أكد أساتذة في جامعتي صنعاء وحضرموت أن عناصراً حزبية ناشطة في أحزاب اللقاء المشترك ضمن الهيئات التدريسية بدأت منذ الأربعاء الماضي اتصالات مكثفة مع الأساتذة لتحريضهم على التقدم بمطالب "نقابية" جديدة مرتبطة بالامتيازات المالية ، والتهديد باللجوء الى "الوسائل الاحتجاجية المكفولة قانوناً" في حالة عدم الاستجابة للمطالب. وأشارت المصادر ذاتها في تصريحات ل"نبأ نيوز" الى أن الاتحادات الطلابية لبعض أحزاب اللقاء المشترك بدأت السبت نشاطاً مماثلاً في الأوساط الطلابية، متذرعة بوجود لوائح جامعية تمنح الجهات الأمنية صلاحيات التدخل، وعزت هذا التحرك الى ما هددت به تلك الأحزاب من "تحريك الشارع للقيام بأعمال تخريبية"- على حد تعبير المصادر- معززة رأيها بتزامن النشاط في الجامعات مع إضراب عدة قطاعات تربوية وصحية ومهنية أخرى. وتأتي هذه التطورات في نفس التوقيت الذي أصدرت فيه نقابتي المعلمين اليمنيين والمهن التعليمية بياناً دعت فيه المعلمين الى تنفيذ إعتصامات والخروج في مسيرات احتجاجية يوم الثلاثاء القادم (28 مارس) والاثنين الذي يليه (3 أبريل)، فيما أوعزت الأحزاب (اللقاء المشترك) الى رؤساء صحفها الناطقة بلسانها بعدم التعامل مع البيان إعلامياً لئلا يترتب عن ذلك مسئولية قانونية تؤكد مسئولية الأحزاب عن الدعوة للتظاهر دون استحصال موافقة قانونية- بحسب ما كشفه ل"نبأ نيوز" مصدر إعلامي في احد أحزاب المعارضة. وفي أول رد فعل رسمي على التطور الأخير، عبر مصدر مسئول بوزارة الداخلية عن استغرابه للبيان المنسوب إلى ما يسمى بنقابة المعلمين ونقابة المهن التعليمية والذي دعا إلى القيام باعتصامات ومسيرات يوم الثلاثاء 28 مارس والاثنين الثالث من ابريل 2006م . وأكد المصدر- بحسب وكالة الأنباء الرسمية سبأ- أن ما ورد في ذلك البيان يمثل مخالفة صريحة لقانون تنظيم المظاهرات والمسيرات رقم (29) لسنة 2003م الذي يلزم الجهة التي تدعو إلى القيام بمسيرات أو مظاهرات التقدم إلى الأجهزة الأمنية بطلب الترخيص لذلك وفقاً للقانون. وحذر المصدر من استغلال مثل تلك الدعوات لتنظيم مسيرات واعتصامات مخالفة للقانون لإثارة الفوضى والقيام بأعمال تخريبية .. محملا العناصر التي أصدرت هذا البيان مسئولية ما قد يترتب على ذلك . ودعا المصدر المعلمين والمعلمات إلى عدم الالتفات لتلك الدعوات غير المسئولة وعدم المشاركة في أي مسيرات أو مظاهرات مخالفة للقانون. وعلى صعيد متصل توقع محللون سياسيون أن تقوم قيادات في المعارضة بزج عناصر شبابية حركية بين الأوساط الجامعية لتنفيذ أعمال استفزازية القصد منها تصعيد الموقف من خلال ردود الفعل الحكومية إزائها، وبالتالي اختزال الزمن وإيجاد المبرر لانضمام الهيئات التدريسية والطلابية الى المسيرات الاحتجاجية التي دعت إليها نقابتي المعلمين. وعزا المحللون هذا الرأي الى منطق المعارضة نفسها التي تخطط لاستفادة من اندفاع من هم بهذه الأعمار من الطلاب ، وعدم تقديرهم للمسئولية لتأجيج الشارع وجر الساحة الى العنف، وحينها ستدخل الأحزاب بشكل رسمي تحت مختلف الذرائع. وقلل المحللون من خطورة التطورات المحتملة، مبدين قناعة في أن أي تظاهرات أو مسيرات من هذا النوع وبهذا الأسلوب هي "أشبه بفقاعات"، مؤكدين أن قيادات المعارضة "ستزج بالناس الى الشوارع وتختبئ هي في البيوت خوفاً على نفسها"- على حد تعبيرهم.