علمت "نبأ نيوز" من مصادر قبلية متنفذة بمحافظة عمران بأن مخاوفاً كبيرة تساور أبناء الشيخ عبد الله الأحمر من تنامي قوة الحوثيين واتساع مساحة نفوذهم إثر ربيع الفوضى، الأمر الذي يتدارسون في ضوئه اقتراح صفقة تسوية مع الحوثيين تتعلق بما نهبته أسرتهم من أراضي وعقارات وممتلكات هائلة تعود لأسرة الأئمة من آل حميد الدين أبان ثورة 26 سبتمبر 1962م. وأفادت المصادر: أن الشيخ صادق عبد الله الأحمر - شيخ مشائخ حاشد- عقد خلال الأسبوعين الماضيين عدة لقاءات منفصلة مع بعض كبار مشائخ حاشد للتباحث بشأن الصراعات المسلحة التي تشهدها المحافظات الشمالية، وتمدد الحوثيين إلى قلب مناطق حاشد في عمران، وما قد يسفر عنه حال البلد بعد رحيل الرئيس صالح. وأكدت: أن صادق الأحمر وبعض اشقائه الذين رافقوه بدوا في أطروحاتهم خائفين من الحوثيين ، ومسلمين بأن لا قبيل لقبائلهم بالدخول في مواجهات طويلة معهم، متذرعين بتشتت رجالهم، لذلك فهم يروجون لمشاريع "تسوية تاريخية". وأشاروا في سياق الجدل حول أهداف الحوثيين والثأر لآل حميد الدين إلى أنهم مستعدون للتفاهم بشأن أملاكهم.. وقال صادق الاحمر بالنص "الحق والدم، هؤلاء الاثنين ما يضيعن ولو بعد مية سنة.."، واستدرك قائلاً: "لكن شرع القبائل تجلس وتندعي.. ملينا الحروب"..! وتعتقد المصادر أن الازمة السياسية "أحرقت أولاد الشيخ" وأنهم أصبحوا مدركين قوة رفض الساحة الشعبية لهم وكذلك الاقليمية، لذلك فهم يهيئون أنفسهم لوضع جديد يخشون فيه الكثير من الحسابات الانتقامية التي كانت تترقب أفول سلطانهم وسطوتهم. وبحسب مراجع تأريخية فإن الشيخ عبد الله الأحمر استولى على جميع أملاك آل حميد الدين التي تقدر ب(نصف مليون) لبنة في صعده وحجة وعمران والجوف إلى جانب قصور وعقارات في صنعاء لا تقدر بثمن. وقد تعاظمت ثروة أبناء الأحمر بنفوذ والدهم الذي توارث رئاسة البرلمان ليرث عنه (5) من أبنائه رئاسة وعضوية البرلمان، وكذلك من أدوارهم التاريخية في ابتزاز الأنظمة المتعاقبة، ومن كونهم اليد الولى للسعودية والخليج التي تصنع مواسم السلم والفتن في اليمن، مقابل أموال طائلة. عندما قرر حميد الأحمر استثمار بعض ثروته في شراء "المجد السياسي" بالانقلاب على الرئيس صالحلم يكن يعلم أنه يطلق إشارة أفول نجم قبيلة آل الأحمر وحاشد. فقد أفضى الأمر الى تمزيق الجميع بين معسكري السلطة والمعارضة. وقد نجح صالح- الذي خطط أولاد الأحمر لإذلاله وأسرته والتشفي منهم بانتقام بشع- في قلب الطاولة عليهم جميعا، فسحقت سمعة أولاد الأحمر وأصبحوا موضع اجماع انصار الرئيس وخصومه في المطالبة برحيلهم رغم كل ما أنفقوه من أموال.وتسابق المعارضون لالتقاط الصور للركام المحترق للقصر المنيف لأبيهم ليتشفوا بها في الصحف والمواقع وصفحات الفيسبوك دون أن يجدوا من يذرف دمعة واحدة عليهم. نجح صالح قبل مغادرته الرئاسة في التشفي من أولاد الأحمر وهم مشردون من بيوتهم في ثكنات مهجورة، وأسرهم مشردة في الخليج، فيما ساحات الاعتصامات تشتمهم قبل ساحة السبعين. كما أن ما كان خافياً من فضائحهم أصبح كاللبان في أفواه القاصي والداني.. اليوم أولاد الأحمر ترتعد فرائصهم من الحوثيين، ولم يعد لهم هماً سوى البحث عن سبيل لاسترضائهم واتقاء بطشهم حتى لو كلفهم هذا إعادة كل ما نهبوه من أملاك أئمة آل حميد الدين.. وربما أيضاً العودة للعمل في "عكفة" الحوثي، كما عمل أسلافهم في عكفة الإمام، وكما أفنى الشيخ "حمير" أحد عشر عاماً من عمره في عكفة الرئيس صالح، وكذلك شقيقه "هاشم"..