كشفت مصادر موثوقة أن الرئيس علي عبد الله صالح وجّه انتقادات لاذعة للأداء الإعلامي لحزبه "المؤتمر الشعبي العام" ، معبراً عن عدم رضاه عن أسلوب عمل وسائله مع القضايا السياسية المثارة في الساحة وخصوصاً مع السياسيين الذين أعلنوا عن رغبتهم في خوض الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة في سبتمبر القادم. وأوضح طارق الشامي – رئيس دائرة الفكر والثقافة والإعلام بالمؤتمر – ل"نبأ نيوز" في تعليقه على تلك المعلومات بأن "عدم الرضا لدى الرئيس كان فيما يتعلق بنقاط معيّنه منها أساليب الاستهداف الشخصي، سواء للوسط الصحفي أو للقيادات السياسية والتعامل تجاه من يعلنون عزمهم ترشيح أنفسهم للانتخابات الرئاسية القادمة" ، مؤكداً أن " الرئيس يرى انه يجب أن يكون التعامل والتناول الإعلامي لذلك ايجابيا كونه حق دستوري وتجسيد لمبدأ التداول السلمي للسلطة وكذلك الأمر فيما يتعلق بالتعامل مع الآراء والمواقف المخالفة لآراء ومواقف المؤتمر في إطار التعددية والديمقراطية، وان ذلك يعزز من الديمقراطية ولا يسئ إليها". وأضاف الشامي: " إن إعلام المؤتمر الشعبي العام سيعمل خلال المرحلة القادمة علي استيعاب تلك الانتقادات وتحويلها إلى خطة عمل مستقبلية ، حيث سنعمل في الإعلام المؤتمري في اتجاهين وفق التوجيه الرئاسي المتمثل في نقد وتعرية كل ما فيه إساءة ومخالفه للدستور والقوانين من ممارسات وأعمال بغض النظر عن الانتماء الحزبي للجهة أو الطرف الذي يتبني ذلك سواء في المؤتمر الشعبي العام أو المعارضة أو المستقلين ، إضافة إلى نقد وتعرية وكشف كل ما يهدف إلى الإساءة للوحدة الوطنية وإثارة روح الفرقة والنزعات المناطقية والطائفية والعنصرية". الجدير بالذكر أن الرئيس علي عبد الله صالح سبق وان وجه انتقادات حادة لحزبه "المؤتمر الشعبي العام" وعبر عن أسفه لعدم تقديمه رؤية واضحة تعبر عن وجهة نظره في حل الأزمة الراهنة مع اللجنة العليا للانتخابات وذلك في لقاءه الجمعة الماضية بقيادات المؤتمر الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارض المكون من "تجمع الإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني وحزب البعث والناصري والحق واتحاد القوى الشعبية". وكان الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام "المؤتمرنت" شنّ هجوماً شديد اللهجة ضد الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد الذي تردد عزمه على ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة ، متهماً إياه بالعمالة والتردد في الرأي وانه دمية يحركها من يدفع له أكثر عبر مركز الدراسات الإستراتيجية الذي يرأسه في العاصمة السورية دمشق. وحمل الموقع الرسمي للحزب الرئيس علي ناصر محمد مسؤولية أحداث يناير 86م الدامية بالكامل ، مشيراً إلى انه أمر حراساته بتنفيذ جريمة اغتيال أعضاء المكتب السياسي داخل قاعة الاجتماع ومن ثم كان أول الهاربين من عدن باتجاه محافظة أبين التي لازمها طوال فترة الحرب التي استمرت قرابة العشرة أيام من (13-23) يناير 1986م واستخدمت فيها الدبابات والطائرات والقطع البحرية والصواريخ وراح ضحيتها أكثر من 12 ألف قتيل منهم قادة الحزب الاشتراكي اليمني علي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع هادي ونجا عبد الفتاح إسماعيل وعلي سالم البيض ، مبرراً وصفه للرئيس ناصر بالمتردد والدمية التي يحركها الآخرون بأنه وتحت يافطة المركز كان يتسلم دعماً مالياً من عدة عواصم عربية مهتمة بالشأن اليمني والتي كانت تقول له افعل ولا تفعل كذا. وكانت صحيفة الميثاق لسان حال المؤتمر الشعبي العام ألمحت إلى زيارات أمين عام نقابة الصحفيين (حافظ البكاري) ورئيس تحرير صحيفة الوسط (جمال عامر) لعدد من الدول الغربية قالت أن من بينها الدنمارك وأميركا ووصفت زيارتهما لأميركا بأنها تأتي في إطار مهمة خاصة تحت شعار دورة تدريبية, مشيرةً إلى التقارير المجهولة المصدر التي تربط بين سفر البكاري وعامر وتجنيد جهاز الموساد الإسرائيلي لصحفيين موريتانيين.