واصلت عاصفة الانشقاقات إجتياح ساحة الحراك الانفصالي بفوضى إنقلابات عارمة، لتطول أخيراً من يصفه الانفصاليون ب"شيخ الحراك"، و"الأب الروحي"، حيث قاد "أمين محمد صالح" إنقلاباً ناجحاً على "حسن باعوم"، وأصدر من "عدن" قراراً بعزله من رئاسة "المجلس الوطني"، وتجريده من كل الصلاحيات والأدوار، ليأتي ذلك متزامناً مع إعلان سقوطه في عقر داره- حضرموت- التي بدأ فيها نجم "أحمد بامعلم" بالسطوع، منذ أنشأ مجلسه..!! وبحسب مصادر "نبأ نيوز" في أوساط الحراك، فإن الانقلاب على "حسن باعوم" جاء على خلفية تفرده بقرار إعلان إنضمام "المجلس الوطني"- الذي كان يرأسه- تحت مظلة "مجلس الحراك السلمي"، وبدون التشاور مع قيادات المجلس، الأمر الذي أغضب تلك القيادات، التي ترى أن "مجلس الحراك السلمي" لا يخدم برامجها إطلاقاً، وأن أسلوب الانضمام فيه تهميشاً لها وكأنها لا قيمة لرأيها..! وأضافت المصادر: أن قرار عزل باعوم جاء خلال اجتماع عقده "أمين محمد صالح" وبقية قيادات المجلس في مدينة عدن يوم الجمعة 9/10/2010م، غير أن البيان الذي صدر عن الاجتماع تم تأريخه بيوم الخميس 8/10/2010م، ولأسباب ما زالت مجهولة.. وأشار البيان- تحتفظ "نبأ نيوز" بنسخة منه- في مقدمته بصورة غير مباشرة إلى الخلاف الحاصل، من خلال التأكيد على أن هدفهم هو حماية الشعب (من العبث السياسي الذي لا يراعي تلك التضحيات، او اي توجهات تحول نضالات شعبنا الى فوضى عبثيه تهز الثقة بحقيقة ومقاصد نضالاته التحررية عند الجماهير، وتشوه مقاصدها الاخلاقيه والقيمية، من خلال افعال لا مسؤولة تؤثر على مصالح وحقوق المجتمع..). وقد تطرق البيان أيضاً إلى أنهم قرروا (إعاده ترتيب اوضاع المجلس الوطني"، حيث "تم اعادة ترتيب الاوضاع القياديه للمجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب ترتيبا كاملا، برئاسة المناضل أمين صالح محمد).. وكذلك أشار إلى (تكليف قيادة المجلس الوطني في حضرموت المتمسكين بالخيارات الوطنيه الجنوبية ككل لا يتجزا وبنظام المجلس الوطني وبرنامجه السياسي باعادة ترتيب اوضاع المجلس في المحافطة..)- وهو ما يؤكد أن "باعوم" لم تعد له أي صلة بحراك حضرموت- وكذلك وجههم ب(تصعيد عناصر جديدة الى قيادة المجلس بدلا عن العناصر التي ذهبت الى مجلس الحراك السلمي)..
وفي تأكيد لما يعيشه الحراك من فوضى انشقاقات وانقلابات ومزايدات أورد البيان إدانة قائلاً: (أدان المجتمعون كل الاعمال التى تستهدف المجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب وعملية احتواء مناضليه ومحاوله تفكيكه معتبرين ان ذلك العمل لايستهدف المجلس الوطني ككيان بل يستهدف المشروع السياسي الذي يحمله واعتبار ذلك انقلابا..). ويشهد الحراك- في الداخل والخارج- منذ عدة أيام فوضى إنقلابات عارمة، وحالة غير مسبوقة من التمزق، بدأت اجتياحها من حيث لا يتوقع أحد، بانهيار مفاجيء وسريع للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" الذي يعد مرتكز الحراك الانفصالي في الخارج، حيث انشق فرعه في سويسرا لكيانين، أعقبه بثلاثة أيام إنشقاق أمانته العامة، والاطاحة باثنين من أبرز قياداته (عبده النقيب، وعبد الله عبد الصمد) إثر محاولة إنقلابية فاشلة.. لتتحول ساحة حراك الخارج الى ساحة حرب مفتوحة امتدت مواجهاتها إلى "شفيلد، وبرمنجهام، وليفربول"، وحالياً يستعر الخلاف في "نيويورك"، وقد يسفر عن مفاجآت جديدة على صعيد سباق مراكز النفوذ على أساس مناطقي بحت..! وعلى مستوى الداخل، فإن شباب الحراك أطاحوا بنفوذ "فادي باعوم" وسحبوا البساط من تحت اقدامه بإنقلاب أعلنوا خلاله تاسيس (اتحاد شباب الجنوب)، جاء متزامناً مع انشقاق "أحمد بامعلم" وتشطير الحراك في حضرموت الى ثلاثة كيانات، آخرها "مجلس الحراك السلمي" برئاسته.. ثم انقلاب مكونات الحراك بحضرموت على "حسن باعوم"، وانسحاب بعضها، وإفشال مشروعه الذي كان يأمل منه توحيد المكونات الثلاثة تحت قيادته..!! وبدا واضحاً أن الحراك يتجه بسرعة مذهلة نحو الهاوية، وأن ساحته بدأت العد التنازلي.. فكل من وصفهم الانفصاليون ب(رموز)، ورفعوا صورهم، وهتفوا باسمائهم، وراهنوا عليهم غادروا الملعب فجأة.. ف(طارق الفضلي) الذي عاش الحراك في ظله "عصره الذهبي" توارى فجأة، من غير أن يفسر لأحد ماذا حدث..؟ وها هو "حسن باعوم" الموصوف ب"شيخ الحراك"، وأحياناً "الأب الروحي"، والذي لم يحض أحد في الحراك بمثل ثقله، يشد الرحال من الملعب..! كما أن "صلاح الشنفره" الذي كان يحرك شوارع الضالع، توارى فجأة منذ أشهر، ولم يعد أحد يسمع له ذكر سوى في بعض المنتديات التي تتقرب إلى الله بشتمه، وتخوينه، ووصفه ب"دحباشي"؛ بجانب "عبده المعطري" الذي كان هو من أشعل شرارة الحراك الاولى بالضالع مع "ناصر النوبة" بشبوة عبر "المتقاعدين"، لكن كلاهما لا ثقل لهما بالحراك اليوم..! وهكذا الحال مع الناشطة "زهرة صالح"، و"ناصر الخبجي"، وعشرات القيادات الانفصالية الأخرى التي توارت من الملعب فجأة دون أن تعرف قواعد الحراك عنهم شيئاً، أو تسأل لماذا؟ وكيف؟ لكن السؤال الأهم الذي لم تسأله هو: في ظل ما يشهده الحراك اليوم من تمزق وفوضى وانشقاقات وانقلابات، أين قياداته العليا؟ لماذا لم تتدخل، حتى ببيان.. وكأن الأمر لا يعنيها!؟ لا شك أنها لعبة السياسة القذرة، التي لا تعيها الشعوب إلاّ بعد صحوتها من "مورفين" الشعارات الثورية..!