يخطىء كثيرا من يظن أن المال هو سبب السعادة والهناء . و يخطىء أكثر من يظن أن المال يستطيع شراء أي شيء ، ويخطىء أكثر وأكثر من يظن أن المال هو كل شيء في هذه الحياة !!! أنا لايمكنني أن أنكر أبدا أن المال قد يكون هو الوسيلة الأساسية التي نستطيع من خلالها تحقيق جميع احتياجاتنا المعيشية ، وربما قد يكون أيضا هو العامل القوي الذي قد يساعدنا أحيانا في تحقيق بعض أحلامنا !! إلا أنه ومع كل هذا فإنه يظل في رأيي قاصرا أحيانا ويكون عاجزا أحيانا أخرى في تلبية كثير من الطلبات التي تفوقه أهمية !! وخاصة إذا أعلمتم أنه يوجد في هذه الحياة الكثير من الأمور الهامة التي لايستطيع هذا المال شراءها ولا توفيرها لنا مهما كان حجمه حتى وإن كان يبلغ مليارات الدولارات.!!؟ فمثلا: 1 أنت تستطيع أن تشتري القصر الفاخر ، لكنك قد تعجز عن شراء الأمان.!! 2 وأنت تستطيع أن تشتري السرير المريح ، ولكنك قد تعجز عن شراء النوم.!! 3 وأنت تستطيع شراء أطيب الطعام ، ولكنك قد تعجز عن تناوله !!. 4 وأنت تستطيع شراء السيارة الفارهة ، ولكنك قد تعجز عن قيادتها !! 5 وأنت تستطيع شراء أعلى الشهادات الجامعية ، ولكنك قد تعجز عن الإدراك والفهم !!. 6 وأنت تستطيع شراء المكياج ومستحضرات التجميل ، ولكنك قد تعجز أن تكون جميل الهيئة والشكل والهندام.!!! 7 وأنت تستطيع شراء كل وسائل الراحة ، ولكنك قد تعجز عن الشعور بالسعادة !! 8 وأنت تستطيع أن تتزوج من تشاء ، ولكنك قد تعجز عن انجاب طفل !!! 9 وأنت تستطيع منح المال للغير ، و لكنك قد تعجز عن شراء قلوب الناس وحبهم ومودتهم.!!! 10 وأنت تستطيع شراء الخدم والعبيد ، ولكنك قد تعجز عن شراء ولاءهم وإخلاصهم وطاعتهم. 11 وأنت تستطيع شراء الأسلحة والذخيرة والعتاد ، ولكنك تعجز عن شراء النصر. 12 وأنت تستطيع شراء ماتشاء من الألقاب والمسميات لشخصك ، ولكنك تعجز عن شراء الإحترام لك . 13 وأنت تستطيع شراء المدارس والمعاهد والجامعات ، ولكنك تعجز عن محو صفة الغباء عنك .!! 14 وأنت تستطيع أن تشتري الدواء ولكنك تعجز حتما عن شراء الصحة والعافية.!!! من هنا لعلكم تلاحظون أن المال وبالرغم من توفره في أيدي البعض من الناس إلا أنه يكون عاجزا عن شراء كثير من الأمور التي تهمهم مهما حاولوا ذلك . مثل الصحة والعافية والسعادة والأمان وراحة البال والإطمئنان ،و..و..و .أليس كذلك ؟؟ ولهذا السبب فإن هذه الأمور التي يتمنى معظم الناس الحصول عليها ليست سلع معروضة في الأسواق تباع وتشترى!!! حتى يقوم بشرائها الأغنياء ، أو حتى يحرم منها الفقراء !!. وذلك لأنها سلع من نوع مختلف عن باقي السلع الأخرى ، لكونها سلع ربانية وليست سلع بشرية !! يعطيها الله لمن يشاء من خلقه حتى لو كان من أشد الناس فقرا وأقلهم جاها وأهمية ، ويحرمها الله عمن يشاء من خلقه حتى لو كان من أكثر الناس قوة ومالا وجاها وسلطانا . فلو نظرنا حولنا فإننا سنجد أن هناك الكثيرين من الناس الفقراء والمساكين ؛ إلا أنهم وبالرغم من ضعفهم وقلة حيلتهم إلا أنهم يملكون كل هذه الأمور وأنهم من أكثر الناس صحة وعافية وسعادة !! وعلى النقيض نفسه ؛ فهناك الكثير من الأغنياء وأصحاب الأموال الطائلة لايستطيعون تملك هذه الأمور ولهذا نراهم من أكثر الناس أمراضا وسقما وتعاسة .!! ولهذا فإني أقول : إن الصحة والعافية والسعادة وراحة البال والشعور بالأمن والأمان وغيرها ؛ أمور لايمكن شراؤها بالمال لكونها أمور لايمكن بيعها !! وحتى إن كان صاحب المال يملك مفاتيح جميع خزائن الأرض. ولهذا السبب فإني أرى ضرورة أن يظل هذا المال في نظرنا مجرد وسيلة وألا يكون غاية !! مادام أنه يعجز عن جلب وتلبية مانفتقده من احتياجات ذات أهمية أكثر منه . راجية منكم أن تعلموا جيدا أن هذا الأمر لم يكن على هذا النحو إلا لحكمة ربانية شاءها الله سبحانه وتعالى !! وذلك لكي نعود جميعنا كبشر الى الله من خلالها ، ولكي نتقرب اليه بالأعمال الصالحة ، ولكي نسارع ونتسابق في طاعته لنيل مغفرته ورحمته قبل فوات الأوان. مذكرة الجميع بذلك اليوم العظيم الذي سوف لن ينفعنا فيه لا مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم . لهذا فياأيها الإنسان المغرور !! حذار من أن تغتر بمالك وجاهك وسلطانك ومركزك في الدنيا !!؟ لأنك ربما ستكون أنت من أكثر الناس هلاكا وخسرانا وفقرا يوم القيامة . أعوذ بالله من الشيطان "وأما من أوتي كتابه بشماله ؛ فيقول ياليتني لم أوتى كتابيه ، ولم أدر ما حسابيه، ياليتها كانت القاضية، ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه. خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه. إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ،ولا يحض على طعام المسكين، فليس له اليوم هاهنا حميم، ولا طعام إلا من غسلين ، لايأكله إلا الخاطئون." صدق الله العظيم * كلية الهندسة الأردن [email protected]