تواصلت في ساحة الحرية بمدينة تعز التظاهرات الشبابية المطالبة برحيل النظام لليوم التاسع عشر على التوالي وسط زخم شعبي وحزبي متزايد سيما بعد دعوة المشترك لأنصاره للالتحام بالتظاهرات. وحملت تظاهرة اليوم الأربعاء التي تبدأ ببضعة آلاف عند الظهيرة ويصل عددها إلى عشرات الآلاف عند الساعة الخامسة عصرا شعارات مطالبة النظام بالرحيل الفوري الهاديء على اعتبار إن ثلاث تجارب مرت بها ثلاث دول يمكن له الاستفادة منها بما يؤدي إلى نقل سلس للسلطة وحقن دماء اليمنيين الذين هم في غني عن مزيد من إراقة الدماء. واستشهد المتظاهرون الذين رفعوا صورا للرئيس الحمدي والشهيد عبد المغني والشهيد الزبيري بالرئيسين السابقين السلال والارياني اللذان تركا السلطة بهدوء وجنبا اليمن شر الصراعات والحروب. وأكد المتظاهرون وقوفهم إلى جانب إخوانهم المتظاهرين في المحافظات الجنوبية خاصة في مدينة عدن التي شهدت مظاهرات واجهها النظام بالعنف الدموي ما أدي إلى مقتل نحو عشرون شابا, مجددين الدعوة لهم التمسك بتوحيد الخطاب السياسي وحصره على الدعوة برحيل النظام على اعتبار إن الهم واحد في كل أنحاء اليمن. وشهدت ساحة الحرية إقبالا كبيرا اليوم على اقتناء صور صغيرة تذكارية تثبت على صدور المتظاهرين للشهيد مازن البذيجي الذي لقي مصرعه في (جمعة البداية) جراء إلقاء قنبلة وسط المتظاهرين, فيما رفعت صورا أخرى لبعض المعتقلين والمختفين السياسيين أبرزها كانت للجندي– عبد الواحد العمراني – احد منتسبي اللواء 17 مشاه والذي جرى الإفراج عنه اليوم بعد اعتقال دام بضعة أيام في سجون الأمن والبحث الجنائي والاستخبارات العسكرية على خلفية اتهامه بالدعوة من مايكروفون سيارة إلى رحيل النظام هي التهمة التي كان قد نفاها, مؤكدا إن السيارة التى كان يستقلها تعود لزميل له لافتا في الوقت نفسه إلى تضامنه مع حق الناس في التظاهر بالطرق السلمية على حد قوله. إلى ذلك أفادت معلومات من ساحة التظاهرة إن عددا من أساتذة جامعة تعز قدموا استقالتهم من حزب المؤتمر الشعبي العام احتجاجا على سلوك النظام مع المتظاهرين السلميين, وأشارت ذات المصادر إلى انضمام عدد من العسكريين والأمنيين للتظاهر في ساحة الحرية في غير أوقات الدوام الوظيفي علاوة على انضمام مئات من عمال النظافة للتظاهرة لأول مرة وهي الشريحة التي يطالب حسب (مرزوق) أعضائها بتنفيذ توجيهات صادرة متعلقة بتحسين أوضاعهم المعيشية منذ عشر سنوات مضت. ويبتكر المتظاهرون في ساحة الحرية طرقا طريفة للتعبير عن مطالبهم المحددة برحيل النظام, إحدى اللافتات التي تتوسط الساحة يتجمع المتظاهرون حولها يوميا لاتقاط صورة لها, وحملت اللوحة جدولا تضمن نتائج امتحان المرحلة النهائية للطالب (على عبد الله صالح ) برقم جلوس 33 عاما – أما المدرسة فسماها المتظاهرون بمدرسة الشعب وأما المديرية فكانت اليمن, وحسب النتائج المبينة للطالب فكانت (ناجح ومنقول على السعودية) باعتماد ولي أمر الطالب (أمريكا) حسب اللافتة التي لم ينس المتظاهرون إن يكتبوا أسفلها عبارة أخرى تفيد بمنح الكنترول وهو الشعب اليمني فرصة للطالب لتقديم التظلم مدتها ( 3 أيام من تاريخه). للمستقلين في تظاهرات شباب تعز وجود ملحوظ , فيما كثيرون هم مما يطلق عليهم (الهاربون من أحزابهم) التي أهملتهم وهم القواعد.. ويعكس مشهد التظاهرة عند الساعة الخامسة مساء صورا من ميدان التحرير في القاهرة حيث للنخبة المثقفة حضورا لافتا, وان تواجد نبات القات بكثافة حتى وسط التظاهرة, بيعا وشراء ومضغا, فقسم يهتف بالرحيل وأناس شغلهم القات عن ترديد الهتاف الذي ما يزال (حصريا) على الشباب اذ لا يزال هناك وقت لاكتساب جرأة لدى الكبار لتقليد الصغار . احمد – 45 عاما – مستقل – يقتطع من راتبه ثلاثة ألاف ريال ليساهم بها في شراء خيمة وهكذا يفعل مثله– سالم – 40عاما , وسامي – 49 عاما – الجميع يعملون في سلك التدريس, يقول احمد – هي فرصة وجاءت إلى حد عندنا فلا ينبغي إن نضيعها أبدا فالثورة قادمة قادمة ولن نتراجع مهما كان الثمن. سالت سامي: لماذا تحضر إلى هنا ولا تهتف مثل الشباب؟ رد قائلا :- لم أتعود ولكن قد تعود في الأيام القادمة.