انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من هو علي عبد الله صالح !؟
نشر في نبأ نيوز يوم 22 - 05 - 2006

الباب الأول من كتاب (علي عبد الله صالح .. تجارب السياسة وفلسفة الحكم)
تأليف : نزار خضير العبادي

(نبأ نيوز) تنفرد بنشر السيرة التاريخية الكاملة للرئيس علي عبد الله صالح

السيرة الذاتية
خلافاً لما قد يساور البعض من ظنون، استهل الرئيس علي عبدا لله صالح حياته بطفولة بائسة من زمن القحط التاريخي، إذ فتح عينيه للدنيا في يوم 15 يوليو 1942م في بيت ريفي عتيق مهترئ الجدران يحاصر أنفاس الصدور المتزاحمة في باحاته الضيقة.. كان يتربع قرية (بيت الأحمر) من مديرية (سنحان) الواقعة جنوب شرق صنعاء.
ولم تكن ولادته أكثر من حدث يومي يتكرر من غير اكتراث كبير في جميع بيوت القرية.. فالصورة القاتمة للحياة كانت كفيلة باغتيال الآمال الصغيرة من بين الضلوع الناتئة من خلف الثياب، والأجساد الضامرة المترنحة جوعاً ومرضاً وجهلاً تحت وطأة صولجانات الأنظمة الإمامية الظالمة المستبدة.. ولربما كان جل أحلام والده آنذاك، أن يشب وليده، ويخفف عنه قسطاً من عبء الحياة ومسؤولياتها المضنية..
لكنه ما لبث أن انتقل إلى جوار ربه ولم يزل (علياً) في حضن أمه مع صبيه آخرين.. وكأننا بالأقدار تسابق الواقع البائس في كتابة الشقاء الإنساني، فتحرم هذا الطفل من الحنان الأبوي قبل أن يشتد عظمه.. وبعد مدة غير قصيرة انتقل إلى كنف عمه (صالح علي عبد الله)، ثم رعاية شقيقه الأكبر (محمد عبدالله صالح)، وانتهى به المطاف للعيش مع أخيه الآخر (صالح عبدالله صالح)( ).
وهكذا عاش علي عبدالله صالح يتيماً في أسرة فلاحية كادحة لا تتميز عن سواها بشيء، فالجميع يحيا بدرجة دنيا من الكفاف، وتلعق جراحاتها وأناتها بصبر المحتسبين لله، ولن يرحم الزمان الجائر أي ضعيف متقاعس عن منازلة الحياة في معتركها العسير.. الأمر الذي جعل علي عبدالله صالح يأتي إلى قسمه من الشقاء مبكراً، وقبل أن تتصلب أظافره، فانطلق إلى البراري يرعى الغنم، ويتيه بين شعابها القاحلة حالماً بمعاني الطفولة، ومرح الصبابة، والصدر الدافئ الذي يمنحه عطف الأبوة وحنان الأمومة.
إلا أنه عندما كان الجفاف يجتاح المراعي القريبة من ديار الأهل، لم يكن يجد بُداً من الارتحال مع أغنامه إلى حيث تدر الأرض خيرها –في أي جزء كان من اليمن- برفقة بعض أفراد أسرته، أو قريته، والمكوث هناك أياماً، ولربما شهوراً حتى يشاء الله أمراً أخر( ).
لعل تعقد ظروف الحياة، وتفاقم الأزمات الاقتصادية – خصوصاً لأسرة فقدت ولي أمرها – كانت جديرة بغرس القناعة لدى أخويه (محمد وصالح) للالتحاق بالجندية في أوائل الخمسينات، فذلك هو ديدن الأسر الفقيرة ومن لم يحض بنفوذ سياسي أو قبلي لدى النظام الحاكم وعماله والسادة أرباب الحل والربط في عهد الأئمة.. فالعسكرية قد تؤمن لهذه الشرائح هيبة نسبية، وأماناً اجتماعياً معاشياً معقولاً.
ولما بلغ علي عبدالله صالح العاشرة من عمره انتقل للعيش مع أخيه (صالح)، ويبدو أن الحظ قد ابتسم له قليلاً، إذ أنه حظى بفرصة الالتحاق بالمعلامة (الكتاتيب) في مسجد القرية – الذي كان يؤدي دور المدرسة آنذاك – فأخذ يتعلم القرآن الكريم على يد الفقيه (محمد عبد العزيز الصوفي) وهو من أهل (خولان) وعمل في تدريس أبناء قرية (بيت الأحمر) لثماني سنوات.( )
وجد علي عبدالله صالح متعة كبيرة في الانضمام إلى المعلامة مع أقرانه مثل محمد إسماعيل، وعلي محسن صالح، وعبد الآله القاضي، وصالح الضنين وغيرهم، لأنه كان يجد فيها متنفساً لطفولته البريئة من كفاحه المرير في رعي الغنم والزراعة.. وقد قال عنه الشيخ محمد محسن الأحمر – شيخ قرية بيت الأحمر – في حديثه عن طفولة الرئيس "تعامله مع زملائه في الحي وفي المعلامة (الكتاتيب) طيب.. بريء ولطيف، وأحياناً يعمل لزملائه مقالب مضحكة.. مشاغب، مشاكس حيناً آخر"، ويصفه الحاج علي أحمد صالح إسماعيل – من نفس قريته – "طموحه مقارنة بأقرانه وفي نفس ما هو عايش في أسرته، أذكى واحد" ثم يضيف "أن علي عبدالله صالح منذ طفولته وهو يتمتع بفطانة فاقت سنه، وتفوق بها على أقرانه، وشجاعته غير عادية..".
لكن كيفما كان شغفه بمواصلة التعليم، فليس من حيلة له بذلك، فقد "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" فمن أين للكادحين البسطاء أن يبصروا نور المعارف وعلى أرض اليمن عشعش المستبدون يكحلون عيون الفضيلة بأسنة الرماح، ويغتصبون السلام كي لا تقر عيون الحالمين..! إنها الحقيقة التي كان على الصبي اليتيم علي عبدالله صالح أن يصطدم بواقعها يوماً، ويدرك أن لا سبيل لطموح اليتامى في شرائع الكهنوت، وأن عليه أن يدفع (10) ريال فرنسي إذا ما تطلع لدراسة المصحف كاملاً، أو (3) ثلاثة ريالات سنوياً إذا آثر التعلم بنظام المدة وليس المقاولة، ولا شك إن من كان بوضعه المادي لن يقوى على شيء من ذلك القبيل.
وهكذا ذبح الواقع الاجتماعي الأليم مُناه من الوريد إلى الوريد.. فانقطع عن الدراسة، وابتلع الحسرات بمرارة… ولا أظن ذلك الجرح إلا أن توغل عميقاً في نفسه حتى يومنا هذا، وحمله في قلبه حتى عندما أصبح رئيساً، فيتذكر الماضي السحيق، منتفضاً على أخلاقيات السلطة الفاسدة التي احتكرت التعليم وحجبت نعمه عن عامة أبناء الشعب اليمني.. فيقول الرئيس صالح في إحدى المقابلات الصحفية.( )
"لم تكن المدارس في اليمن متاحة آنذاك للجميع، كانت هناك كتاتيب، أما المدارس فكانت موجودة في المدن الرئيسية ولا يدخلها إلا من لديه نقود أو أن يكون قريباً من الأسرة الحاكمة.. ونحن من منطقة لم يكن لديها رصيد من ذلك.. وكنا نعتمد على الماشية ومحاصيل القمح والذرة وليس عندنا المال الكثير الذي يمكننا من دخول المدارس".
وفي الحقيقة، أن علي عبدالله صالح في تلك المرحلة من طفولته بدأ يتأثر كثيراً بالمفاهيم العسكرية، وصارت تبهره الأحاديث والحكايات عن الجندية، التي كان يتناقلها أخواه (محمد وصالح) اللذان التحقا بصفوف الجيش في وقت سابق.. وحدث ذات مرة أن رافق أخاه (صالح) إلى محمية قعطبة التي كان مجنداً فيها، فأبدى تلهفاً شديداً للبقاء في معسكر المحمية، ولم يتم اقناعه بالعدول عن رغبته إلا بشق الأنفس، رغم أنه لم يكن يتجاوز سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة( ).
ترسخ الاعتقاد لدى علي عبدالله صالح بأن الجيش هو خيار الرجولة، وطريق الشجاعة.. لذلك كان "دائماً يفكر بموضوع التحاقه بالجيش، وظل ينتظر اليوم الذي سيرتدي فيه الزي العسكري.. بل أنه يستعجل مجيء الغد قبل اليوم ليحقق أمنيته…" فكان بمجرد أن بلغ السادسة عشرة من عمره –أي في عام 1958م– أخذ يترجم أحلامه إلى واقع، فسافر مع خاله (سعيد أحمد) إلى العاصمة صنعاء، ليلتحق بالجندية.. إلا إن الأقدار مازالت تقف في طريقه، وتثقل كاهله بالمزيد من الإحباط، فقد رفض "القملي" قبوله نظراً لصغر سنه.
ولكن علي عبدالله صالح لم يستسلم أو يقطع الرجاء، وظل مصراً، رافضاً العودة إلى قريته، فلم ير خاله سعيد بُداً من اللجوء إلى أحد مشائخ (سنحان) الشيخ (علي صالح علوان) ليتوسط له عند القملي – الذي كان حينها مسؤولاً عن تسجيل المجندين.. فذهب الشيخ علي صالح إلى القملي وبرفقته علي عبدالله صالح، وحاول اقناعه بشتى الوسائل بأن علي عبدالله ليس بالصغير، وقال له: "لا تغرك صغر سنه فشجاعته وقوته وذكاؤه يفوق سنه، ويتفوق به على أشخاص كبار السن، ومن الضروري أن يدخل يتعسكر.."، وبعد أن كان قملي الجيش الأميري للمملكة المتوكلية يقول: "هذا يسير يدرس عاده جاهل" وافق أخيراً على دخول علي عبدالله صالح الجيش ليفتتح بذلك آفاق المرحلة الثانية من حياته، والتي هي مرحلة مختلفة تماماً عن سابقتها بكل المقاييس( ).
تعتبر المرحلة الثانية من حياة الرئيس علي عبدالله صالح هي الإطار الزمني الذي تبلورت فيه شخصيته الوطنية والقيادية التي ستقوده إلى كرسي الرئاسة (المرحلة الثالثة من حياة الرئيس صالح والتي هي موضوع بحثنا في الكتاب). فإصراره على الانضمام للجيش لم يكن إلا تلبية لقناعة داخلية يصفها الرئيس علي عبدالله صالح بقوله: "هذه كانت أمنية، والدافع لالتحاقي بالقوات المسلحة، شعوري بأنها المؤسسة العسكرية التي تبني الرجال، وهي بالفعل مصنع الرجال، والعسكرية تجعلك تشعر بالإباء والشموخ والاعتزاز.." ( ).
ولا شك أن تلك القناعة التي تولدت في صبابة علي عبدالله صالح كانت انعكاساً نفسياً للظرف الاجتماعي القاهر الذي وأد طفولته البريئة، وغمسه في هموم الكبار، وآلام الحالة العامة السائدة في المجتمع.. فكان يرى معاناته في عيون كل أبناء الشعب اليمني، لأنه ينتمي إلى الطبقة الشعبية الواسعة التي طالما ظلت موضع اضطهاد أجهزة الحكم، وضحية الأطماع السلطوية.
ولعل مثل ذلك الإحساس بالظلم كان لابد أن يولد في نفس من هو على شاكلة علي عبدالله صالح – وفقاً للصفات التي أوردناها فيما سبق – نزعة الثأر للنفس، ورغبة استعادة الذات الإنسانية الكريمة.. ومع عدم امتلاك الأدوات لذلك تصبح العسكرية ملاذاً ممكناً لحيازة أسباب القوة واسترجاع الاعتبار الإنساني للذات، وذلك بفضل ما تحمله من انضباط ونظام، وبما تمثله في دلالاتها الأدبية من كونها أداة فاعلة لحماية أمن المجتمع واستقراره وكرامته وصون حقوقه، وإقرار العدالة بين أبنائه.. وعلى الرغم من غياب كل تلك المفاهيم عن أرض الواقع، إلا إن الدلالة المعنوية للجندية ظلت قائمة في أدبيات المجتمع اليمني.. وكانت منطلق علي عبدالله صالح في رغبته الجامحة للانضواء تحت ألويتها.. مما يعني ذلك أنه كان – سيكولوجياً – يبحث عما لم يجده في قرية (بيت الأحمر) أو (ضواحي سنحان) أو (ريمه) أو كل البقاع التي جابها وهو يلوذ بغنمه من (شعب) لآخر، ومن قرية لأخرى، بحثاً عن الكلأ والأرض التي تفتح ذراعيها له، وتشفق على طفولته، وتضمه إليها كما يفعل الأب الذي حرمته الأقدار من حنانه..
حتماً أنه كان يبحث عن ابن اليمن الحقيقي الذي كان يسمع مآثره من الكبار.. وعن السلام والعدالة، والحق الإنساني المغدور.. ومن الخطأ جداً أن نفصل سلوك المرء في الكبر عن ظروف تنشئته في مرحلة الصغر.. حيث أن الفرد دائم الرغبة في التعبير عن ردود فعله على ماخلفته الأحداث المبكرة في حياته من آثار، ولكن بصورة لا إرادية تبدو كأنها تطور سلوكي مرافق للنمو العمري، بينما هي في حقيقتها لا تمثل ابتكاراً بقدر ما تكون تبلوراً ناضحاً لشخصية الفرد شكلته جميع مفردات الحقب والتجارب السابقة لمرحلة البلوغ.. ولهذا نجد أن الرئيس علي عبدالله صالح بعدما تسنم مقاليد الحكم بدا مصراً بدرجة كبيرة على كل المفاهيم الإنسانية المتعلقة بحياة الفرد اليومية وحرياته وجانبه المعاشي وأمنه واستقراره، والعدالة الممنوحة له.. وكأننا به يحاول تعويض الحرمان والمعاناة والظلم التي عاشها هو وأبناء قومه في الأربعينات والخمسينات وحتى مقتبل عهد الثورة من خلال الارتقاء بإنسان اليوم وحمايته من كل ما قد يحيق به من ضيم وحيف، ومن خلال تهيئة كل الأسباب القادرة على إطلاق إرادته وتحويله إلى مصدر عطاء وبذل لأهله وللإنسانية جمعاء.
حقق علي عبدالله صالح حلمه بدخول الجيش، وانتهز ظرفه الجديد لتطوير مهاراته التعليمية والثقافية معتمداً على نفسه في ذلك- بما يمكن تسميته بالبناء الذاتي- وهو ما يرويه الرئيس صالح لنا بقوله:-"إنني وبعد التحاقي بالجيش بدأت أطور نفسي تعليمياً، وأطلع، وأقرأ وأجالس الآخرين، وأستمع وأنصت وأقرأ معهم ولهم، حتى استطعت أن أكون مستوى معرفياً لا بأس به.."( ).
شيئاً فشيئاً أخذت تتضح ملامح الشخصية الوطنية المكنونة في أعماق علي عبدالله صالح، التي - وعلى ماسيبدو لنا – قد صقلتها مفردات المعاناة اليومية التي كانت تغفو على أنينها الحقول، وتصحو على طنين فؤوسها الشعاب المقفرة.. وصقلتها زمجرة الشعب الغاضب وهو ينتفض من بين الأجداث في عام 1948م ليطيح بعرش الكهنوت (يحيى بن حميد الدين)، حتى إذا ما خلفه ابنه الطاغية (أحمد) وكتم أنفاس الثورة، عاد الشعب كرته عام 1955م، ثم 1956م، وتوالت التمردات، وتهاوت معها رؤوس المناضلين تخضب صفحة التاريخ الواعد، وتبعث الحياة في سنوات الجدب.
ومع أننا نجهل إن كانت تلك الفترة تمثل حُسن طالع لجيل الأربعينيات أم عبئاً مضافاً لشقائهم، لكن من المؤكد أن الدم القاني الملتصق بسيف سياف الإمام بعد حز كل عنق من أعناق الثوار، ظل جاثماً في مخيلة علي عبدالله صالح، وظلت معاني الثورة والنضال التحرري تتسلل من كل صوب إلى رأسه، تأجج في كوامنه حماس الشباب، وعنفوان التحدي..
لقد شب علي عبدالله صالح على أصداء فكر سياسي تحرري تنبعث من العراق ومصر وسوريا ولبنان وغيرها من الدول التي رفعت ألوية الثورة الوطنية، وكان طبيعياً أن تأخذ هذه الصور طريقها إلى التأمل والتفكير والتحليل لتقف جنباً إلى جنب وما هو واقع على أرض اليمن ، وما آلت اليه ساحتها السياسية الوطنية.
إذن لم يكن الواقع الاجتماعي وحده من أثر في تشكيل شخصية علي عبد الله صالح ، بل إن تنامي الوعي الوطني الثوري في المجتمع اليمني، والمتغيرات المماثلة له على الصعيد العربي طبع بصماته أيضاً على دائرة العناصر المؤلفة لشخصيته ، والتي يمكن في ضوئها فهم الكثير من مسارات سلوكه المستقبلي .
وطبقا لذلك ترجم علي عبد الله صالح طبيعة شغفه بعمله في الجيش ، وارادته الطموحة من خلال التحاقه بمدرسة صف ضباط القوات المسلحة عام 1960م، والتي عمل من خلالها على تطوير مهاراته ، واثبات نفسه بجدارة.. فيروي بعض رفاقه أنه سرعان ما جذب أنصار الضباط في المدرسة ونال تقديرهم واعجابهم به من حيث أنه كان جريئا ، ومتحمساً ، ومتفانيا في اداء واجباته ، وتميز على أقرانه بكونه لبيباً ، فطناً ، ويتمتع بفراسة حادة في استنباط الحقائق والأفكار.. وهو الأمر الذي مهد أمامه سبل التدرج على السلم العسكري حتى اصبح في عام 1962م برتبة (رقيب) ( ).
ومن الواضح أن الخصال السابقة الذكر جعلته موضع ثقة رؤسائه ، فكان أن حظي بشرف المساهمة ضمن صف ضباط الجيش ممن اشترك للإعداد لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، وتفجيرها في اطار ما أطلق عليه ( تنظيم الضباط الأحرار). ولم يقف عند هذا الحد من العمل الوطني ، بل إنه واصل نضاله في الدفاع عن الثورة ، وتثبيت الجمهورية في مختلف مناطق اليمن، ونظراً للبسالة التي أظهرها في المجابهات التي خاضها كرّمته القيادة بترقيته الى رتبة (مساعد) بعد بضعة أشهر فقط من عمر الثورة، ثم تمت ترقيته في العام 1963م الى رتبة (ملازم ثانٍ).
في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الثورة السبتمبرية ، كان الملازم علي عبد الله صالح قلقاً جداً على الثورة مما كانت تواجهه من تحديات داخلية وخارجية ، الأمر الذي جعله لا يكتفي بالتفاني في أداء الواجب العسكري الوطني وحسب ، بل ذهب الى حشد واستنفار الهمم الشعبية الى جانبه للدفاع عن الثورة ، وحماية ما كان يراه منجزاً تاريخياً عظيماً. وهو ما يؤكده الشيخ محمد محسن الأحمر – شيخ قرية بيت الأحمر ، إذ يروي: (كانت تمر عليه سنين صعبة ، كان يستدعينا للقتال بجانبه ، مثل في الدفاع عن الثورة ، وأيام حصار السبعين يوماً على صنعاء..)
هذا اللون من العمل كان ينم عن وعي وطني كبير ، وإحساس بالمسؤولية يفوق المهام التي كان يمليها عليه موقعه العسكري ، والحالة هنا يمكن وصفها بأنها (الروح القيادية ) التي كان يتحلى بها ، والاعتزاز بشرف الواجب الذي كان يؤديه.. فقد وصفه كل من عرفه بأنه كان مقداماً شجاعاً لا يهاب شيئاً ، وقد أصيب عدة مرات بجراح أثناء المعارك التي كان يشارك فيها ، وأول إصابة له كانت في أواخر العام 1963م في مواجهات مع القوات الملكية في المنطقة الشرقية لمدينة صنعاء.
في عام 1964م التحق بمدرسة المدرعات لأخذ فرقة تخصص (دروع)، وبمجرد أن تخرج منها عاد مجدداً للمشاركة في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية، وتكررت إصابته بجراح عدة مرات من جراء ما كان يتصف به من إقدام وشجاعة في مواجهة الخصوم.. يقول عنه الشيخ محمد محسن الأحمر بهذا الشأن "كان يحلم دائماً أن يكون في سلك الجندية، وأصبح بعد تحقيقه يعتز بالعسكرية ولم يكن في يوم من الأيام من الناس المطأطئي رؤوسهم إلى الأرض، بل يعتز بنفسه كونه عسكرياً يخدم الوطن رافعاً رأسه إلى السماء، ولم يأخذه الغرور بتحقيق نصر وإنما يطمح إلى أبعد من ذلك، إلى تحقيق المزيد والمزيد.."
واصل علي عبدالله صالح تطوير مهاراته الثقافية والفنية، وأخذ الدورات التدريبية والتأهيلية العسكرية، وتدرج في صفوف القوات المسلحة من جندي حتى بلغ رتبة رائد وتم تعيينه قائداً للواء تعز في عام 1975م.. إلا أنه قبل ذلك شغل مراكز قيادية عسكرية هامة بدءاً بقائد فصيلة دروع، ثم قائد سرية دروع، فأركان حرب كتيبة دروع، ثم مدير تسليح المدرعات، وقائد كتيبة مدرعات وقائد قطاع باب المندب..وربما كانت خدمته في قطاع باب المندب هي التجربة الأقسى في سجل خدمته العسكرية، لأنها لم تكن تتوافق مع شخصيته العملية المتحركة، التي لا تقنع بغير العمل المتواصل، والتماس المباشر مع مختلف شرائح المجتمع اليمني، ومجالسة أرباب الخبرة والتجربة والمعرفة، في حين كانت خدمته في قطاع باب المندب تقصيه عن كل ذلك، إلا أنه كان من النوع المنضبط الذي يتقبل توجيهات رؤسائه برحابة صدر ما دام كل ذلك سيصب في النهاية في مصلحة وخدمة الوطن.
لذلك فإن الدكتور عبد الكريم علي الإرياني.. رفيق درب الرئيس ومستشاره السياسي حالياً –ينظر إلى الفترة التي أعقبت مدة الخدمة في قطاع باب المندب والتي أصبح فيها الرائد علي عبدالله صالح قائداً للواء تعز، على إنها المرحلة الأكثر تميزاً ويقول عنها( ) "إن تلك المرحلة أبرزت شخصية الرئيس داخلياً وخارجياً، لأنه بقي فترة طويلة وراء الصفوف أو في مناطق نائية لا يحتك بالمجتمع وبالناس كثيراً، فقد قضى في باب المندب سنوات عديدة.. ومنطقة باب المندب آنذاك معزولة لا ترى فيها أحداً.. لكن عندما أصبح الأخ الرئيس قائداً للواء تعز بدأ احتكاكه الواسع مع الناس".
ويصف الدكتور الأرياني الفترة من (1975-1978) من حياة الرئيس علي عبدالله صالح المهنية: "أعتقد عند ذلك بدأت شخصية الرئيس علي عبدالله صالح تبرز للجميع، ومواهبه تظهر، ولقاءاته المتعددة سواء مع الشخصيات البارزة في اليمن أو مع الوفود الأجنبية التي كانت تزور تعز، وظهرت له مواهب سياسية قوية عندما أصبح قائداً "للواء تعز.."
ويضيف أيضاً: "كانت آفاقه السياسية تتوسع ومداركه تتعمق بالاحتكاك مع الناس على الرغم من أنه –كما قلت – في جبهات القتال خارج العاصمة أو في مناطق نائية مثل باب المندب.. فعندما أصبح قائداً للواء تعز بدأ اسمه يتكرر لأنه تقلد وظيفة رئيسية".
أما الكاتب العربي الكبير ناصر الدين النشاشيبي فقد تحدث عن الحياة المهنية للرئيس صالح كاتباً "جمع ميزتين قلما توافرتا لأحدٍ من زملائه الذين كانوا إما مغامرين إلى درجة العبث بالنظام، أو منضبطين إلى حد الخوف من الأوامر.. فظهرت أفضليته انضباطاً كعسكري من دون النظر إلى الرتبة التي يحملها، وأفضلهم جرأة كسمة قيادية.. فيقول عنه رئيس يمني راحل أنه – ضابط الضباط".( )
علاوة على ذلك، كان علي عبدالله صالح يجيد الإصغاء والتركيز وتجميع أدق التفاصيل في ذاكرته من غير نسيان شيء منها، وينفرد بفراسة نادرة يقرأ من خلالها الوجوه والأحداث وما سيلوح من أفق الواقع.. وقد عرفه الوسط العسكري بأنه مقدام جريء، يحرص على أخذ زمام المبادرة في كل ما يمليه عليه الواجب.
ويبدو أن تلك الخصال، مضافاً إليها الخبرات الكبيرة المكتسبة من المشاركات الواسعة في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية قد أبرزت على مسرح الأحداث شخصية سياسية وعسكرية جديدة وطموحة.. والأهم من ذلك هو أن علي عبدالله صالح رغم تطلعاته الوطنية التحررية لم ينزلق في أي من الحركات السياسية التي توالت بالظهور عقب ثورة 26 سبتمبر 1962م وانخرط فيها الكثير من الرموز السياسية اليمنية، مما جعله ضمن الأقلية المحسوبة على الوطن دون سواه من أقطاب الصراع السياسي أو مراكز القوى الاجتماعية.
هذه السمة ميزت النظرة إليه بكونه رجلاً يعتد بذاته، وبما يقدمه من تضحيات وتفانٍ في أداء الواجب الوطني.. الأمر الذي وسع من دائرة علاقاته مع مختلف القوى السياسية والاجتماعية، فضلاً عن علاقاته داخل المؤسسة العسكرية.. وقد وجد الرئيس إبراهيم الحمدي في نموذج علي عبدالله صالح الشخصية المناسبة لمشروع البناء المؤسسي الحديث للقوات المسلحة الذي كان يعتزم القيام به، فاصدر قراراً بتعيينه قائداً للواء تعز الذي كان يحتل الأهمية الاستراتيجية الثانية بعد صنعاء.. وكانت تعز تتمتع بوزن سياسي كبير سواء من حيث مشاركة أبنائها في العمل السياسي أو الجيش أم من حيث موقعها على خطوط التماس مع الشطر الجنوبي آنذاك. ومن هنا نرى أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان حريصاً على إلقاء خطبته الشهيرة التي دعا فيها الاستعمار البريطاني للرحيل من اليمن "على العجوز أن تأخذ عصاها وترحل من عدن" من داخل مدينة تعز.
وعلى كل حال، فإن الثقة بالرائد علي عبدالله صالح أخذت تتعاظم في تلك الفترة، وتبوء منزلة رفيعة في نفوس القيادات السياسية والعسكرية وفي الأوساط الجماهيرية، خاصة بعدما أبداه من حزم وانضباط في إدارة شؤون لواء تعز، فضلاً عن الشجاعة التي ظهر فيها وهو يواجه الجيوب التخريبية ثم قوات المظلات المتمردة على نظام الرئيس أحمد الغشمي في بلاد الحجرية والتي نكلت بعدد كبير من أبرز مشائخ القبائل اليمنية التي حاولت إصلاح ذات البين بين الرئيس الغشمي وعبد العالم.. فكان للدور الذي لعبه علي عبدالله صالح في الاقتصاص من الجناة وسحق حركة التمرد، أثر كبير للغاية في شد الأنظار نحو شخصه، والانبهار بما أبداه من جرأة وشجاعة وحزم في حفظ أمن المنطقة والضرب بيد من حديد على العابثين بالسيادة الوطنية والمستهترين بالمثل الأخلاقية للشعب اليمني.
ومن الجدير بالذكر أن الأحداث الأخيرة وردود فعل علي عبدالله صالح نحوها أسهمت كثيراً في تقديمه للساحة الشعبية الجماهيرية في مختلف أرجاء اليمن (الشطر الشمالي) بعدما شاع صيته بين القبائل اليمنية بوصفه الرجل (القبيلي) الشهم الذي انتقم لهم من غدر المشائخ، وأنقذ آخرين كانوا محتجزين (سنأتي على تفصيل الواقعة لاحقاً)..
إذن يمكن القول أن الرائد علي عبدالله صالح قائد لواء (محافظة تعز) كان عشية اغتيال الرئيس أحمد الغشمي يحمل رصيداً نضالياً على الصعيدين العسكري والمدني- كبيراً جداً مازال حاضراً في ذاكرة اليمنيين، معززاً القناعة في أنفسهم بأنه لابد أن يكون رجل التحديات الأقوى لسحق شرور الزمن العصيب من عمر الثورة السبتمبرية.
وطبقاً لذلك التقييم، لم يكن مفاجئاً لأحد أن يصدر رئيس مجلس الشعب التأسيسي القاضي عبد الكريم العرشي قراراً بتعيين الرائد علي عبدالله صالح نائباً للقائد العام ورئيس هيئة الأركان العامة وعلاوة على ترقيته إلى رتبة (مقدم) بعد يوم واحد فقط من اغتيال الرئيس الغشمي – أي في 25 يونيو 1978م.. ثم أعقب ذلك ظهور توجه شعبي ورسمي إلى حدٍ كبير يدعو ويحث مجلس الشعب على التصويت للمقدم علي عبدالله صالح لرئاسة الجمهورية، وهو ما حدث فعلاً في 17/7/1978م.
وبعد مرور عام كامل تماماً على توليه رئاسة الجمهورية رقي إلى رتبة (عقيد) بإجماع قيادات القوات المسلحة ثم واصل تدرجه على السلم العسكري حتى إذا ما كان يوم 21/5/1990م أجمع مجلس الشورى على ترقيته إلى رتبة (فريق).. وأخيراً تمت ترقيته إلى رتبة (مشير) في 24/12/1997م بعد إجماع مجلس النواب على ذلك.
وإذا كان الرئيس علي عبدالله صالح قد حظي بذلك اللون من التكريم طبقاً لإنتمائه للمؤسسة العسكرية، فلا شك أن الانتخابات الرئاسية في 23 ديسمبر 1999م – والتي جاءت بعد مرور ما يزيد عن واحد وعشرين عاماً من توليه رئاسة الجمهورية – كانت تمثل بالنتائج التي تمخضت عنها، وظروفها أيضاً، بمثابة تكريماً شعبياً لسيادته، وبالطريقة الوحيدة التي تستطيع بها الجماهير أن تعبر عن تقديرها لزعيمها، الذي أبى إلا أن يتأكد من حب أبناء شعبه له، ورضاهم عن أدائه، ورغبتهم في مواصلته قيادة مسيرة ثورته السبتمبرية من خلال إطلاق الحرية الكاملة لكل فرد منهم ليدلي بكلمة الفصل عبر صناديق الاقتراع.


الرئيس – قراءة عن كثب
علي عبد الله صالح – رجل أحالت ظروفه الاجتماعية دون إكمال دراسته، فوجد في تجارب الحياة متسعاً لصقل خبراته وبناء شخصيته، ثم عقد العزم على تطوير تعليمه وتثقيف نفسه ذاتياً، وهو اليوم يحمل ثلاثة شهادات أكاديمية عليا:
1. ماجستير فخرية بالعلوم العسكرية من كلية القيادة ولأركان – صنعاء عام 1989م.
2. دكتوراه فخرية بالعلوم العسكرية من جامعة "الجزيرة" بجمهورية السودان بتاريخ 29/6/2002م.
3. دكتوراه فخرية بالعلوم العسكرية من دولة "كوبا" منحت له بتاريخ 17/7/2002م.
• إنه يتمتع بذكاء فطري، ونظرة ثاقبة وبعيدة، وفراسة حادة، وذاكرة قوية لا تنسى صغائر الأمور.. ويمتلك شجاعة نادرة، وصراحة متناهية، ولا يحب المجاملة الزائفة أو المبالغة، في الإطراء والتبجيل. إنه مستمع جيد، ولا يتردد بطلب المشورة ممن يمتلكها، ويثق بالآخرين، ويزداد تواضعاً بحضور من يكبره سناً، يعيش بأنفاس البسطاء، وقلبه ينبض بآهات اليتامى والفقراء والمحرومين.
• ما هو رئيس وقائد، فإنه أب ورب أسرة كبيرة، فله من البنين ستة، ومن البنات عشر.. أكبر أبنائه (أحمد) وأصغرهم (صخر). وهو متزوج من اثنتين، وله زوجة سابقة توفاها الله إثر حادث، وهي أم نجله الأكبر (أحمد). والذي ما من أحد إلاّ وأشاد بإعجاب كبير بدماثة خلقه واستقامته وتواضعه، خلافاً لكل من عرفناهم من أبناء الرؤساء العرب.
• أغلب وقت الرئيس مكرس للعمل، وينتزع الفرص انتزاعاً ليقضيها مع عائلته وأطفاله، سواء على بعض الوجبات أم في الإجازات.. وغالباً ما يكون ذلك مساء يوم الخميس، أما الجمعة فهو اليوم الوحيد الذي يريح فيه جسده وينام حتى الساعة الحادية عشرة، لكنه في العصر يقضي بضع ساعات مع الأصدقاء والضيوف يتبادلون الأحاديث عن شؤون الأمة والوطن، وقضايا الساعة الساخنة.. ويُذكر أنه لم يسبق للرئيس أن استمتع بإجازة خارج اليمن، فهو يفضل استغلال الإجازات في العمل وتفقد بعض المناطق اليمنية، بل ويعتبر – من وجهة نظره- كل ما ينجزه من عمل لأبناء شعبه في أيام الإجازات هو المتعة الأكبر.
• يمارس الرياضة باستمرار، وخاصة البلياردو والسباحة والبولينج ويخصص لها الفترة من الساعة الثالثة والنصف عصراً، وحتى السابعة.. علاوة على أنه يتابع المحطات الفضائية الجيدة – خاصة قناة الجزيرة- حيث أنه يفضل مشاهدة البرامج الإخبارية والسياسية والتاريخية والثقافية، فضلاً عن كونه يقرأ جميع الصحف اليمنية المحلية، ويتابع كل ما تنشره الصحافة العربية والدولية من خلال الإنترنت.. كما يفضل قراءة كتب السياسة والتاريخ بالدرجة الأولى، بجانب كتب الأدب والثقافة العامة.
• رغم أنه لا يتكلف الأناقة، وينتقي ملابسه بعفوية، لكنه يوصف دائماً بالرجل الأنيق.. وهو أيضاً لا يمضغ القات ولا يدخن السيجارة ، ويحارب الاثنين معاً ويدعم المنظمات الجماهيرية التي تكافح القات.
• الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هو الشخصية التاريخية التي طبعت أثرها في نفسه.. وعلى الرغم من كونه لم يعرف انتماءً قبل توليه الحكم وحتى إطلاق التعددية بعد إعادة تحقيق الوحدة، لكنه موصوف عند أعدائه وأصدقائه على حد سواء بأنه رجل قومي أكثر من كونه حزبياً قطرياً.. فهو من أشد الناس كراهية وحقداً على الكيان الصهيوني، وأكثرهم تعاطفاً وتعصباً مع الشعب الفلسطيني، ويفاخر بدعمه ل"حماس" ، رغم ما قيل بحقها من اتهامات من قبل الإدارة الأمريكية.
• إنه ذو جرأة نادرة في الحديث في المحافل الدولية، والقمم العربية، وأمام وسائل الإعلام، ولا يكترث لمسألة الإطلاع على الأسئلة مسبقاً في اللقاءات الصحفية أو الخاصة، على غرار ما يفعله السياسيون،، فقد عُرف بالعفوية والصراحة والإنسانية في الخطاب السياسي، ولهذا يجد عامة الناس لذة ونكهة متميزة في الاستماع لخطاباته وأحاديثه الشفاهية، كما لو أنه كان أكثر فصاحة مما لو قرأ ذلك من ورقة.. وما من أحدٍ أصغى لحديثه إلاّ ووجده ينساب إلى القلوب من غير تريث.
• علي عبد الله صالح رجل يعتز بيمنيته، ويجمع في ثقافته الخاصة بين قيم القبيلة، وفكر العصر، وحسابات الغد.. فمع إنه يعتز بلبس الزي اليماني الشعبي و(الجمبية) من حين لآخر، فهو يستمتع أيضاً بتصفح الإنترنت واستكشاف كل جديد فيه.. فهو يؤمن بأن الحياة تجدد مفرداتها ولكن من غير أن تمسخ لفظ كل حرف من أي مفردة جديدة.
• يطمع اليمنيون بطول صبره، وسعة صدره، فيختصرون الطريق ويلجؤون إليه أو يناشدونه مباشرة في كل ما تعسر عليهم قضاؤه.. والبعض يعترض موكبه الرئاسي ليبث له معاناته، أو يشكوه أمراً، فنجده صاغياً وملبياً.. وجواداً كريماً.. وتقياً شهماً، وحكيماً حازماً.. يتحدث عنه اليمنيون بأنه من أمهر الناس في تسوية الخلافات، واحتواء الأزمات، وتخطي الضائقات.
• مقراته الرئاسية متواضعة، تلتحم بأسوارها منازل عامة الناس أو مزارع البسطاء.. فلا يأبه لمباهج الدنيا وزخرفها، ولا يخشى على حياته من أحد كما لو كان واثقاً من حب شعبه له، كما هو الشعب واثق من حب رئيسهم لكل فرد منهم. فلعل ذلك هو سرّ إقامة الرئيس وسط شعبه في قلب العاصمة صنعاء، وسر عدم تعرضه لأي محاولة اغتيال منذ تسنمه مقاليد الحكم.
• علي عبد الله صالح – رجل قوي الإرادة، لكنه صبور وغير متعجل على مُناه.. فقد وهبه الله ملكة بُعد النظر، فصار يقرأ من خلالها وجوه الأيام القادمة وملامح خطوبها وبشائرها معاً، ويهيئ لكل أمرٍ منها ما يجب.. ويخطط مشاريعه الطموحة في ظلالها، ويتأنى في بلوغ مراده ، كارهاً القفز فوق المراحل. وأظنه ممن لا يؤمن بالمستحيل، ويعتقد بأن إرادة المرء وقوة عزيمته وتشبثه بما يرنو إليه كفيل بتحقيق كل شيء – ولكن- بالصبر لبعض الوقت، والاجتهاد بإخلاص وحُسن نيَّة.
• إنه مراقب ذكي لكل ما يدور حوله، ولا يترك حدثاً يمر من غير أن يتأمل فيه ملياً، ويناقشه مع جلسائه، ويصغي لآرائهم، وربما يتابع ما يُنشر عنه إذا ما كان المتغيّر كبيراً.. فهو من النوع المحب لاستلهام المعرفة من تجارب غيره الواقعية، والتعلم منها دروساً حيَّة، ولا يرى عيباً في حث الآخرين على فعل الشيء نفسه.. فالحياة بالنسبة له هي المدرسة الأعظم.
• ظلت الصراحة المتناهية، وجرأة البوح بما يدور في الخُلد، والمكاشفة المباشرة هي جواز سفر الرئيس علي عبد الله صالح إلى قلوب اليمنيين والعرب والشعوب الصديقة، فتلك الخصال تُعد ضرباً نادراً من الشجاعة ا لأدبية التي قلّما يشهدها الوسط السياسي.
• ليس سهلاً استفزاز الرئيس صالح، أو إيقاعه في حُمّى الغضب.. فهو يتمتع بروح شفافة، وطباع هادئة، وأخلاق سمحة تمكنه من احتواء المواقف المتوترة، وإفراغ شحناتها بأسلوب مرن وحوار متزن، ومراعاة لظروف الآخر.. وكثيراً ما تصبح روح الدعابة عنواناً لتبديد الكثير من الحساسيات أو التوترات – سواءً على الصعيد الفردي أم الجماعي.
مع كل ما سبق – تبقى السمة الأهم في شخصية الرئيس علي عبد الله صالح هو إنه يعيش (يمنيته) بكل تفاصيلها، وأدق أحاسيسها الإنسانية.. فهو كغيره من أبناء الشعب اليمني، يهاجم الفساد والمفسدين علناً، ويتذمر من الفقر وضيق ذات يد الكثير من الأسر، ويشكو الظلم المحيق بعدد من الشعوب، ويتألم لمشاهد المجازر والدمار، ويتفاخر بزهو ببطولات الانتفاضة الفلسطينية.. وهو كغيره يذهب إلى الجامع الذي يؤمه أغلب البسطاء والكادحين في (باب اليمن)، ويرفع كفيه للسماء سائلاً الرحمن، ولي النعم، القوى الجبار، ومتمنياً على الله بنفس الدعاء.. وربما إذا ما تمنت الجموع أمراً لنفسها، فهو وحده من سيتمنى على الله فضائل رحمته وخيره لكل من حضر أو غاب من أبناء هذا الوطن.


أبجديات فكره السياسي
بعد أن استعرضنا هوامش صغيرة من حياة الرئيس صالح، وبعض الانطباعات الاجتماعية والنفسية لشخصيته،نتعرض هنا إلى قراءات سريعة لفكره السياسي الوطني الذي اقتبسنا منه نصوصاً قصيرة وراعينا أن ترمز للأعوام الخمسة والعشرين من عهده لتكون نظرة أولية متممة (بقدر ما) لمفردات سيرته الذاتية الآنفة الذكر.
• 1978م:
(إن مفهومنا للثورة هو – الحرية بلا فوضى ولا عبودية، والديمقراطية المعاشة لا الشعارات الزائفة، والسلام لا الحروب، البناء لا التخريب، والنمو المتصاعد لا الدجل ولا التضليل).
• 1979م:
(أن السلطة في نظري ليست مغنماً أو وجاهة لأنها حينئذ تفقد محتواها الوطني وتصبح تسلطاً.. فالمسؤولية هي تكليف ومعاناة وجهد متصل، وعناء مستمر من أجل تلمس مصلحة الشعب والوفاء بالواجب الذي عاهدنا الله والوطن والشعب على القيام به على خير وجه..).
• 1980م:
(لا قهر لرأي يرتبط وتمتد جذوره إلى تربة هذا الوطن وعلى عقيدتنا وتاريخنا وثورتنا والتضحيات العظيمة لشعبنا.. ولا مساومة عليها أو مراهنة، ومن يراهن على ذلك فهو خاسر لا محالة..).
• 1981م:
(ستظل بلادنا ترفض الانحياز للشرق أو الغرب، وستظل في نهجها السياسي مستقلة ومحايدة في تعاملها الدولي.. ولن يكون هناك غير إرادتنا اليمنية الحرة في صنع حاضرنا ومستقبلنا.. ورسم خطط تطورنا.. منطلقة في ذلك من تراث شعبنا الحضاري، ومن عقيدته وتاريخه النضالي.. ذلك هو خيارنا الوطني النابع من إرادة شعبنا..).
• 1982م:
(نحن لدينا قناعة أن الشعوب تختار الحكام، لأن الشعوب لا تحكم بالمدفع والرشاش.. ولا تحكم بالقمع والإرهاب، بل تحكم بالديمقراطية.. هذه القناعات في أعماق قلوبنا راسخة، نمارسها بالقول والعمل، الشعوب يجب أن تحكم وتختار النظام الذي تريده).
• 1983م:
( إن الثورة علمتنا أنها عطاء متدفق، وأن انتصارها يكون في استمراريتها وتطوره، وأن الاعتصام بها يقينا وفهماً والتزاماً وممارسة ونهجاً للبناء والتطوير يظل الضمانة الأساسية للنجاح وتحقيق التقدم..).
• 1984م:
( إن الديمقراطية ستظل الحصن القوي والواقي لثورتنا السبتمبرية والميثاق الوطني للمؤتمر الشعبي العام، باعتبارها أسلوب الحياة الذي اختاره الشعب في ممارسة مسئولياته في البناء والتطوير..).
• 1985:
( سنظل ملتزمين بمواقفنا في مناهضة العنصرية ودعم حركات التحرر الوطني، ومناصرتها في نضالها من أجل استقلال وحرية بلدانا، ونترجم قولاً وعملاً تمسكناً المبدئي بسياسة عدم الانحياز والانفتاح بإقامة علاقات واضحة ومتكافئة مع كل دول العالم..).
• 1986م:
( نؤكد حرصنا الدائم على بذل الجهود المستمرة من أجل تطوير علاقات التعاون والتكافل مع الأقطار العربية الشقيقة إيماناً بأهمية تحقيق وحدة الصف العربي وتعزيز الأواصر المشتركة التي تربط شعوب الأمة العربية الواحدة وجوداً وتاريخاً ومصيراً..).
• 1987م
"كنا قد حرمنا طويلاً في عهد الإمام من التعليم.. وكان يجب علينا أن نعوض.. ويجب علينا أن نتعلم ويجب علينا أن نتفقه.. ويجب علينا أن نقرأ.. ويجب علينا أن نطلع.. ويجب علينا أن نسمع.. ويجب علينا أن نستوعب.. بحيث نتغلب على الماضي".
• 1988م
"إن بناء المؤسسات الديمقراطية جزء لا يتجزأ من عملية إستكمال بناء الدولة المركزية الحديثة – دولة النظام والقانون.. التي تتكامل في ظلها جهود كافة المؤسسات والهيئات في عملية بناء المجتمع القوي الزاهر..".
• 1989م
"لدينا استراتيجيتنا للاهتمام ببناء الإنسان في بلادنا بشكل عام سواء الطفل أو الشاب، ليكون الإنسان اليمني متمسكاً بالإيمان والعلم والمعرفة وبالثقافة الوطنية والقومية، فإهتمامنا، بالطفل كاهتمامنا بالشاب..".
• 1990م
"إن من فضل الله على شعبنا أن الوحدة اليمنية ولدت محصنة بإرادة الجماهير، وجاءت نتيجة للعمل الدؤوب والصادق، وهو ما مكن كل المخلصين من أبناء شعبنا وشد عزيمتهم على إنجاز هذا الحدث التاريخي العظيم مصححين به مسار التاريخ.."
• 1991م
"الأمر يحتم أن يحرص الجميع على أن تكون التعددية السياسية سياجاً منيعاً لحماية الديمقراطية.. وميداناً واسعاً للتنافس الشريف والعمل الصادق من أجل مصلحة الوطن وتقدمه وازدهاره.."
• 1992م
"أن مستقبل اليمن المزدهر مرتهن بالنهضة التعليمية الواسعة التي يشهدها الوطن على امتداد ربوعه".
• 1993م
"مطلوب أن تكون هناك ثورة في الضمير ضد الباطل والسلبيات، وضد كل أمراض الماضي الرجعي التشطيري، وأن يتخلص الجميع ويتحرر من كل هذه العقد بشكل جاد وحازم، وثقتنا كبيرة في وزارة التربية والتعليم لأنها حجر الزاوية الأساسية، إذا صلح التربويون صلح المجتمع.."
• 1994م
"نحن نرفض الحرب بكل أبعادها وأشكالها، ولا نريد أن يكون فيها مهزوم ومنتصر ولكنها مفروضة علينا، ونحن نحارب لا لنتغلب ولكن لننتصر لإرادة الشعب في الوحدة والأمن والاستقرار..".
• 1995م
"إن اليمن ظلت ومازالت تمد يدها من أجل التعاون والمحبة والخير لجميع الشعوب الشقيقة والصديقة.. وفي إطار مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فاليمن لن تكون إلا عامل أمن واستقرار لكل دول المنطقة".
• 1996م
"إننا نرحب بالمعارضة الوطنية البناءة التي هي رديف داعم للسلطة والوجه الآخر لها، ولا توجد سلطة قوية بدون معارضة قوية، وهو ما يتطلب أن تتحمل المعارضة مسؤوليتها بجدارة وأمانة، وأن تتخلص من ميراث النظام الشمولي وتدرك بأن القلعة الحامية للديمقراطية هي جماهير الشعب وليس أية قوى خارجية..".
• 1997م
"علينا أن نتحاور ونتفاهم ونترفع فوق الصغائر ونحافظ على وحدتنا ولو أدى ذلك إلى أن نتخلى عن مناصبنا وتبقى الوحدة شامخة".
• 1998م
"نجدد موقف بلادنا الحريص على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة والذي لن يتحقق بدون استعادة الحقوق العربية واحترام إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية وتخليها عن صلفها وتعنتها ورفضها للسلام..".
• 1999م
"اليوم يتقدم شعبنا مع الدخول إلى الألفية الثالثة إلى مرحلة أكثر تقدماً ورقياً بعد نضوج نضالي ثوري ديمقراطي، واكتمال دستوري حضاري لم يتحقق لأي شعب معاصر بهذه الصورة المرموقة على الرغم من كل الصعوبات ومحدودية الإمكانيات".
• 2000م
"نحن مع كل دعوة للسلام في العالم، ومع كل عمل يحفظ البشرية من الدمار والأهوال والحروب، وأننا نتطلع إلى أن يكون القرن الحادي والعشرين قرن سلام وأن تكون الشراكة بين الشعوب هي طريق الإنسانية كلها إلى فردوس الحضارة الجديدة..".
• 2001م
"إن أمتنا العربية مطالبة بأن تكون في وضع متلائم مع كافة جوانب الاستعداد والمبادرة والاستجابة للتحدي الذي تفرضه غايات النظام العالمي الجديد، وأن ترتقي إلى مستوى الحالة الحضارية الإنسانية الراهنة.. بأن تكون متضامنة مع نفسها وغاياتها القومية المصيرية.."
• 2002م
"إنه لمن المهم البحث في سبل إزالة تلك الأسباب والمناخات المشجعة على تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف، ومنها تلك المتصلة بتحقيق العدالة، ومكافحة الفقر، وإزالة بؤر التوتر في أكثر من مكان، وفي مقدمتها منطقة الشرق الأوسط..".
• 2003م
"نحن بلد من دول العالم الثالث، وبلد فقير.. لكننا أغنياء بثقافتنا ورصيدنا الحضاري القديم.. نحن أغنياء بنهجنا السياسي، نتعلم ونستفيد من تجارب الدول الأخرى سواء عربية أو صديقة، وليس عيباً أن نتعلم من أية تجربة ناجحة في أي بلد صديق أو شقيق..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.