شهدت العديد من المحافظات اليمنية الجنوبية اليوم الاثنين عصياناً مدنياً واسعا، وانتشاراً غير مسبوق لمليشيات الحراك المسلحة، وقطعاً للطرق وأعمال شغب وتخريب، واعتداءات على المواطنين والعاملين في مؤسسات الدولة، فضلاً عن احتجاز عدد من السيارات. وتفيد مصادر "نبأ نيوز": أن مليشيات الحرلاك المسلحة في الضالع ولحجوأبين انتشرت في ساعة مبكرة بعد صلاة الفجر، وقامت بقطع القطع المختلفة بنقاط تفتيش منعت حركة السيارات، واحتجزت ثلاثة مركبات تعود اثنان منها لجهات حكومية وثالثة لأحد تجار تعز.. فيما جابت مجاميع مسلحة من المليشيات المدن وهي تطلق رشقات رصاص الى الهواء لترهيب المواطنين من الخروج لأعمالهم، وأجبرت حتى أصحاب البقالات في الحارات الشعبية من فتح محلاتهم. وفيما قامت مجاميع مسلحة بلحج بقطع طريق عدن القادم من الضالع، فإن مدينة عدن شهدت أعمال شغب وتخريب نفذها متظاهرون من عناصر "الاعتصامات" في المنصورة وخور مكسر، وقاموا خلالها بتكسير واجهات بعض المحلات وأجبرت أصحابها على إغلاق محلاتهم، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من بعض الجهات، الأمر الذي تدخلت على أثره قوات مكافحة الشغب واشتبكت مع المتظاهرين وقامت باعتقال عدد منهم. وتفيد مصادر "نبأ نيوز" أن مجاميعاً مسلحة تقوم بين الحين والآخر بنصب نقاط تقطع بين مناطق عدن المختلفه وتمنع السيارات من المرور، ثم تلوذ بالفرار حال قدوم الدوريات الأمنية لتظهر مجدداً في منطقة أخرى، الأمر الذي شل النشاط الحياتي في عدن. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن مليشيات الحراك المسلحة في عدن تتخذ من ساحات الاعتصامات ملاذاً لنفسها، ومقراً تنطلق منه لتنفيذ عملياتها، حيث يتعذر على الأجهزة الأمنية دخول هذه الساحات أو الاقتراب منها تفادياً للاحتكاك بالمتظاهرين وحدوث اشتباكات. وفي الوقت الذي أصبحت محافظة أبين شبه ولاية طالبانية يجوب شوارعها المسلحون "الاسلاميون"، فإن مدينة المكلا بحضرموت تشهد تنامياً واسعاً لنفوذ الجماعات "الاسلامية" المتشددة التي تكاد تبسط سيطرتها على المدينة كاملة. هذا وقامت مجاميع من الحراك اليوم بتوزيع آلاف الأعلام الانفصالية في مختلف المحافظات الجنوبية، والتي تم رفع العديد منها على أسطح المباني بما فيها الحكومية في لحجوأبين. وكان قائد مرور محافظة الضالع العقيد/ صالح عبيد حسين ورجل المرور عبدالحافظ الجندبي وأثنين آخرين أصيبا بإطلاق ناري من قبل مليشيات الحراك في منطقة الجليلة قبل ظهر يوم أمس الأحد، خلال مرورهم من نقطة تقطع نصبها الحراك. كما قامت عصابات الحراك في لحج بقُتل جندي وأُصابة ثلاثة آخرون بجروح أمس الأحد أيضاً في هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش في منطقة الملاح بمحافظة لحج. هذا ويشهد الجنوب فلتاناً أمنياً على خلفية "الاعتصامات" التي أطلقت أيدي الجميع- بمن فيهم تنظيم القاعدة في أبين، ومليشيات الحراك الدموية- لتنفيذ ما يحلو لهم باسم الديمقراطية، والنضال السلمي.. ولم يعد في اليمن شيء واحد له حرمة قانونية، حيث أن الأحزاب تتداول اليوم مفهوم (محاولة احتلال سلمية لمبنى المحافظة الفلانية)، فلم يعد اقتحام أي مقر حكومي سيادي محرم، بل المحرم هو أن تمنع السلطات ذلك.. طبقاً لما يتردد في ساحات الاعتصام!!