ضمن موسم حصاد استثماري جديد يعتزم الرئيس علي عبد الله صالح تدشينه مطلع الأسبوع القادم ، عقد محمد عبد العزيز عبد الغني – مدير عام الهيئة العامة للاستثمار- أمس الأربعاء اجتماعاً مع محمد علي الحويج - الأمين العام المساعد للجنة الشعبية العامة بالجماهيرية الليبية- بحث خلاله مجالات التعاون الاستثماري ، والفرص المتاحة أمام البلدين لتوثيق جسور المصالح الاقتصادية ، وفي إطار التمهيد لأجندة طويلة من المشاريع والمبادرات التي ستحملها جعبة الرئيس صالح إلى العاصمة الليبية طرابلس. وبحسب مصادر رئاسية فأن رئيس الجمهورية يعتزم خلال زيارته طرابلس إجراء مباحثات مع -العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية- والذي يحظى بعلاقة متميزة فوق البروتوكولات الرسمية معه، تتصدرها هموم التطورات على الساحة الفلسطينية، ثم مناقشة آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي الاستثماري تسعى من خلالها صنعاء لاستقطاب رأس المال الليبي للاستثمار في اليمن والاستفادة من الامتيازات والتسهيلات التي تمنحها الحكومة اليمنية في هذا المجال- خاصة في أولوياتها للعرب. وفيما يعتزم الرئيس صالح زيارة العاصمة الاريترية أسمرة فإن السيد أسياسي أفوقي الذي عرف عن علاقته بالرئيس علي عبد الله صالح بأنها فوق العادة وأنه الوحيد الذي كان يتصل بالرئيس بغير موعد مسبق ، أبدى الأسبوع الماضي في تصريحات رسمية رغبة بلاده القوية في تعزيز علاقاتها التنموية مع اليمن وتطوير وشائج المصالح المشتركة، وهو الأمر الذي سيجعلها محطة مهمة في جولة الرئيس صالح – خاصة في ظل التداعيات الأمنية للبحر الأحمر عقب انهيار السلام في الصومال والتحركات الأمريكية بين طرفي النزاع ودول المنطقة. وكانت اليمن وأرتيريا شكلتا لجنة وزارية يرأسها وزراء الخارجية في البلدين لتنشيط التعاون الثنائي والدفع بحركة التجارة إلى الأمام ومن المنتظر أن تسهم زيارة الرئيس إلى أسمرة في تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات وأن تدشن مرحلة جديدة في العلاقات القوية بين صنعاء و أسمرة- وقد تكون أهم المحطات لدول المنطقة بشكل عام. أما زيارة الرئيس علي عبد الله صالح الى المملكة العربية السعودية فهي تتوج علاقات متنامية بلغت أسخن مراحلها بزيارة ولي العهد السعودي مؤخراً للمكلا والذي حظي خلالها بحفاوة شعبية منقطعة النظير، إلاّ أن زيارة الرئيس صالح للمملكة فهي جزء من تقليد دوري اعتادته الأسرة اليمنية السعودية – كما لو كانت وصل رحم بين أشقاء نظراتً للخصوصية التي تحظى بها علاقة البلدين والشعبين. وفي كل الأحوال فإن الجولة التي يقوم بها الرئيس صالح تحولت عند اليمنيين إلى بشير خير يتوقع منها الجميع استثمارات، واتفاقيات تعاون، وبروتوكولات مختلفة – وربما هذه المرة مبادرات سياسية جديدة .