عاد العاهل السعودي الملك عبد الله الى المملكة يوم الاربعاء بعد غياب دام ثلاثة أشهر للعلاج وأعلن عن إعانات للسعوديين تتكلف نحو 37 مليار دولار في محاولة على ما يبدو لمنع امتداد موجة احتجاجات بالعالم العربي الى البلاد. ووقف الملك - الذي كان يقضي فترة نقاهة في المغرب بعدما خضع لجراحة في الظهر في نيويورك في نوفمبر تشرين الثاني - بعدما هبط من الطائرة على مصعد خاص. ثم استقل بعد ذلك كرسيا متحركا. وكان الملك عبد الله قد ترك أخاه غير الشقيق الامير سلطان مسؤولا عن البلاد في غيابه. وقبل وصول الملك أعلنت وسائل الاعلام الحكومية خطة عمل لمساعدة ذوي الدخول المنخفضة والمتوسطة بين المواطنين في المملكة البالغ عددهم 18 مليونا. وتشمل الخطة زيادات في الاجور واعانات بطالة ومساكن بتكلفة ميسرة. وتجنبت السعودية حتى الان الاحتجاجات الشعبية ضد الفقر والفساد والقمع التي اندلعت في أنحاء العالم العربي وأطاحت برئيسي تونس ومصر وامتدت الى البحرين المرتبطة بالمملكة من خلال جسر. وكان عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى وسط الامراء الذين اصطفوا في استقبال الملك عبد الله لدى وصوله. وأفرجت البحرين عن 250 سجينا سياسيا يوم الأربعاء وعرضت الحوار مع المحتجين وأغلبهم من الشيعة الذين يطالبون بمزيد من التأثير في صنع القرار بالمملكة الصغيرة التي تحكمها أسرة سنية. وأيَد مئات الاشخاص دعوة على الفيسبوك "ليوم غضب" في السعودية الشهر المقبل للمطالبة بحاكم منتخب وحريات أكبر للمرأة واطلاق سراح السجناء السياسيين. ويمثل الاستقرار السياسي في السعودية أكبر منتج للنفط في أوبك باعثا للقلق العالمي اذ أن المملكة تمتلك أكثر من خمس احتياطيات النفط العالمية. ولا تشمل الاجراءات التي أعلنت اصلاحات سياسية مثل اجراء انتخابات بلدية وهو ما تطالب به جماعات معارضة. وليس لدى المملكة برلمان منتخب ولا تسمح بمعارضة عامة تذكر. وقال محللون مختصون في الشأن السعودي ان الملك ربما يقوم قريبا بتعديل وزاري لضخ دماء جديدة وانعاش الاصلاحات المتوقفة. وقالت مي يماني المحللة لدى مؤسسة تشاتم هاوس البحثية في لندن "انهم يواجهون ضغطا. عليهم أن يفعلوا شيئا. ندرك أن السعودية محاطة بثورات مختلفة الانواع .. ليس فقط في الدول الفقيرة ولكن في بعض الدول مثل ليبيا الغنية. "ما يفعله الملك جيد بالاساس.. لكنها رسالة قديمة تقوم على استخدام أموال النفط لشراء السكوت.. والخضوع وإذعان الشعب. الجيل الجديد من الثورة يحاصرهم من كل مكان." وتملك السعودية أصولا أجنبية صافية بأكثر من 400 مليار دولار لكنها تواجه ضغوطا اجتماعية مثل نقص المساكن وارتفاع معدل البطالة بين الشباب.