في سابقة وصفت بالانجاز الأمني الأكبر في تاريخ الحرب اليمنية ضد تنظيم القاعدة، أعلنت اليمن اليوم على لسان وزير داخليتها اللواء الركن مطهر رشاد المصري عن اعتقال "الممولين والمجهزين" للعملية الارهابية الأخيرة التي استهدفت الاثنين الماضي موكب السفير البريطاني بصنعاء السيد "تيم تورلوت"، وذلك خلال الساعات القليلة الماضية من يومنا هذا الخميس 29 أبريل 2010م. وقد جاء الاعلان عن إعتقال جميع مدبري، وممولي، ومجهزي العملية الانتحارية التي نفذها "عثمان الصلوي" في كلمة ألقاها معالي وزير الداخلية في إختتام أعمال اللقاء السنوي لقيادات أمن أمانة العاصمة صنعاء، والذي أعتبر الزمن الذي تم فيه إلقاء القبض على مدبري العملية بأنه "مبكر وقياسي"، واصفاً ما حققته الأجهزة الأمنية بأنه "إنجاز أمني كبير".
ودعا وزير الداخلية خلال اللقاء السنوي القيادات الأمنية إلى ضرورة مضاعفة الجهود في العمل الوقائي كإجراء من الإجراءات الاستباقية لإفشال الجرائم والأعمال الإرهابية، وتفعيل العمل بالمربعات الأمنية وفق استراتيجيات عالية العمل على جمع المعلومات وتحليلها واستخدامها في العملية الوقائية وكشف الجريمة قبل وقوعها. كما شدد اللواء المصري على ضرورة منع السلاح وتداوله في أمانة العاصمة لأي شخصية كانت، وفرض هيبة الدولة، وإرساء القواعد والنظام العام، معتبراً ذلك بأنه من أهم المسؤوليات التي يجب أن تضطلع بها الجهات الأمنية بالأمانة، ومؤكداً في الوقت نفسه "أن الجميع بدون استثناء تحت القانون وليس هناك من هو فوق القانون". وكشف وزير الداخلية عن خطة الوزارة خلال العام الجاري لبناء ثلاثة مراكز شرطة في نطاق أمانة العاصمة، وتعزيزها أيضاً ب(190) عنصر أمني، مجهزين بالأسلحة، وقد تم إعدادهم ببرامج ودورات تدريبية عالية، ليتم توزيعهم وفقاً لاحتياجات مراكز شرطة الأمانة. كما تطرق الى خطط الربط الشبكي المعلوماتي للفروع والمناطق الامنية والمراكز، والذي اعتبرها من أولويات خطط الوزارة للعام الجاري، منوهاً إلى أهمية ذلك في بناء قاعدة معلوماتية متكاملة تسهم في تطوير العمل الأمني. هذا وقد أكد مصدر أمني ل"نبأ نيوز" أن أهمية اعتقال ممولي ومجهزي العملية الارهابية الأخيرة لا تكمن في الأشخاص أنفسهم الذين تم اعتقالهم، بل في حجم المعلومات التي سيتم من خلالها كشف المنابع الحقيقية الأولى المغذية للارهاب، والتي بدونها لا يمكن لخلايا القاعدة القيام بعمليات الاستقطاب، والحصول على الأسلحة والمواد المتفجرة، وتمويل تحركاتها. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية اليمنية دخلت حالياً في مرحلة اجتثاث جذور الارهاب، ولن يستغرق منها ذلك وقتاً طويلاً، بل يمكن القول أنه بتوفيق من الله تعالى، وبجهود رجال الأمن الأبطال، وبتعاون كل المواطنين الشرفاء، وبحكمة القيادة السياسية أن اليمن قريباً سيصبح يمن بلا إرهاب، ويتحرر من هذه الثقافة الغريبة والدخيلة على ثقافة أبنائه الذين يعرفهم العالم بالكرم والتسامح والمحبة والحكمة.