الوثيقة السادسة لاحزاب اللقاء المشترك ردا على إتهامات اللجنة الأمنية كانت مثيرة وغريبة، تقرؤها وكأنك تقرأ للمتحدث الرسمى لعبد الملك الحوثى. وسوف أناقش سطور وما بين سطور هذه الوثيقة، التى تذكرنى بالصحيفة التى علقت على جدار الكعبة فى أيام البعثة الأولى ومحاصرته صلى الله عليه وسلم فى شعب بنى هاشم. تلك الوثيقة الأثمة تعود من جديد لتلقى بحر ضلالها على المواطن اليمنى. أولا: هذه الوثيقة متناقضة: "تابعت أحزاب اللقاء المشترك بقلق بالغ المسارات المتفاقمة لحرب صعده المأساوية المتواصلة على مدى أربعه أشهر في دورتها السادسة الحالية،وبإستراتيجيتها الراهنة" الأرض المحروقة" ولاسيما البعد الإقليمي الذي أضيف إليها بإدخال الأشقاء في المملكة العربية السعودية في المواجهات العسكرية نتيجة لإدارة السلطة السيئة للازمات التي تعيشها البلاد"
أفهم من هذه الفقرة أن أحزاب اللقاء المشترك ترفض تدخل السعودية. وترى أن تدخل السعودية سواء للدفاع عن أمنها أو لمساعدة الأشقاء فى اليمن هو تدخل إقليمى مرفوض. أى أن اللقاء المشترك لا يريد أى تدخل إقليمى فى الشأن اليمنى وتحديدا تدخل سعودى. وما ورد فى الفقرة أعلاه يتناقض تماما مع ما ورد فى هذه الفقرة فى نفس الوثيقة! "ويجدد المشترك مناشدته للأشقاء والأصدقاء إلي دعم الجهود الوطنية المخلصة الدافعة الى حقن دماء اليمنيين والوقف الفوري للحرب والحيلولة دون أقلمتها او تدويلها، ومعالجتها فى إطارها الوطني الطبيعي"
فكيف يطالب اللقاء المشترك بعدم التدخل من أقرب قريب لليمن وهى السعودية والتى من مصلحتها أمن وسلامة واستقرار اليمن، وما يحدث فى اليمن حتما يؤثر على أمن وأستقرار السعودية. ثم يأتى فى هذه الفقرة ويناشد الأشقاء والأصدقاء الى دعم الجهود الوطنية. فمن ياترى هؤلاء الأشقاء والأصدقاء؟ وإذا كان كل الأشقاء والأصدقاء قد قالوا كلمتهم فى وقوفهم الى جانب الشرعية اليمنية ومساندهم للحكومة اليمنية، فهذه السعودية ودول الخليج ومصر وبقية الدول العربية تقف صراحة مع اليمن حكومة وشعبا لمنع أقلمة الأزمة اليمنية. فمن يقصد المشترك بالأشقاء والأصدقاء وماهى اقلمة الأزمة فى نظر المشترك؟ إذا وبكل وضوح فالمشترك يرفض التدخل السعودى ويعتبره أقلمة ويدعو إيران ضمنيا لأنها الشقيق والصديق، لمنع تدخل السعودية (أقلمة كما يسميها المشترك). إذا فالمشترك الذى يدعوا الحكومة اليمنية الى حماية السيادة، يريد بيع هذه السيادة الى إيران. ثانيا: هذه الوثيقة تفتقر الى الرؤيا الوطنية للحل وترمى الإتهامات جزافا والدليل على هذا موجود فى هذه الفقرات: "الأمر الذي حذر من مخاطره المشترك والقوى الوطنية مبكرا منذ اندلاع الجولة الأولى لهذه الحرب العبثية عام 2004م داعياً إلي وقف الحرب باعتبارها آلة عقيمة لن تحل المشكلة، التي تتطلب معالجة سياسية شاملة للأسباب والعوامل المنتجة لها". ولو ان السلطة تحلت بالرشد وأصغت لدعوات المشترك وشركائه من القوى الوطنية لنداء الحوار الوطني لما ألت الأزمة الوطنية إلي هذا الوضع الكارثي.
حقيقة أنا لا أتذكر ان اللقاء المشترك حذر من هذه الحرب فى السابق ولا ادرى كيف حذر منها وما الحل الذى طرحه اللقاء المشترك حينها. وإذا كان قد دعى الى وقف الحرب فالجميع يعلم أن هذه الحرب السادسة بمعنى أنه كان هناك إيقافا للحروب. فإذا كانت دعوات المشترك السابقة هى كدعوته الأن الى إيقاف الحرب، فالنتيجة كما نرى فالحوثيون إزدادوا قوة مع كل إيقاف للحرب، وهذا إن دل فإنما يدل على أن رؤية المشترك كانت خاطئة. أما إذا كانت دعوتهم فى السابق هو الى حسم الحرب وبكل عنف وبدون هوادة، فهذا يتناقض مع مبدأهم لحقن الدماء والحوار كما يرددون. ثم إذا كانوا مع الحسم فى السابق فلماذا لا يكونون معه الأن. ومن هنا ندرك أن مواقف المشترك هى للإستهلاك السياسى. وإذا كانت رؤيتهم للحل سياسية بحتة، بمعنى أن الحل سياسى، فاليلحقونا به. بل إن المعارضة الى الأن تقول أنها لا تدرى لماذا الحرب فى كل مرة ولا تعرف مطالب حقيقية للحوثى. ومن جديد نعرف أن الأزمة لم تكن سياسية مع الحوثى. بل إن يحى الحوثى وعبد الملك الحوثى أعلنا أكثر من مرة أن لا مشكلة مع النظام فى صنعاء. فلا أدرى ما هو الحل السياسى لهذه الأزمة الذى يتبجح به اللقاء المشترك..! ومن هنا نخلص أن اللقاء المشترك ليس لديه حلا لهذه الأزمة. اللقاء المشترك يوهم نفسه أن الحل بيده لجميع قضايا اليمن. ويرى أن الحل يكمن فى حوار السلطة معه، وهو يعتقد أن مفاتيح إيقاف حرب صعدة أو مشكلة القاعدة أو مشكلة الإنفصال وما يسمى بالحراك فى يده. والا فما دخل حوار اللقاء المشترك بحل هذه المشاكل. فهل إذا حدث حوار بين السلطة واللقاء المشترك سيترك الحوثى سلاحه؟ وهل إذا حدث حوار مع اللقاء المشترك ستتخلى القاعدة عن عملياتها؟ وهل إذا حدث حوار مع المشترك ستتخلى القوى الإنفصالية عن مطالبها؟ نريد إجابة من اللقاء المشترك، كى ندرك أهمية هذا الحوار، وما علاقة هذا الحوار بكل من حرب صعدة وإرهاب القاعدة، والمطالبة بالإنفصال؟ إن إصرار اللقاء المشترك على ترديد أن الحوار معه هو الحل يضعه فى خانة الإتهام بأنه وراء كل من الحوثيين، والقاعدة، والإنفصاليين. لأنه إذا لم يكن هناك علاقة وعلاقة وطيدة وتنسيق بين اللقاء المشترك وهذه الأطراف، فما الذى يجعل اللقاء المشترك واثقا بان بيديه مفاتيح الحل. وإذا لم يكن هناك علاقة مع هذه الأطراف فلماذا يصر اللقاء المشترك على حوار لا ينتج عنه حلا لهذه الأزمات، بل ما جدوى الحوار مع المشترك إذا لم يكن لديه حلا. ونلخص ما قلته حول ما ورد فى هذه الفقرة أن اللقاء المشترك إما متورطا فى دعم هذه الجهات ومنسقا فى بينها داخليا بل وخارجيا، ويعتبر نفسه المتحدث الرسمى بإسم هذه الجهات، وإما مجرد تافه لا يملك أى حل، بل مزايدات سياسية تؤثر على سمعة اليمن ليس أكثر. ثالثا: الوثيقة تبرر العنف والخروج عن القانون والإعتداء على الأخرين "وفي هذا الصدد فان أحزاب المشترك اذ تحمل السلطة في المقام الأول مسئولية ما أًلت إليه الحرب فى مساراتها التصعيدية الراهنة التى كان بالإمكان تفاديها، فإنها تحملها المسئولية الكاملة عن صيانة السيادة الوطنية لليمن وحماية حدودها الإقليمية". الحوار الوطني الجاد والشامل الذي لايستثنى أحدا، وبما يفضى الى تسوية وطنية إنقاذية شاملة، تحفظ سلامة اليمن ووحدته وآمنة واستقراره كجزء لايتجزاء من أمن وسلامة واستقرار شعوب المنطقة. استهجن المجلس الأعلى للقاء المشترك تجدد خطاب القوة و العنف ومفردات التخوين التحريض والكراهية، اللامسئوله الذي ما انفكت تمارسه السلطة ضد مواطنيها وعلى وجه الخصوص أحزاب اللقاء المشترك والقوى الوطنية والمخالفين لها بالرأي والذي جاء الجنوب، والمسارات المتفاقمة للحرب في صعده بنسختها السادسة المتواصلة حتى اليوم، والتى أنتجتها وفاقمتها السياسات العقيمة المتطرفة والفاشلة للسلطة".
تدعون للحوار وتقفون موقف الخصم، كيف تحملون السلطة المسؤلية كاملة عما يحدث وتبرئون ساحة الحوثى الذى بدأ برفع السلاح ومارس إنشاء دويلة عميلة لإيران. كيف حملتم السلطة المسؤلية يا مشترك. الدولة فتحت لكم ولهم العمل السياسى السلمى، فتحولوا هم الى عمل مسلح يخضع لاجندة أجنبية، كما تريدون انتم الأن ذلك. أنا اعرف أنكم تقولون بأن الرئيس هو من دعم الشباب المؤمن وتلكون هذه الكلمة لتضللوا على عامة الشعب. لكنى اقول لكم ولو أن الرئيس دعمهم، فأنتم تعرفون أن الرئيس دعم جميع التيارات الدينية والمذهبية والسياسية وذلك لسماحته ومحاولة إشراك كافة الطيف اليمنى فى العمل السياسى. فما ذنبه أن بعضهم عض اليد الذى إمتدت لتطعمه. فهل إذا أطعمت كلبا وعضك تكون أرتكبت خطئاً. هل إذا عطفت على مسكين وغدر بك تكون أنت المخطىء. أنتم تلمون المحسن وتبررون للنذل فعلته ما لكم كيف تحكمون!، وعموما الرئيس أخطأ من باب يا صانع المعروف فى غير أهله. ثم لا تلقون بجزء ولو بسيط من المسؤلية على المتمردين الحوثيين، وتريدون حوارا، بل وتكونون حكما بين السلطة والمتمرديين والخارجين على القانون وقد اصدرتم الحكم. ومن جديد تقولون أن الحرب كان بالإمكان تلافيها ولكنكم لم تقولوا لنا كيف السبيل الى ذلك. وهاهى الحرب قد قامت فماهو برنامجكم لإيقاف الحرب وحل الأزمة، وسنرجع من جديد الى ما طرحته سابقا. ثم تلقون بالتهمة على الحكومة بأنها السبب وراء ما تتشدوقون به من إنتهاك للسيادة اليمنية ونسيتم بأن الحوثيين هم السبب لما تتشدقون به وهم من دخل الى ارض الغير بتعليمات من إيران لخلط الأوراق التى تتهمون به الحكومة. وفى هذا تبرير للحوثيين بإنتهاك حرمة اراضى السعودية وتقتيل الأبريا من سكان القرى. ولم تلقوا أى لوم على هؤلاء القتلة الحوثيين. الإرهاب أرهاب ليس له دين أو وطن. فهؤلاء قد خانوا الله والوطن قبل خيانة الجيران والغدر بهم. ثم تتهمون السلطة بأنها أستثنت بعض القوى السياسية، فهل فعلا الدولة إستثنت الحوثيين؟ ألم يكونوا ممثلين بالبرلمان؟ وهل إستثنائهم كما تزعمون يعتبر مبررا كافيا لما يقومون به وتريدون أن تقوموا به، وهل انتم مستنون من الحوار او اى عملية سياسية. إذا فكيف استثنى الحوثى من الحوار كما ترددون، وبمناسبة الحراك الجنوبى الم ينسحب الشنفرة من البرلمان اليمنى، فكيف استثنى هذا الرجل وغيره من الحوار إذا كانوا اصلا ممثلين بالبرلمان. إن إتهامات السلطة بممارسة التهميش هو باطل. إن الحوثيين والمحركين هم من خرجوا من تحت قبة البرلمان كما تحاولون أنتم الأن، لتتحاوروا عن طريق الشارع وعن طريق البندقية. وفوق كل ما سبق تستنكفون ممن يتهمكم بالخيانة وأنتم أول من خون وعلى شاشات التلفزة والقنوات الفضائية. انتم تمارسون الخيانة وتتهمون الرئيس بالخيانة العظمى كما فعل أحدكم متبجحا فى القنوات العالمية، ولكنكم تتحسسون وتستنكفون من كلمة خائن، لان هذا طبعكم اصلا، فالذى لا يسرق لا يخاف. وقد فعلها بعض اللبنانيون مارسوا الخيانة وأستنكفوا كلمة خائن. الوطنية ممارسات ايها اللقاء المشترك،والخيانة أيضا ممارسات. فمن تروهم مخالفين لنا بالرأى نراهم خارجين عن القانون و إرهابيين. فأين الخلاف فى الرأى من حمل السلاح فى وجه الدولة وقتل ابناء صعدة من قبل الحوثيين، وأين الخلاف فى الرأى من تخريب المحركيين فى الجنوب، وأين الخلاف فى الرأى من ممارسات القاعدة. كل هذه الممارسات تسمونها مجرد خلافا فى الرأى..!!