في أوسع فوضى تشهدها هيئات الحراك الانفصالي في اليمن، وتنبيء ببدء العد التنازلي للعمر الافتراضي للحراك، أعلن طارق الفضلي أمس الخميس انقلابه على علي سالم البيض وعدد من القيادات الانفصالية الأخرى، بتشكيل (المجلس الأعلى للحراك السلمي- "حسم")، كبديل ل(المجلس الأعلى لقيادة الثورة السلمية في الجنوب) الذي كان يرأسه "البيض" اللاجئ في النمسا. كما أعلن عن تشكيل هيئة تنفيذية للمجلس برئاسة حسن باعوم (الذي يتلقى العلاج في ألمانيا) وينوبه كل من صلاح الشنفرة، وطارق الفضلي وناصر النوبة، وصالح يحيى سعيد، فيما سمى (41) إسماً كأعضاء في هذه الهيئة.. واصدر الفضلي في غضون الدقائق الأولى من إعلان انقلابه (13) قراراً عين فيها أميناً عاماً للهيئة، وناطقاً باسمها، ورئيساً لسكرتارية المجلس الأعلى، وأميناً للسر، ورؤساء دوائر بالإضافة إلى لجنة تحضيرية لما سماه "المؤتمر العام الوطني الجنوبي"، الذي قال انه سيعقد في فبراير القادم وأشار إلى أن من مهام الهيئة التنفيذية إعداد دستور يقدم للمؤتمر. واستبعد الفضلي من تشكيلته "عبد الله حسن الناخبي" بسبب خلافات نشبت بينهما في وقت سابق، وقام بتعيين "عبده المعطري" ناطقا رسميا للحراك. وفي الوقت الذي حاول الفضلي بايلاء الرئاسة إلى "باعوم" إصلاح الشرخ بين المجلس السابق ومجلس باعوم المعارض له، إلاّ أنه فوجيء بأنه زاد الطين بللاً، والحراك تمزقاً، فقد أعلنت هيئات الحراك الأخرى التمرد على الفضلي، وأمضت ليلة ساخنة من النقد والتجريح بشخصيته، وكعادة "الرفاق" احتلت تهمة (الخيانة والعمالة والتآمر) صدارة ما هوجم به الفضلي من كل صوب وحدب في الحراك.. ورفضت الأغلبية الانضمام إلى المهرجان الذي أقامه بجوار منزله، وآثرت الانضمام إلى صفوف مسيرة دعت إليها جهة أخرى في الحراك، ليكون ذلك هو الصفعة التي يتلقاها كل من يحاول توحيد الحراك، فالرفاق ومنذ الجلاء البريطاني عن الجنوب 1967م وحتى اليوم لم يعرفوا إلاّ حياة الشتات والتمزق والانقلابات، وتلك سنة كان على الفضلي احترامها. هذا وما زالت تتوالى ردود أفعال الانفصاليين على انقلاب الفضلي، فيما أطلقت وسائل إعلام الحراك أبوابها لأوسع معركة إعلامية تتقاذف عبر منابرها قيادات الحراك شتى ألوان تهم التخوين والتآمر ، وكل يطعن بأخيه، في يوم فوضوي بامتياز.