أعلن الرئيس المصري حسني مبارك مساء الثلاثاء 1 شباط نيته على عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكداً حرصه على "انتقال سلمي" للسلطة وإفساح المجال لمن يختاره الشعب. وشدد مبارك، في خطاب بثه التلفزيون المصري الرسمي، أن "مسؤوليتي الأولى الآن هي استعادة أمن واستقرار الوطن، لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في اجواء تحمي مصر والمصريين وتتيح تسلم المسؤولية لمن يختاره الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبلة"، التي تنتهي في أيلول/سبتمبر المقبل. وأضاف "أقول بكل صدق، وبصرف النظر عن الظرف الراهن أني لم أكن أنوي الترشح لفترة رئاسية جديدة فقد قضيت ما يكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها لكنني الآن حريص كل الحرص على ان اختتم عملي من اجل الوطن بما يضمن تسليم امانته ورايته ومصر عزيزة آمنة مستقرة بما يحفظ الشرعية ويحترم الدستور". وتعهد بالعمل خلال الأشهر المتبقية من ولايته الحالية، التي تنتهي في "كي يتم اتخاذ التدابير والاجراءات المحققة للانتقال السلمي للسلطة بموجب ما يخوله لي الدستور من صلاحيات". ودعا البرلمان بمجلسيه، الشعب والشورى، إلى "تعديل المادتين 76 و77 من الدستور بما يعدل شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية ويعتمد فترات محددة للرئاسة ولكي يتمكن البرلمان الحالي بمجلسيه من مناقشة هذه التعديلات الدستورية وما يرتبط بها من تعديلات تشريعية للقوانين المكملة للدستور وضمانا لمشاركة كافة القوى السياسية في هذه المناقشات فإنني أطالب البرلمان بالالتزام بكلمة القضاء واحكامه في الطعون على الانتخابات التشريعية الأخيرة دون ابطاء". ووعد بمتابعة تنفيذ الحكومة الجديدة "لتكليفاتها على نحو يحقق المطالب المشروعة للشعب وأن يأتي أداؤها معبرا عن الشعب وتطلعه للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولاتاحة فرص العمل ومكافحة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية". وكلف جهاز الشرطة للاضطلاع بدوره في خدمة الشعب وحماية المواطنين بنزاهة وشرف وأمانة وبالاحترام الكامل لحقوقهم وحرياتهم وكرامتهم. كما طالب السلطات الرقابية والقضائية باتخاذ ما يلزم من اجراءات "لمواصلة ملاحقة الفاسدين والتحقيق مع المتسببن في ما شهدته مصر من انفلات امني ومن قاموا بأعمال السلب واشعال الحرائق وترويع الآمنين". وقال مبارك، 83 عاماً، "ذلك هو عهدي للشعب خلال الاشهر المتبقية من ولايتي الحالية". وأكد أن مصر ستخرج من الظروف الراهنة أقوى مما كانت عليه قبلها، أكثر ثقة وتماسكا واستقرارا، و"سيخرج منها شعبنا وهو اكثر وعيا بما يحقق مصالحه واكثر حرصا على عدم التفريط في مصيره ومستقبله". وأعرب عن اعتزازه بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها قائلا "هذا الوطن فيه عشت وحاربت من اجله ودافعت عن ارضه وسيادته ومصالحه وعلى ارضه اموت وسيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا او علينا.. إن الوطن باق والأشخاص زائلون". وأشار مبارك في مستهل كلمته إلى مبادرته إلى تشكيل حكومة جديدة بأولويات جديدة ومن ثم دعوته، عبر نائبه عمر سليمان، إلى الحوار، لبحث "المطالب المشروعة لاستعادة الهدوء". لكنه أضاف أن هناك من القوى السياسية من رفض الحوار و"تمسك بأجندته الخاصة ورفض الدعوة للحوار التي لا تزال قائمة". وتولى مبارك تولى رئاسة الجمهورية عقب اغتيال الرئيس أنور السادات في أكتوبر/تشرين الأول 1981، وأعيد انتخابه في استفتاء على الرئاسة في أعوام 1987 و1993 و1999. ثم انتخب لفترة ولاية جديدة في العام 2005 في أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر عقب إجراء تعديل دستوري، لتكون فترة حكمه بذلك واحدة من أطول فترات الحكم في المنطقة العربية.