كشفت مصادر موثوقة في اللقاء المشترك أن عدداً من قيادات التجمع اليمني للإصلاح عقدت مساء أمس الأول لقاءً مع مسئولين أمريكيين بصنعاء بناءً على طلب الجانب الأمريكي الذي برر دعوته بأن هناك قضايا مهمة يريد بحثها مع قيادة الإصلاح. وقالت المصادر ل"نبأ نيوز": لقد تبين أن الأمريكان ناقشوا قيادات الإصلاح بشأن تقييمهم لمدى خطورة الوضع العام لليمنيين عقب المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قانا، وفيما إذا كان ذلك سيدفع بمواقف متشددة إزاء الولاياتالمتحدة، والمنظمات الأمريكية العاملة في اليمن، إضافة إلى استفسارهم عما يمكن أن يقوم به "الأصدقاء" في الإصلاح واللقاء المشترك للحيلولة دون تصعيد المواقف "بما لا يخدم مصالح الجميع". وأكدت المصادر أن النقاش أسفر عن تعهد الإصلاح باحتواء أي ردود أفعال شعبية "متأزمة" تجاه ما يحدث على الساحة اللبنانية، وأنه سيتولى لفت أنظار الشارع باتجاه آخر، وسيوجه المنظمات والنقابات المرتبطة به لتنفيذ اعتصامات ومسيرات حول قضايا الأجور واتفاقاتهم السابقة التي لم تف بها الحكومة اليمنية، مؤكدين للأمريكان بأن اليمنيين لديهم همومهم وأنهم "سينشغلون بحقوقهم وينسون كل شي". ونوه إلى أن قيادة الإصلاح اجتمعت في نفس الليلة بعد لقاءها بالمسئولين الأمريكيين وأجرت حتى ساعة متأخرة من الليل اتصالات مكثفة مع عدد من قيادات النقابات والجمعيات والمنظمات وأوعزت لهم بصياغة بيانات ودعوات لتنظيم مسيرة – حددتها بتاريخ- وتنفيذ اعتصامات في مختلف محافظات الجمهورية، وكان من بين من تم التواصل معهم نقابات المعلمين والصيادلة والتعليم الفني وجهات أخرى عديدة. هذا وكان التجمع اليمني للإصلاح منع يوم 19 يوليو الماضي طلاب المعسكرات الصيفية التابعة له، وكذلك قواعده التنظيمية من المشاركة في أول مسيرة نظمها مجلس النواب والأحزاب اليمنية عامة احتجاجاً على العدوان الصهيوني على لبنان، وتضامناً مع المقاومة، وإدانة لمواقف الحكومات المتخاذلة. كما أنه في الوقت الذي يعد فيه لاحتواء الساحة الشعبية اليمنية الناقمة من العدوان، بتأليبها ضد الحكومة اليمنية بدلاً عن إسرائيل والولاياتالمتحدة، فانه تفادى طوال فترة العدوان المبادرة إلى أي دعوات مقاطعة، أو تنظيم مسيرات مؤيدة للمقاومة، أو الدعوة لاعتصامات أمام الأممالمتحدة أو السفارة الأمريكية، وحرص على إعلان موقفه المندد بالعدوان ضمن بيان جماعي باسم أحزاب اللقاء المشترك، وهو الأمر الذي ما زال يثير تساؤل الشارع اليمني ودهشته حول أسباب غياب أدوار الأحزاب الإسلامية في اليمن عن أدوارها في حشد الرأي العام للمقاومة الإسلامية ، أو حتى ضد اليهود الصهاينة ولو على أساس عقائدي! هذا وكانت "نبأ نيوز" كشفت في وقت سابق عن توجيهات أصدرتها الخارجية الأمريكية لسفاراتها في الشرق الأوسط تطلب فيها تأليب الساحة الشعبية للبلدان التي تتبنى حكوماتها مواقف مناوئة لإسرائيل وداعمة "للمنظمات الإرهابية في فلسطينولبنان"- على حد التعبير الامريكي- وقد تصدرت اليمن القائمة الأمريكية المعنية لمواقفها القوية ضد الجرائم الصهيونية.. وطلبت أيضاً الاستعانة بدوائر الارتباط والمنظمات الأمريكية العاملة في تلك البلدان للدفع بالأحداث باتجاه الأزمات السياسية الداخلية.