صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    قائد الاحتلال اليمني في سيئون.. قواتنا حررت حضرموت من الإرهاب    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يريدون في جامعة صنعاء؟ (قراءة تحليلية لهوس الاضرابات)
نشر في نبأ نيوز يوم 17 - 04 - 2010

كثرت الإضرابات وكثرت الإحتجاجات التى يقودها بعض أعضاء هيئة التدريس فى جامعة صنعاء. هم يسمونها مطالب والطرف الأخر (الحكومة) وكثير من الطلاب يسمونها عدم إحساس بالمسؤولية من المدرسين تجاه الطلاب، بل عدم عدم اكتراث.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تزامن تحرك أعضاء هيئة التدريس فى جامعة صنعاء مع دعوات اللقاء المشترك؟ ولماذا الزج بالطلاب والمتاجرة بآلامهم وأوقاتهم..؟ وهل فعلا عضو هيئة تدريس جامعة صنعاء مظلوم؟ ومن أي جهة؟ وما وجه الظلم الذي وقع عليه..؟ ولماذا يثور بعضهم ولا يثور الآخر..؟ وهل وصلت السياسة الهدامة إلى صروحنا التعليمية؟!!!!!
ما يؤلمني فعلا هو زج الطلاب فى موضوع لا ناقة لهم فيه ولا جمل.. فما دخل إتحاد الطلاب- مثلاً- فى مشكلة بين بعض أعضاء هيئة التدريس وإدارة الجامعة؟ وهل يجب على إتحاد الطلاب اتخاذ موقف، وفى أي اتجاه؟
فى هذا المقال الفكري سوف أناقش مطالب أعضاء هيئة تدريس جامعة صنعاء ومدى شرعيتها ومدى شرعية الوسائل المستخدمة فى التعبير عن هذه المطالب؟ وهل لإتحاد الطلاب علاقة بما يحدث أم لا؟
أنواع المؤسسات فى أي دولة:
المؤسسات فى أي دولة تتبع أحد السلطات الثلاثة المعروفة (تشريعية، تنفيذية، قضائية):
1- المؤسسات التشريعية (مثل مجلس النواب): وهذه المؤسسة الهدف الرئيسي لها هي تمثيل الشعب بتطلعاته وطموحاته وبالتالي صياغة قوانين تحقق طموحات وتطلعات هذا الشعب وضمان تنفيذ هذه القوانين من خلال مراقبة السلطة التنفيذية.
ولهذا كان حتما ولزاما أن يكون مجلس النواب منتخب من قبل هذا الشعب لأن دور مجلس النواب هو دور تمثيلي (يمثل الشعب ويتكلم باسمه ويراعى مصالحه). وبما أن الشعب عبارة عن تجمعات مختلفة الثقافات والمستويات التعليمية والانتماءات الحزبية والتنوعات القبلية. فليس غريبا أن نلقى إنسان قبيلي أو شيخ كعضو مجلس نواب لأنه يمثل شريحة ونوعية ناخبيه. وبالتالي فإن مجلس النواب هو مزيج فسيفسائى يعكس ألوان وشرائح المجتمع المختلفة.
2- السلطة التنفيذية (الحكومة): هي من تقوم بتنفيذ المهام المختلفة لإسعاد الشعب وهذه السلطة فى حقيقتها منتخبة لأنه لا حكومة من غير موافقة مجلس النواب، فبالتالي فالحكومة هي من تقوم بجميع المهام تجاه الشعب وهى المعنية بوضع السياسات بكافة مستوياتها. والحكومة عبارة عن وزارات وكل وزارة مناط بها مهام محددة وتنسق هذه الوزارات مهامها فى مجلس الوزراء. إذا فقرار الحكومة هو قرار مستقل وهو عبارة عن قرار يتخذه مجلس الوزراء وليس رئيس مجلس الوزراء منفردا، خاصة فى الأمور المهمة.
فرئيس الوزراء لا يقدر أن يقيل مجموعة من الوزراء هكذا بمزاجه الخاص، لأن مجلس الوزراء منتخب وموافق عليه من قبل البرلمان عند التصويت على الحكومة، ولذلك نجد أن استقالة مجموعة من الوزراء يضع الحكومات فى أزمة دستورية، بمعنى يضطر الحكومة للرجوع من جديد إلى مجلس النواب كي يوافق عليها أم لا. ولذلك فالحكومة هي لا تمثل حزبا معينا بل تمثل الشعب، لأنه تم المصادقة عليها من مجلس النواب المنتخب من الشعب بغض النظر هل الجميع صوت أم لا فلا إجماع على اى شيء فى هذا الكون.
حتى رئيس الجمهورية ليس له سلطة على مجلس الوزراء الا أن يرفض أو يوافق على تشكيل الوزارة ليحيلها إلى مجلس النواب للموافقة عليها. وبما أن الرئيس منتخب من قبل الشعب فهو يمثل الشعب أيضا ولذلك فمن حقه إقالة الحكومة بل وإلغاء البرلمان والدعوة إلى الانتخابات. لكن ليس من حقه التدخل المباشر فى قرارات وسياسات الحكومة، وإنما المصادقة على من ترشحهم الحكومة مثل السفراء فنظامنا رئاسيا فى الأساس. إذا فصلاحيات رئيس الجمهورية محددة ومستقلة عن صلاحيات الحكومة.
3- لنأتي الآن إلى السلطة القضائية: هي مستقلة بحكم الدستور والقانون وكون أن الرئيس (ممثل الشعب المنتخب) يعين أو يصادق على رئيس لمجلس القضاء الأعلى لا يتعارض مع استقلالية القضاء. فرئيس مجلس القضاء الأعلى يعينه رئيس الجمهورية (المنتخب أصلا من الشعب)، ولكن رئيس الجمهورية كما الحكومة كما السلطة التشريعية ليست لها سلطات على مجلس القضاء.
إذا مبدأ الفصل بين السلطات موجود فى الجمهورية اليمنية. وهذه السلطات (تشريعية وقضائية وتنفيذية) جاءت كلها بطريقة ديمقراطية. فمن يقول بغير هذا فليأتنا بكتاب مبين.
لنقف الآن قليلا لنتخيل لو أن كل وزير جاء عن طريق الانتخاب! فما رأيكم؟
الجواب قد يأتي قبيلى ليس له لا فى الخبز ولا فى الطحين ليمسك وزارة النفط، وقد يكون الشيخ الفلاني رئيسا للوزراء لمجرد أنه حصل على أصوات كثيرة. إذا فما أريده من الحكومة يختلف عما أريده من مجلس النواب فمجلس النواب دوره تمثيلي (يمثل شرائح الشعب فلا ضير من وجود أي شيخ وأي صاحب مال وأي متخصص....الخ). لكن من أريده فى الحكومة هو إنسان متخصص سياسي على درجة عالية من العلم وقدرة كبيرة على الإدارة ولذلك يجب اختيارهم بالتعيين، ونفس الشيء مجلس الشورى تقريبا. ولذلك نجد أن كفاءات أعضاء مجلس الشورى (مع احترامي لكل البرلمانيين) تفوق كفاءات أعضاء مجلس النواب لأنهم أصحاب خبرات وتخصصات.
إذا.... ما أريده من أي مؤسسة دستورية أو خدمية يحدد الطريقة التى أختار بها القائمين على هذه المؤسسة. وعليه فإن مؤسساتنا تنقسم إلى مؤسسات تنفيذية (تنفذ عمل ما) ومؤسسات تمثيلية (تمثل شريحة ما).
ففي المؤسسات التمثيلية لابد من انتخاب القائمين على هذه المؤسسات (بمعنى انتخب فلانا لكي يمثلني ويتحدث باسمي أمام جهة أو جهات معينة...حسب الغرض من هذه المؤسسة).
أما فى المؤسسات التنفيذية (التى تنفذ برامج معينة وسياسات معينة) فالتعيين هو الأصلح لاختيار القائمين عليها. فمثلا وزارة الصحة سوف يكون وزيرها طبيبا وليس مهندسا، وكذلك معظم وكلاء وزارة الصحة ومديري مكاتب الصحة ومعظم الموظفين من الأطباء والصيادلة وكل من له علاقة بالطب. فلا يعقل أن أقول لمديرية الصحة فى تعز تعالوا يا كل من يشتغل بقطاع الصحة لننتخب مديرا فقد يطلع شخصا لديه ابتدائية لمجرد أنه فقط محبوب أو لأنه حزبي أو كذا وكذا. ولا يعقل أن نقول تعالوا يا أطباء ننتخب مديرا للصحة ليصبح مدير مكتب الصحة خريج حديث لاعتبارات حزبية أو مناطقية أو ما شابهها.
جامعة صنعاء ومن يحاول السير فى فلكها..
بعض أعضاء هيئة التدريس يطرح قضية الانتخابات لرئيس الجامعة وللعمداء ورؤساء الأقسام. هذا الأمر ليس جديدا ولا مخترعا وقد كان يعمل به فى دول مثل مصر إلاّ انه ثبت فشله، ومع هذا لنناقش هذه القضية فى ضوء ما طرح، ولنسأل الأسئلة التالية:
1- هل الجامعة مؤسسة تنفيذية أم تمثيلية؟
الجواب: مؤسسة تنفيذية، أي مثلها مثل وزارة الصحة مثلا. فما أريده من الجامعة تعليم أجيال وزرع مبادئ، وتخريج خريجين للقيام بعملية التنمية، إضافة إلى الأبحاث التى توجه عملية التنمية.... وغيره من الأنشطة. إذا فالجامعة مثلها مثل وزارة التربية والتعليم ومثل وزارة الصحة. فكما اعين وزير الصحة أعين رئيس الجامعة بل أن رئيس الجامعة له ميزة انه يعين من رئيس الجمهورية وليس من رئيس الوزراء وهذا شرف لرئيس الجامعة ويصب فى استقلاليتها، فلا سلطة على الحكومة على أي جامعة. فرئيس الجامعة مثله مثل رئيس مجلس القضاء الأعلى لا سلطة عليه أبدا. وهو من يعين أعضاء هيئة التدريس والموظفين داخل الجامعة ويحيل للتحقيق ويصرف المكافئات ويشرف على صرف أموال الجامعة. فمهمة رئيس الجامعة تنفيذية وليس تمثيلية حتى ينتخب.
2- بما أن الجامعة مستقلة، لماذا يوجد وزارة للتعليم العالي؟
لا سلطة لوزير التعليم العالي على رئيس الجامعة وإنما هناك المجلس الأعلى للجامعات هو من يقر اللوائح المنظمة للجامعات اليمنية، وهذا المجلس يصدر توصيات للجامعات تعتبر نافذة وملزمة إذا وافقت عليها الجامعات. المجلس الأعلى للجامعات ينسق عمل الجامعات ويقر اللوائح العامة ويصدر توصيات ويرأسه وزير التعليم العالي. إذا فوزير التعليم العالي هو مجرد منسق بين الجامعات ويمكن أن يطلب إفادة حول حدث معين أو مشكلة معينة من رئيس الجامعة المعنية، كما ن وزير التعليم العالي هو من يرشح رؤساء الجامعات لكي يوافق عليهم رئيس الجمهورية. فوزير التعليم العالي هو من يمثل هذه الجامعات أمام مجلس الوزراء. لكن لا سلطة إدارية أو مالية لوزير التعليم العالي وبالتالي الحكومة على أي جامعة......إذا فالجامعات مستقلة.
3- هل تعيين رئيس الجامعة أفضل أم انتخابه؟
هذا السؤال يرجعنا إلى النقطة الأولى هل الجامعات مؤسسات تمثيلية أم تنفيذية ومع ذلك فالتعيين أفضل لأسباب أخرى أيضا هي:
أ‌- أن الناخب لا يعرف الكثير عن المرشح وعن أبحاثة وعن شهاداته (قد تكون مزورة أحيانا) وعن خبراته وعن مقدرته على الإدارة وهل له جرائم مخلة بالسمعة والشرف أو ارتباطات مع دول أخرى أو انه ملتزم ومنضبط. وبالتالي ستتحول الجامعة من منبر تعليمي إلى منبر حزبي. فالسيرة الذاتية لا يعلمها معظم الناخبين.
ب‌- أنه قد يحدث تصفية حسابات، فمن ليس معي فهو ضدي فستجد رئيس الجامعة المنتخب يقرب الناس الذين انتخبوه ويبعد الآخرين. بل أن هذا الرئيس المنتخب سيميل إلى المجاملات لكسب الود للفوز بولاية ثانية، وبالتالي فستنعدم الإدارة الجادة. كما أن رئيس الجامعة يعتبر أحد منفذي الخطط الإستراتيجية للدولة مثله مثل أي وزير ولابد أن يتناغم عمله مع عمل باقي الوزارات، فهو احد أركان النظام، وإلاّ ستصبح فوضى. ورئيس الجامعة مثله مثل وزير التربية والتعليم يؤدى دور خدمي لكن ضمن السياسة العامة للدولة.
ت‌- لو أن رئيس الجامعة منتخب وطالب أعضاء هيئة التدريس بمطالب لا يمكن تنفيذها فماذا تتوقعون من رئيس الجامعة المنتخب؟ طبعا أقل شيء إضراب يليه إضراب يليه إضراب... ومن الضحية؟ إنه الطالب المسكين لأن رئيس الجامعة المنتخب لن يكون همه إلا عضو هيئة التدريس وكيفية إرضائه حتى لو على مصلحة الوطن والطلاب. وهنا استغرب من بعض الطلاب الذين شاركوا فى دعم هذا المطلب وكأنهم يعتقدون أنهم هم من سينتخبون رؤساء الجامعات والعمداء. إن رئيس الجامعة المنتخب يعنى عضو هيئة التدريس ومصلحته وبس وطز فى الطالب. والدليل لو أن الطالب فقط وقف على مطالب أعضاء هيئة التدريس لوجدها كلها مطالب خاصة لا تمت إلى الطلاب بصلة.
4- هل هناك ديمقراطية فى الجامعات اليمنية؟
رئيس الجامعة يتخذ قراراته بموافقة مجلس الجامعة الذي يتكون من عمداء الكليات، وليس قرارا فرديا. ومجلس الجامعة هو من يقوم بعمل اللوائح المنظمة لسياسات الجامعة الداخلية وهو من يقوم بعمل اللوائح التنظيمية ويوافق على القرارات ويعتمد النتيجة العامة والشهادات والتعيينات. إذا فالقرارات يتخذها مجلس الجامعة وليس قرارا فرديا لرئيس الجامعة = هناك ديمقراطية. وهذا الشيء ينطبق على عميد الكلية، لان من يتخذ القرارات هو مجلس الكلية المكون من رؤساء الأقسام وبالتالي قرار عميد الكلية ليس قرارا فرديا = هناك ديمقراطية. وبالمثل قرار رئيس القسم هو قرار جماعي من مجلس القسم وليس قرارا فرديا = هناك ديمقراطية.
5- هل هناك حرية؟
القانون يقول "لا عقوبة على عضو هيئة التدريس على أعمال أو أقوال فكرية طالما توصل إليها بطريقة بحثية ممنهجة" بمعنى آخر هناك حرية.
إذا جامعات اليمن مستقلة، ديمقراطية، حرة...
نقابات أعضاء هيئة التدريس:
النقابات شيء جيد وهى جهات تمثيلية وليست جهات تنفيذية وبالتالي فإن المسئولين عنها يأتون عن طريق الانتخابات وكل عضو هيئة تدريس يعتبر عضو فى النقابة أو على الأقل هذا هو المفروض. ولكن للأسف هناك خلط بين ما هو نقابي وبين ما هو تنفيذي. وهناك خلط بين هل لرئيس النقابة صلاحيات أم التزامات. وما هى صلاحياته وما هى التزاماته؟
رئيس النقابة هو ممثل أعضاء هيئة التدريس لدى الجهات التنفيذية ابتداء من الجامعة، ووزارة التعليم العالي ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل (لان هذه هي الجهة التى تشرف على انتخابات أعضاء هيئة التدريس) وانتهاء برئيس الوزراء ورئيس الجمهورية عبر إتحاد عام نقابات الجمهورية أو إتحاد عام نقابات أعضاء هيئة التدريس. وكذلك النقابة تمثل أعضاء هيئة التدريس على مستوى النقابات العربية والدولية.
إذا النقابة ليست جهة تنفيذية وهى عمل تطوعي فى أغلبه يُعنى بمصالح أعضاء النقابة والدفاع عنها والارتقاء بالخدمات المقدمة لأعضائها.
واجبات النقابة:
1- تناقش القضايا (أي قضية كأي منظمة مجتمع مدني) ولا تصدر القوانين الملزمة للجهات التنفيذية ما لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين.
2- تسعى إلى رفاهية الأعضاء بالطرق القانونية والمشروعة، لا بأس بان تطالب بزيادة المرتبات، لا بأس بان تطالب مخصصات أراضى للبناء، لا باس بان تطالب بكمبيوترات للأعضاء، لا بأس بان تطالب بتأمين صحي لأعضائها.
3- تصوغ اللائحة الداخلية بها.
4- تصدر التوصيات بكافة الأمور التى تتعلق بالنقابة وحتى بسير العملية التعليمية (أقول توصيات فقط).
5- التوسط فى حل أي مشكلة بين رئيس الجامعة وأي أحد من أعضائها ضمن الأطر القانونية.
6- مساعدة أعضاء هيئة التدريس فى بعض الأمور الخاصة مثل المرض عبر صندوقها.
ليس من واجبات النقابة:
1- التدخل فى تسيير شؤون الجامعة الإدارية والمالية (لأنها مهمة رؤساء مجالس الأقسام والكليات والجامعة). مع إمكانية المناقشة مجرد المناقشة لتصويب شيء ما فقط وليس لفرض رؤيا معينة.
2- ليس من واجباتها التدخل بين الطالب وإدارة الجامعة او الكلية او القسم، لان من يمثل الطلاب هو إتحاد الطلاب وليس نقابة أعضاء هيئة التدريس.
3- ليس من واجباتها بل يحضر عليها تسييس القضايا الجامعية، وليس من حقها المطالبة بأمور سياسية لا تخصها كنقابة أعضاء هيئة تدريس، ومن يرد ان يمارس سياسة فليذهب بعد الظهر إلى مقر حزبه أو إلى أي صحيفة أو قناة، لكن يحضر تسييس العمل الجامعي واستغلال الطلاب.
إتحاد الطلاب:
هو إحدى الجهات التمثيلية أيضا ولذلك يجب أن ينتخب أعضاءه ورئيسه على مستوى الكليات والجامعة. وهذا العمل يدخل ضمن تخصص نيابة الجامعة لشؤون الطلاب وعمادة الكليات لشؤون الطلاب.
مهامه: مراعاة مصلحة الطالب والتنسيق مع الجامعة لما يخدم مصالح الطلاب فى كافة الأنشطة التى تعتمدها لائحة نيابة وعمادة شؤون الطلاب، وهدف إتحاد الطلاب الأساسي هو المشاركة الفاعلة بين الطالب والجهات الرسمية فى الجامعة أو ما يشابهها فى الجامعات المحلية والدولية.
الخلاصة:
1- الجامعات اليمنية بحكم الواقع هي جامعات مستقلة ديمقراطية حرة والقانون يكفل هذا ولكن المشكلة فى الممارسات وعدم الفهم الصحيح للقانون وللأسف من أعضاء هيئة تدريس جامعات.
2- الانتخابات مناسبة للجهات التمثيلية ولكنها لا تصلح بشكل جيد للجهات التنفيذية.
3- هناك خلط بين مفهوم العمل النقابي وواجباته وبين العمل التنفيذي والجهات الرسمية ومسؤولياتها، وللأسف فإن كثيرا من أعضاء هيئة التدريس لا يدكون هذا. ويريدون دورات فى هذا المجال.
4- للأسف هناك تسييس للعمل الأكاديمي والجامعي بشكل غير مقبول ويضر بالطالب الذي يدفع معظم أيام عمره فى مظاهرات واعتصامات ليس له منها شيء، والسبب هو عدم مراعاة أخلاق المهنة التى تهدر وقت الطالب فى ما لا يفيد ولا يجدي وفى قضايا ليس له ناقة فيها ولا جمل.
5- صحيح إنني مع بعض ما طُرح من مطالب لأعضاء هيئة التدريس ولكن ليست بهذه الطريقة الفظة التى تظهرنا أمام الطلاب وكأننا نقدم المال ومصالحنا الخاصة على مصلحة الطالب والذي يفترض أن نكون قدوة لهم، فالمال ليس كل شيء. وهنا أريد أن يسأل عضو هيئة التدريس: لو عرف الطالب الذي مصروفه 20 ألف ريال شهريا أنه يعتصم مع أستاذ مرتبه لا يقل عن 300 ألف ريال، كيف سيكون شعور الطالب..؟ أنا لا أستكثر ال 300 ألف ريال ولكن على قدر فراشك مدر رجليك فلا يمكن أن نقارن مرتبات اليمن بدول الخليج، وبلاش مزايدات. ثم أن هذا الوطن هو من صرف علينا دم قلبه فلا يمكن أن نعامله معاملة الأجنبي الذي لم تخسر اليمن فى تعليمه شيء.
6- لابد أن يفهم ومعليش هنا سوف اذكر بالاسم "د. العزعزى" ومن يسيرون فى فلكه أن ما قاله السيد رئيس الوزراء صحيح، فالعقد الذي بيننا وبين الحكومة هو عمل مقابل راتب. فإذا كنت ستضيع نصف السنة فى إضرابات ومشاكل دون تعليم أو إنتاج فقد تضطر الجامعات للجوء إلى ناس يلتزمون بما هو مطلوب منهم من خارج البلد وهذا يضرنا.
نحن فى خطر أمام العولمة، فما جدوى أن أجيب مدرس يشغل لى السنة كلها إعتصامات وإضرابات ومنتجه أقل بكثير من مرتبه. أريد أن يراجع كل من يشعل الفوضى نفسه ويسألها كم يتقاضى ثمنا للتدريس فى جامعة خاصة مثل العلوم والتكنولوجيا، اعتقد 5000 فى الساعة للمحاضرة ونصفها للعملي وليعد الساعات هذا الأستاذ الجامعي التى يقضيها فى جامعة صنعاء ويرى هل فعلا هو مظلوم والى أي حد. بمعنى آخر فليزن كل منا نفسه ويعرضها على سوق العمل ولو لقي شيئا أفضل فربنا يفتح عليه رغم أننا (اليمن) من علمناه وصرفنا عليه.
7- وأخيرا هل يرضى أحدنا أن يرجع ابنه الذي فى الجامعة اليوم تلو اليوم لأن المدرسين مضربين، فى قضية هو بعيد عنها كل البعد. الم يسأل نفسه هذا الأستاذ الجامعي أن هناك ناس من مناطق نائية صرفوا دم قلوبهم لحضور الجامعة ليجدون أن هذا المدرس الجشع أو المسيس قد ترك الحصة.
8- أين التربية الوطنية التى ننادى بها ونحن نذبحها يوميا بسوء تصرفاتنا...!؟
أرجو أن يعود كل منا إلى رشده ويحاسبها قبل أن يحاسب.... وكل عام ويمننا الحبيب بألف خير..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.