واقع صادم ومؤلم الذي يعيشه ابناؤنا، لست اقصد الحروب ولا الحالة الاقتصادية البائسة التي يعيشها اغلبنا ولا تهديدات القاعدة ولا حتى الخوف من الولاياتالمتحدة وحربها مع الارهاب.. انها حربهم مع التعليم! اليوم حدثتني ابنتي الطالبة بالمرحلة الاعدادية عن ما تعرفه عن الامتحانات وامتحانات الشهادة الاعدادية والثانوية وقد صدمني ما قالته وما يقوله التلاميذ لبعضهم: قالت لها زميلة انتقلت حديثاً من مدرسة اخرى " لست مهتمة بالمذاكرة ساشتري الامتحانات كما فعل قريبي السنة الماضية وحصل على معدل ممتاز وقد يحصل على منحة "!!! وصديقة اخرى تتباهى بأن المدرسين الخصوصين كانوا يدخلون لاختها الى داخل لجنة الامتحان في امتحان الشهادة الاعدادية ويساعدونها في الاجابات بدون أي مضايقة او اعتراض من المراقبين! اخرى ستعتمد على "حق القات " التي سوف يبذلها اخوها لمصححيين الامتحان او مراقبين الدور! ماذا يتعلم ابناؤنا في هذا النظام التعليمي وماذا ننتج؟؟ لصوص وغشاشون راشون ومرتشون؟؟ اشخاص لا يتعلمون شيئاً ولا يجيدون شيئاً في الحياة سوى الاحتيال ومخالفة القوانين حتى يحصلوا على ما لايستحقونه؟ ليست المرة الاولى التي اسمع فيها كلاماً كهذا بل اننا جميعاً نعلم بشبكات بيع الشهادات الجامعية بما فيها شهادات الطب بل والدراسات العليا ربما!! أي قيم نتصرف بموجبها؟؟ وكيف نتفنن في قتل الموهوبين والمجتهدين ودفنهم في البيوت ليحتل اللصوص وابناء اللصوص مقاليد الحياة في دولتنا؟؟ لا غرابة ان نصبح دولة بلا كهرباء و لاماء ولا امان ولا قيم مادام امثال هؤلاء يحصلون على الشهادات وهم لا يستحقونها ثم يحصلون بموجبها على المناصب ولا يستطيعون خدمة المجتمع من خلالها بل لا يريدون حتى تقديم أي خدمة للمجتمع من خلال مناصبهم تلك انما وصلوا بوسيلة الغش والاحتيال وهدفهم الغش والاحتيال لتحقيق الثراء السريع!! العملية التعليمية في بلادنا اصبحت وسيلة تدمير للمبادئ والقيم التي نزرعها في البيت و من يشارك في هذه الجريمة من مدرسين ومراقبين ومسئولين هم مسئولون امام الله عن كل ما نعانيه من تخلف وتدهور اقتصادي وانحلال وحروب ولن نسامحهم ابداً وعلينا جميعاً ان نرفض هذا الفساد الاخطر وان نحدد موقفنا منه وعلى السلطة المسئولة ان لا تنسى في خضم مشاكلها الكثيرة واوضاعها المعقدة انه من المدرسة يخرج : الارهابي واللص والمجرم و المسئول الفاسد لهذا عليها ان تولي التعليم اهتماماً اكبر و" قلدهم الله فينا وفي اولادنا".