انفجرت صباح اليوم الأربعاء مواجهات عنيفة جداً بين الجماعات الحوثية ومجاميع قبلية من "آل ذو محمد"، دارت رحاها في منطقة "الملاحات" من مديرية "خراب المراشي" بمحافظة الجوف، واستخدم الطرفان خلالها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وبحسب مصادر محلية ل"نبأ نيوز"، فإن نحو (10) قتلى- معظمهم من الحوثيين- سقطوا خلال المعارك، بجانب نحو (11) مصاباً، بينهم إصابتين خطرتين، فيما نجح الحوثيون في الاستيلاء على "الملاحات" بعد تدمير معظم بيوتها بالهاونات والقذائف، باستثناء منزل يعود لمدير مديرية "خراب المراشي" تم نسفه كاملاً بالمتفجرات.
وتؤكد مصادر "نبأ نيوز": أن ما يقارب (17) أسرة من أهالي "الملاحات" بدأت منذ ساعات الصباح الأولى بالنزوح باتجاه القرى المجاورة، بعد تعرض بيوتها للقصف من قبل الحوثيين، فيما أفاد "قبليون" أن بعض تلك الأسر كانت ترفض مغادرة بيوتها، غير أن المسلحين الحوثيين وبعد اقتحامهم المنطقة والاستيلاء عليها، أجبروهم على الرحيل. مصادر أمنية بمحافظة الجوف أكدت ل"نبأ نيوز": أن هذه التطورات تأتي على خلفية محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها "هندي بريش"- مدير مديرية خراب المراشي- وعدد من مرافقيه عشية يوم 26 سبتمبر، حيث منع الحوثيون الأهالي من تنظيم إحتفال إيقاد الشعلة بمناسبة عيد الثورة، الأمر الذي تسبب لاحقاً بتصعيد التوتر بين الحوثيين وقبائل "ذو محمد" التي ينتمي إليها "بريش". واتهمت المصادر الأمنية الحوثيين بالسعي لفرض رغباتهم "المزاجية" على الدولة، لافتاً إلى أن الحوثيين يطالبون بطرد مدير المديرية "بريش" والذي جرى تعيينه مؤخراً. وفي الوقت الذي تتهم به المصادر الرسمية الحوثيين بالتصعيد، وتحملهم مسئولية الخروقات، فإن الحوثيين اتهموا الدولة بارتكاب خروقات وقطع الطرق وإطلاق النيران على عناصرهم، ومحاولة إثارة الفوضى. اللجنة الأمنية بمحافظة الجوف وفي أعقاب اجتماع طاريء عقدته يوم الاثنين، حذرت الحوثيين "من مغبة الاستمرار في خروقاتهم المتعمدة للنقاط الست وآلياتها التنفيذية من خلال تأزيم الأوضاع في المحافظة والاعتداءات على المواطنين، والإستيلاء على منشآت حكومية وغيرها من الخروقات التي تعرقل جهود إحلال السلام بمحافظة الجوف". جدير بالذكر أن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين الجماعات الحوثية وقبائل آل محمد.