أعلن علماء أميركيون أنهم عثروا على برهان مؤكد يشير الى وجود «المادة المظلمة» التي يقال إنها تشكل حوالي 20 في المائة من المواد في كل الكون، والتي لا يمكن رصد أثرها إلا عن طريق شدة الجاذبية التي تولدها في الوسط المحيط بها. وكان العلماء قد طرحوا قبل عدة عقود من السنين نظرية وجود «مادة مظلمة» في الكون، تكون على شكل دقائق من الجسيمات الذرية ترتبط بها «طاقة مظلمة»، بهدف تفسير المعلومات التي توصلوا اليها في حينه، والتي كانت تشير الى أنه لا توجد في الكون مادة مرئية كافية لتوليد الجاذبية الموجودة فيه اللازمة لمنع المجرات من الانطلاق بعيدا عن بعضها البعض. وأعلن باحثون في جامعة هارفارد ووكالة «ناسا» الفضائية أول من أمس أنهم، وبعد دراستهم للبيانات التي تسلمها مرصد تشاندرا الفضائي الأميركي لواقعة اصطدام وقع قبل زمن بعيد بين مجموعتين عملاقتين من المجرات، أنهم أصبحوا الآن متأكدين من وجود المادة المظلمة التي تلعب دورا مركزيا في توليد الجاذبية عبر كل أرجاء الكون. ولا يعرف العلماء حتى الآن ماهية المادة المظلمة، لأن عليهم أولا التعرف عليها داخل المختبرات، إلا أنهم يقولون إن كل نشاط الكون لا يمكن تفسيره من دونها. وقال داغ كلاو، الباحث في جامعة أريزونا في تسكون، الذي قاد الدراسة إن الكون الذي تهيمن عليه المادة المظلمة، كان يبدو مستحيلا، وهذه النتائج هي برهان مباشر على أن المادة المظلمة موجودة فعلا. وقال العلماء إن المعلومات الجديدة تشير الى أن هذا الاصطدام، جرد المادة المظلمة من المادة المرئية ودفعها بعيدا عنها، وبذا أمكن رصدها عند توليدها للجاذبية الشديدة. إلا أن الاكتشاف الخارق لم يزل شكوك علماء آخرين ينادون بنظرية معاكسة لنظرية المادة المظلمة وتطالب بتعديل قوانين الجاذبية التي وضعها نيوتن وآينشتاين، إذ قال ستيسي ماكغاو، الباحث في الفيزياء الفلكية في جامعة ماريلاند، انه لا يزال غير مقتنع، وأضاف أنه موافق على أن النتائج مهمة، إلا أنه يحب التقاط دقائق هذه المادة المظلمة ودراستها داخل المختبرات.