كشفت مصادر يمنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية ل"نبأ نيوز" أن البيت الأبيض أصدر أوامراً صريحة لسفاراته في بلدان الشرق الأوسط بتأليب الأوضاع الداخلية للدول التي تتبنى مواقفاً سياسية رسمية متشددة إزاء الأحداث في لبنان، مؤكدة أن اليمن تصدرت القائمة وأن خطوات عملية تم اتخاذها بهذا الشأن. وأوضح المصدر - الذي يشغل منصباً في أحد المجالس البلدية الأمريكية، ونسب معلوماته إلى مسئول أمريكي رفيع رفض كشف هويته- أن التوجيهات الأمريكية "طلبت من مكاتب الCIA في سفاراتها التعاون مع المنظمات الأمريكية وحلقات الارتباط الأخرى العاملة في البلدان التي صعدت مواقفها تجاه إسرائيل والتي تقوم بدعم التنظيمات الإرهابية في غزة وجنوب لبنان (يقصد حماس وحزب الله) والتواصل مع التكوينات المعارضة لتلك الحكومات والعملاء السريين ودفعهم إلى تفعيل أنشطتهم السياسية المناهضة لتلك الأنظمة، وممارسة كل ما من شأنه إزعاجها، وردعها". وأكد المصدر أن جهات أمريكية "أجرت اتصالات مساء الأحد والاثنين من الأسبوع الجاري مع عدد من الشخصيات السياسية اليمنية المعارضة المقيمة في نيويورك، وميتشجان، وبافلو، وأوهايو لقاءات غير معلنة"، مرجحاً أن تكون لطلب تعاونهم في "التنسيق مع معارضة الداخل في اليمن لتأجيج الموقف السياسي في الساحة الداخلية وإشغال الحكومة اليمنية عما يدور على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية من أحداث دامية". وحذر المصدر من أن الأيام القادمة قد "تشهد تحركات غير طبيعية من قبل المنظمات الأمريكية العاملة في اليمن لدفع بعض منظمات المجتمع المدني اليمنية الممولة والمدربة أمريكياً، وكيانات حزبية في المعارضة لافتعال أزمات سياسية في الساحة الداخلية اليمنية، وربما أمنية أيضاً"- على حد قوله. وتأتي هذه المعلومات متزامنة مع تصيد بعض القوى الوطنية اليمنية وكذلك أطراف أوروبية لتحذيراتها من دور المنظمات الأمريكية في اليمن – والتي سبق أن نشرت "نبأ نيوز" بعضها، بجانب ما نشرته صحف محلية مستقلة أخرى ، ممن نقلت تصريحات رموز وطنية ومصادر خارجية تكشف عن أنشطة مشبوهة لتلك المنظمات، وللدبلوماسية الأمريكية، مضاف إليها ما كشفه الدكتور قاسم سلام أمس ل"نبأ نيوز" من اتهامات للسفير الأمريكي بتحريض أهالي عدن على عدم توظيف موظفين من محافظات شمالية في محافظتهم؛ وهي بإجمالها مواقف أججها قرار مملكة البحرين بطرد المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي (NDI) من أراضيها بعد توجيه الاتهام له بممارسة أعمال أمنية تجسسية تستهدف الإضرار بالسيادة الوطنية البحرينية. هذا وكانت اليمن أول من أعلن إدانته للعدوان الصهيوني، وتقدمت خارجيتها بطلب رسمي للجامعة العربية لعقد قمة طارئة، في الوقت الذي دعا الرئيس علي عبد الله صالح علناً الى تفعيل التضامن العربي،واتفاقية الدفاع العربي المشترك، وفتح الباب للشباب العربي والمسلم للتطوع لمقاومة الاحتلال، وانتقد المواقف الدولية المنحازة لإسرائيل. وقد أتى موقف الرئيس صالح متسقاً مع ما أجمع عليه مجلس النواب اليمني لاحقاً – بمختلف قواه السياسية والوطنية- بالتحذير من خطورة العدوان الصهيوني ، ومبادرة أعضائه بجمع التبرعات، (100) ألف عن كل عضو، و(200) ألف عن العضو في هيئة رئاسة المجلس، علاوة على رفع توصية للحكومة اليمنية بتخصيص مبالغ لدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وكذا وجه المجلس الدعوة للبرلمانات العربية لعقد قمة طارئة بهذا الشأن. كما صدرت دعوات من قبل بعض القوى السياسية طالبت بطرد السفير الأمريكي في صنعاء، وإعلان التعبئة العامة، فيما تستعد الساحة الشعبية لتنفيذ مظاهرات احتجاجية واعتصامات أمام السفارة الأمريكيةبصنعاء ومكتب الأممالمتحدة- تبدأ أولها اليوم الثلاثاء، وتعقبها أخرى يوم غد الأربعاء- وهي بمجملها تمثل الموقف العربي الأقوى الذي أفرزته الساحة القومية حتى هذه اللحظة، والذي قابله موقف آخر من قبل الدول العربية الحليفة لأمريكا التي نددت بما أقدم عليه حزب الله بين من يصفه بمغامرة وآخر ينفي عنه صفة المقاومة المشروعة معززين بذلك الجبهة الداعمة والمبررة للعدوان الصهيوني على الشعبين الفلسطيني واللبناني.