بعد أيام قليلة تبدأ وفود الزائرين لليمن من أبنائه المغتربين وبالذات في دول الخليج وكذلك بعض الأخوة العرب الخليجيين لقضاء أجازة الصيف في ربوع السعيدة والتمتع بالمناخ الرائع والمتنوع الذي يسود اليمن والمناظر الخلابة بسبب ما تتمتع به بلادنا من أماكن سياحية جميلة ومتعددة سواءً كانت طبيعية أو من الآثار القديمة ومن هؤلاء من يكون قدومه إلى وطنه لزيارة الأهل وقضاء أوقات جميله معهم. الكثير منهم يأتون عبر الطرق البرية بسياراتهم نظراً للحاجة الكبيرة للسيارة في التنقل داخل المحافظات اليمنية والقيام بالرحلات السياحية وأيضاً منهم تقليلاً لتكاليف تذاكر الطيران المرتفعة وخصوصاً أصحاب العوائل الكبيرة. وإلى هنا والأمر جميل ولكن ما يهمنا هنا ما يحدث للقادمين إلى اليمن بسياراتهم فإن معاناتهم تبدأ من أول نقطة يصلونها وهي المنافذ البرية حيث يجدون الكثير من العراقيل والصعوبات من قبل أغلبية رجال المنافذ البرية والسبب هو اعتقاد هؤلاء الموظفين أن من قدم إليهم هو عبارة عن غنيمة يجب استغلالها والخروج بأكبر مغنم منهم فيتم عرقلة الإجراءات بهدف الحصول على حق ابن هادي وأنا لا أعمم على الكل لأنه لا يجوز التعميم وفقاً لقانون لكل قاعدة شواذ والشواذ هنا هم الموظفون المخلصون في عملهم وليس الفاسدون والعكس مفروض أن يكون. بعد أن تنتهي الاجراءات والخروج من المنفذ فإنك وحتى تصل إلى المكان الذي تقصده يجب عليك أن تجتاز كل الحواجز التي تعترض طريقك من نقاط أمنية تقوم بعضها بالتحجج بالحجج الواهية لتنال نصيبها من كعكة المسافر المسكين. أما ما تصادفك من مشاكل مع أفراد المرور والأمن بمختلف تشكيلاتهم والتي لا تعرف كم عدد هذه الجهات والتي تتفاجأ وأنت تسير في أمان الله برجل أمن أو مرور يظهر لك بوجهه العابس المتكهرب والذي يشعرك كأنك فار من وجه العدالة ويقوم بإستفزازك وطلب أوراقك وأوراق سيارتك ومطالب غريبة عجيبة وكأنك مجرم هارب من وجه العدالة كلها تهدف إلى نهب مالك دون وجه حق ولا يتردد بعضهم في تهديدك إما بالسلاح أو أن يقول لك تحرك إلى الإدراة وأنت لا تدري أي إدارة يريد أن يذهب بك وبسبب معرفة بعدم وجود من ينصفك فإنك تضطر إلى دفع المقسوم وأنت مكره لأنك مثلاً لو أستوقفك رجل مرور بدون وجه حق ولم تدفع له وقررت التوجه معه إلى إدارة المرور فإنك لن تخرج من هذه الإدارة إلا وقد دفعت أضعاف أضعاف ما طلبه منك رجل المرور لأن المبلغ الذي كنت ستدفعه لشخص واحد ستدفعه في الإدارة لعشرة أشخاص ناهيك عن تعطيل وقتك وحجز سيارتك. وهناك الكثير من السلبيات التي تنغص على المغترب إجازته وتعطي إنطباع سلبي عن السياحة في بلدنا وتساهم في إحجام الكثيرين من القدوم إلى اليمن سواءً من أبنائه أو الإخوة العرب. وأنا هنا أكتب من خلال تجربة شخصية وليست من وهم الخيال ولا أقصد التشويه أو الانتقاد لمجرد الانتقاد فقط ولكن الهدف أسمى من ذلك بكثير وهو العمل أن أرى بلدي في أحسن حال ومظهر جاذب للغير وليس طارداً. وهذه الأشياء التي تكلمت بها لست وحدي الذي يعاني منها ولكن لو تكرم أي مسئول وتقصى الحقائق وسأل أي شخص جاء بسيارته إلى اليمن عما واجهه في سفرته لوجد الكثير والكثير مما لم أذكره هنا ولسمع الهوائل مما يتعرض له كل من جاء بسيارته من مضايقات في المنافذ البرية والتي هي واجهة البلد وأول شيء يقابله القادم لليمن وكذلك ما يعانيه في شوارع المدن اليمنية من رجال الأمن والمرور من محاولات ابتزاز. [email protected]