لقد اعتادت الشعوب العربية منذ ما يقارب عشر سنوات مضت بعدم الاهتمام البالغ بما يدور فى القمم العربية من توصيات او الاطلاع من باب الفضول على جدول الاعمال والملفات الساخنة التى ستناقش فى تلك القمة, وجاء الان دور ليبيا بقيادة الزعيم معمر القذاقى- حفظه الله- لرئاسة القمة العربية لعام كامل حسب قرار القمة المنصرمة التى تم انعقادها فى دمشق. حيث حرص العقيد القذاقى فى ارسال مبعوته الخاص أحمد قذاف الدم الى بعض رؤساء الدول العربية ببطاقة دعوة لحضور القمة والتى ستنعقد فى مدنية "سرت" الليبية يومى 27و 28 مارس الجارى ومنها السعودية، التى تعتبر من وجهة نظرى هى الدولة الاقليمية القوية القادرة على كبت مشاكلها السياسية فى طريق العودة الى المصالحة العربية العربية.. ولا انسى ابدا حتى يومنا هذا ما دار فى قمة الرياض فى ابريل 2007م فى الخطاب المختصرالذى القاه العاهل السعودي الملك عبد الله- اطال الله بعمره- فى الافتتاح، فهو خطاب تهتز له الابدان.. نعم قبل ثلات سنوات مضت بقوله: (ان اللوم الحقيقى يقع علينا نحن قادة الأمة العربية وأنى ادعوكم وأبدأ بنفسى إلى بداية جديدة))..! اذن المصالحة مع النفس ومع الاخرين هى روح طيبة مليئة برائحة العود ومخلصة فى اغوار نفس العاهل السعودى الملك عبد الله- حماه الله- حيث كان يدرك تمام الادراك بأن الحالة العربية فى الهبوط والانزاق السريع نحو الهاوية اذا لم نتجاوزها فالاعتراف يدل على مدى الاحساس بالمسئولية المطلقة تجاه شعبه وتجاه الامة العربية، فالمصالحة الصادقة هى بند اساسى لتصفية الاجواء العربية. الجميع فى ترقب أن تتوسع الفجوة الخلافية القائمة بين الدول العربية، فهناك خصومات حاده بين الاخوة العرب ولا اريد تحديدها فالكل على علم بتلك الخلافات؟ والسؤال الهام هنا: هل تستطيع ليبيا ان تفتح باب المصالحة العربية والتسامح ونسيان الماضى وعدم التعنت تجاه الاخوة العرب؟ وستكون هناك مصالحة عربية حقيقية وشاملة وليس مصالحة قبلات واحضان يجب ان تقوم فى الاساس على معطيات سليمة خالية من تلبدات مناخية ودفع العمل العربى المشترك الى التقدم والازدهار بمصداقية وشفافية وبعيدا عن النفاق السياسى الممل. فهل قمة "سرت" ستعيد للعرب عزتهم وهويتهم العربية، ويعود العمل العربى من جديد الى النهوض..!؟ هنا يجب ان ندرك بان المبادرة اليمنية التى قدمت كمشروع لتطوير العمل العربى المشترك وهى المبادرة التى قدمها فخامة الرئيس على عبد الله صالح- اطال الله بعمره- للحفاظ على الهوية العربية ولملمة الشمل العربى. فالمبادرة فى حد ذاتها فى قمة الابداع، حيث انها مدرجة ضمن جدول الاعمال للموافقة عليها بعد ان تم دراستها من قبل وزراء الخارجية ولكن هناك من لا يريد ان تكون اليمن فى قمة الصدارة العربية ويجب ان تكون منقادة لا قائدة. لا اريد ان اخرج من الموضوع الهام وهو قمة سرت، فهل ليبيا قادرة على لمٌ الشمل العربى من جديد ودفع عملية السلام العربى الاسرائيلى الى الاتجاه الصحيح واقامة الدولة الفلسطنية المستقلة بدون شروط استنادا الى القرارات الدولية والعربية؟ انتم اعلم بالتصرف المشين بقرار الحكومة الاسرائيلية بادراج موقعى الحرم الابراهيمى ومسجد بلال بن رباح على قائمة التراث القومى الاسرائيلى. ومن وجهة نظرى ان القرار الاسرائيلى ما هو الا قرار تحدى واعلان حرب على المقدسات الاسلامية بما ينذر بقيام حرب دينيه فى المنطقة العربية لانها تقوم بتزيف وتغيير التاريخ الاسلامى. وكما أعتقد أن الزعيم القذافى قادر على حل الخلافات العربية العربية بحكمة واقتداروذلك لدفع عملية السلام العربى الاسرائيلى برمتها الى الاتجاه الصحيح التى تعتبر من اهم القضايا التى تهز العالم العربى. فالتحديات أمام القمة العربية القادمة متشابكة، فهل الزعيم القذاقى سيفجر مفاجآت سارة ومبادرات ناحجة بأذن الله..؟ فالصبر العربى نفذ والمواطن العربى يريد التغيير.. وهل قمة سرت بقرارتها القادمة سترفع من معنويات الشعوب العربية..؟ حيث اصبح دور الجامعة العربية دور سلبى ومصلحى فى كافة القضايا التى تمس الوطن العربى وليس لديها غيرالشجب والتنديد. ادعو القادة العرب الى الالتفاف ونسيان الماضى، ولم الشمل العربى، ومصالحة النفس مع النفس ومع شعوبهم.. فهل القذافى سينتهج نهج العاهل السعودى الملك عبد الله- حماه الله- فى تصفية الخلافات واعادة تقييم الذات؟ فالمسئولية هى الاساس مسئولية جماعية وليس فردية فى تقيم الاخطاء الفادحة التى اصاب الشعوب العربية من التذمر والاحباط النفسى والتمييز العنصرى والجمود الفكرى والجرى وراء المصالح الشخصية الغير وطنية، ولا عربية، واصبحنا نفتقد الى الحب والحق والتسامح والانتماء الى الوطن الام او الوطن العربى. اتمنى من قمة سرت النجاح فى اصدار قرارت حاسمة ترفع من قيمة العرب. * د.وفاء الحمزى- مستشارة قانونية