يقول المثل الشائع إن وراء كل رجل عظيم امرأة ، لكن زعيمي الحزبين السياسيين الرئيسيين في بريطانيا يريان أنه من الافضل أن تكون المرأة إلى جانبك وليست وراءك. فقد اشتبكت كل من سارة براون وهي "السلاح السري" لرئيس الوزراء الذي بات منهكا وضعيفا وسامنثا كاميرون بشكل سافر ودون أدنى حرج في "حرب الزوجات" لمساندة رجليهما. بيد أن مريام جوانزاليس دورانتيث الزوجة الاسبانية لزعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين نيك كليج لا تزال غائبة بشكل ظاهر عن الحملة الانتخابية حيث أعلنت أنها لا "تملك ترف" التخلي عن وظيفتها المرموقة كمحامية دولية. هذا الانخراط السياسي السافر - أو العزوف - للزوجات ، وكلهن سيدات ذوات قدرات مهنية عالية حققنها بجهودهن الذاتية ، يعد أمرا جديدا بالنسبة لبريطانيا ويثير سؤالا حتميا عن مدى جدواه. فقد كتبت المعلقة السياسية آن مكلفوي بصحيفة "إفينينج ستاندارد" قائلة "بعد أن صار السياسيون أنفسهم يفتقرون للشعبية بصورة تبعث على القلق أصبحوا يأملون أن تتمكن زوجاتهم من إنقاذهم". وقالت صحيفة الجارديان إن زوجات "المرشحين" "ربما يكن أكثر شعبية من أزواجهن" لكن يتعين الانتظار لمعرفة مدى جدوى الاستعانة بهن في اجتذاب اصوات الاناث. أما جان موار الكاتبة الشهيرة بصحيفة ديلي ميل فترى أن المشهد برمته يبعث على الشعور بالاشمئزاز لكنها أشادت بشجاعة السيدة "الحاذقة" دورانتيث التي يطلق عليها أيضا مسز كليج. وكتبت موار أن موقف يمثل رسالة قوية تقول ""لن أكون مثل " النتوء" وأنه يجب على سارة براون وسامنثا كاميرون أن تلحظا هذه الرسالة وتعياها. يذكر أن سارة براون التي كانت تملك شركة للعلاقات العامة وتتولى إدارتها بنفسها قبل زواجها من الزعيم البريطاني قد ساهمت لاول مرة في تحسين صورة زوجها المحاصر بالازمات أثناء مؤتمر لحزب العمال العام الماضي حيث قالت في معرض تقديمه للحاضرين "زوجي وبطلي". ومنذ ذلك الحين ظلت على ولائها التام لزوجها واستعانت بقناتها في موقع "يو تيوب" في نشر رسالتها وتوجت بلقب ملكة التويتر بسبب مشاركتها على نطاق واسع في شبكة التواصل الاجتماعي. هذا الامر جعل المحلل السياسي توني ترافيرس يقول "لقد حققت سارة براون المعجزات له" مشيرا إلى دورها بعد الادعاءات الاخيرة القائلة بأن براون كان "يسيء معاملة" العاملين في مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينج ستريت. أما سامنثا كاميرون فلم يكن أمامها ثمة خيار سوى أن تحذو حذو سارة في الوقوف علنا إلى جانب زوجها. وهي بنفس القدر موهوبة في استخدام أدوات الاتصال الحديثة ويمكن متابعة أنشطتها في موقعها على الانترنت سواء وهي تعد القهوة أو الكعك أو المشاركة في الحملة الانتخابية لزوجها. غير أن المنتقدين يتهمون سامنثا التي تنحدر من أسرة ارستقراطية تعود جذورها إلى الملك هنري الثامن بمحاولة إخفاء لكنتها "الارستقراطية" وراء حديثها الذي يتسم ببطء الالفاظ وعدم وضوحها مثل أبناء الطبقة العاملة. وأكسبها عملها كمديرة التصميم والابتكار في شركة سيمثسون للادوات الكتابية والمنتجات الجلدية شهرة في عالم الازياء بسبب تصميمها لحقائب اليد النسائية التي تخلب لب الجميع. لكن سامانثا "39 عاما" تملك ورقة رابحة فريدة كشفت عنها عند بدء الحملة وهي أنها حامل في شهرها الرابع. وأطلق بالفعل على الوليد المرتقب "طفل الانتخابات" وهو سيكون الرابع لعائلة كاميرون التي فقدت العام الماضي ابنها المعاق إيفان وهو في سن السادسة. ومثل أسرة كاميرون فقدت أسرة براون طفلة رضيعة تدعى جينيفر جان بعد مولدها بعشرة أيام فقط في مطلع 2002 وهو ما يعد محنة مشتركة خلقت "رابطة غريبة" ربما تفسر ولع الشعب بالسيدتين بحسب تعليق التايمز. أما دورانتيث "42 عاما" وهي أم لثلاثة أولاد فتقول إن أبناءها وعملها أكثر أهمية من تقديم "صورة مغلفة بالسكر" لنفسها في سبيل كسب أصوات الناخبين لكليج. وهي تقول " أي شئ أستطيع به الملاءمة بين عملي وأبنائي سافعله بنسبة 150 في المئة". ومن المفارقات أنها لن تستطيع التصويت لزوجها لكونها أسبانية ولا تملك جواز سفر بريطانيا. "د ب أ"