول على موقع أفضل في تشكيل حكومي قادم فيما سيظل طلاب اليمن في ماليزيا و غيرها من الدول يقبعون في إنتظار صدقة مسؤليهم لصرف مستحقاتهم المالية. .................................... * باحث في مجال القانون الدولي جامعة UM [email protected]