لادن يضحك بهدوء في كهفه، و زعيم الحركة الإسلامية لأوزبكستان يهدد رؤساء بلدان آسيا الوسطي أمريكا- أن روسيا تؤيد بدأب نهج دول آسيا الوسطى لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وترحب بتوقيع المعاهدة التي شاركت الأممالمتحدة بشكل فعال في وضعها وفقا للمبادئ والقوانين التي اتخذتها لجنة الأممالمتحدة لنزع السلاح في عام 1999 والخاصة بإنشاء المناطق الخالية من الأسلحة النووية. وأكدت روسيا والولايات المتحدة تأييد هما للعمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب. ويري فلاديمير سيمونوف معلق نوفوستي السياسي لم يكن بمستطاع الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر أن تمر دون ذكر اسم إنسان جعلته هذه الهجمات رمزا حيا للشر أو للحرب المقدسة ضد الشر طبقا لزاوية النظر التي ينظر منها إليه. انه اسم أسامة بن لادن. والرئيس الأمريكي جورج بوش الذي شبه بن لادن مباشرة مع هتلر ولينين أقسم مرة أخرى أن يلقي القبض عليه. وقبل ذلك بأسبوع كان مجلس الشيوخ الأمريكي شكل لجنة استخباراتية خاصة تعمل تحت سقف وزارة الدفاع الأمريكية وتختص بملاحقة بن لادن. وقد خصص لهذه اللجنة 200 مليون دولار وألزمت بتقديم تقرير للحكومة كل ثلاثة أشهر عن سير الأمور. الأمور عند بن لادن تسير على ما يبدو بصورة رائعة. ولو حاولنا النظر إلى العالم بأعين بن لادن لانفتحت أمامنا لوحة طيبة. فلدى الإرهابي رقم 1 تتوفر كل الأسس للاعتقاد بان المنتصر في حربه مع الكفرة والغرب الغارق في الفساد هو وليس الغرب. ولعل أهم منجزات بن لادن هو حريته الشخصية. فبعد السنوات الخمس التي مرت على أحداث 11 سبتمبر يبقى نبي الإرهاب مخفيا عن الأنظار في كهف تدفئه الشمس على الأغلب في منطقة الحدود بين أفغانستان وباكستان وهو يشاهد تحويمات طائرات الاستخبارات الأمريكية بدون طيار "بريداتور" التي لا تستطيع العثور عليه. وفي الفرص بين هذه المشاهدات يوعز بن لادن بين وقت وآخر بإرسال مبعوث له إلى العالم الخارجي وهو يحمل شريط فيديو مسجلا. فمرة يعرض في شريط من الأرشيف المهارة المتميزة في الإرهاب ينفذها انتحاري ممن قاموا فيما بعد بنسف برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومجمع البنتاغون في واشنطن. ومرة أخرى يظهر ساعده الأيمن (أيمن الظواهري) وهو يصب اللعنة على صناع السلام في لبنان ويتوعد بتهديدات متتالية ك"هذه الأيام تفرض وبأذن الله تلد أحداثا جديدة!!" ما يعني تنفيذ عمليات إرهابية جديدة ابتداء من إسرائيل. يبدو لي أن يوم العمل العادي لهذا الشرير العالمي ينتهي بهذه اللوحة. ذلك أن بن لادن لا يحتاج بعد إلى العمل فهو في إجازة مستحقة، إذ ليس الرجل اليوم بمبتدع الفظائع المستقبلية أو قائدا ميدانيا رئيسا للقاعدة التي تملك فروعا لها في أكثر من أربعين بلدا، بل هو أسمى من ذلك. إنه الرمز الحي للجهاد وملهم الإرهاب الذي ينغرس في عقول الجيل الشاب من المتطرفين الإسلاميين من أمريكا وأوروبا وحتى الشرق الأوسط. ثم ما حاجة الإرهابي رقم واحد لهدر الأعصاب إذا كانت أمريكا تقوم بتنفيذ العمل الرئيسي عوضا عنه. لم يكن بن لادن ليحلم بجر الجيش الأمريكي إلى أفغانستان أولا ومن ثم إلى العراق وفرض حرب مستمرة عليه حسب قواعد حرب العصابات. لكن النجاح الأهم، وإذا أردتم النصر الأهم لبن لادن هو إطاحة أمريكا بعدوه اللدود الكافر صدام حسين. لقد كان الديكتاتور العراقي يرد على حقد بن لادن بحقد مماثل. ومن وجهة نظر بن لادن حلت الأمور بصورة موفقة. فعدوه الأمريكي وضع في السجن عدوه العراقي. ويبدو أن إدارة بوش خدمت بن لادن بأمر آخر. إذ ليس ثمة ما يمكن أن يؤكد ادعاءات بن لادن حول " لا أخلاقية" الثقافة الغربية ومعاداتها العضوية للإنسان مثل القهر السادي لسجناء أبو غريب الذي كان يتفكه به الضباط الأمريكيون. وكذلك عملية السجون الطائرة والقواعد السرية للاستخبارات الأمريكية في أوروبا واستخدام الأساليب "البديلة" لنزع الاعترافات. فهذه أمور كلها يستطيع بن لادن أن يضعها في كفة ميزانه. وأعتقد أنه يدرك تماما بأن ملاحقته رغم الملايين الجديدة والمجموعات الاستخباراتية الجديدة ستذهب هكذا كما ذهبت طيلة خمس سنوات بدون نتيجة. إن بن لادن الحي الذي يشع طاقة مطلوب لكثيرين كخصم وكشخص بحد ذاته. فتحت راية النضال ضد عدو ملموس مثل بن لادن يسهل الحصول على التمويل "اللازم" من قبل البرلمان الأمريكي أو البريطاني. ومن السهل الحصول على تأييد الجماهير الشعبية في حال الصراع مع عدو شرير يصعب إلقاء القبض عليه. ثم إن حصر الإرهاب الدولي بشخص تعفينا من التفكير بالمسألة الرئيسية : مع من نحارب في الواقع؟ وإن تصوير بن لادن وتنظيم القاعدة كطليعة لحركة إرهابية عمت العالم يعني حجب الأنظار عن واقع أشد قساوة وتعقيدا. فبعد خمس سنوات من أحداث 11 سبتمبر جرى في العالم ما يسميه الخبراء في الإرهاب "تسليم العصا في مباريات الجري". ومن نواة القاعدة كتنظيم تسلمت العصا شبكة شاملة من الجماعات الإرهابية غير المرتبطة ببعضها البعض. والقاعدة كتنظيم موحد أو مركز توجيه موحد لم تعد موجودة. هدد زعيم الحركة الإسلامية لأوزبكستان طاهر يولداشيف من خلال إذاعات "BBC" و"الحرية" و "وصوت أمريكا" بتصفية رؤساء ثلاث دول في آسيا الوسطى جسديا على ما وصفه ب"الجرائم التي ارتكبوها بحق المسلمين". وقد وجه يولداشيف تهديده إلى رؤساء أوزبكستان وقرغيزيا وطاجيكستان إسلام كريموف وكرمان بك باقييف وإمام علي رحمانوف. وذكر أن أعضاء "الحركة الإسلامية لأوزبكستان" سيواصلون نشاطهم بغض النظر عن مقتل زعيم الجناح العسكري للحركة جمعة نامانغاني وعدد من نشطائها في أثناء عملية مكافحة الإرهاب في أفغانستان. وأكد يولداشيف على أن "الحركة الإسلامية لأوزبكستان" تشارك في مقاومة قوات التحالف في أفغانستان، وتعتبر حليفا لتنظيمي "طالبان" و"القاعدة". وذكر عضو المجلس العلمي لمركز كارنيغي في موسكو الكسي مالاشينكو في حديث لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن هذا التهديد يمثل تحديا للاستقرار في منطقة آسيا الوسطى كلها. وأضاف أن يولداشيف نجح في اختيار الوقت لإطلاق هذا التهديد: تشهد قرغيزيا حاليا مشكلة قد تنتهي باستقالة الرئيس ورئيس الحكومة في حين تتهيأ طاجيكستان لإجراء الانتخابات الرئاسية. ويرى مالاشينكو أن يولداشيف ربما دفع في تهديده للرؤساء الثلاثة بنجاح حماس وحزب الله في الفترة الأخيرة، وتعزيز موقف "طالبان"، والمقاومة العنيفة في العراق، وعدم الاستقرار في منطقة شمال القوقاز الروسية. والمثير في الأمر هو عدم صدور أي رد فعل من طشقند وبيشكيك ودوشنبه على تهديد يولداشيف. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في آسيا الوسطى هي مساهمة في مكافحة الإرهاب الدولي ومنع حصول المنظمات غير الحكومية على المواد والتكنولوجيا النووية. وقد وقعت هذه المعاهدة اليوم في سيميبالاتينسك كازخستان وقرغيزيا وطاجكستان وتركمانيا وأوزبكستان. وجاء في النبأ أن إنشاء منطقة في آسيا الوسطى خالية من الأسلحة النووية يعتبر خطوة مهمة تهدف الى تعزيز نظام عدم انتشار الأسلحة النووية. وجاء في النبأ أننا نأمل في أن تساعد المعاهدة على تعزيز السلام والاستقرار في منطقة آسيا الوسطى وتصبح مساهمة ملموسة في مكافحة الإرهاب الدولي ومنع حصول المنظمات غير الحكومية على المواد والتكنولوجيا النووية. وجاء في نبأ الخارجية الروسية أيضا أن روسيا تؤيد بدأب نهج دول آسيا الوسطى لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وترحب بتوقيع المعاهدة التي شاركت الأممالمتحدة بشكل فعال في وضعها وفقا للمبادئ والقوانين التي اتخذتها لجنة الأممالمتحدة لنزع السلاح في عام 1999 والخاصة بإنشاء المناطق الخالية من الأسلحة النووية. وأكدت روسيا والولايات المتحدة تأييدهما للعمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب. وجاء في البيان المشترك الذي صدر في ختام جلسة فريق العمل الروسي الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب: "إن الإرهاب يمثل ظاهرة عالمية تتطلب ردا عالميا أيضا. وتؤيد روسيا الاتحادية والولايات المتحدة العمل المشترك بهدف تذليل هذه المشكلة التي تهدد البشرية كلها". وذكرت دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية أن فريق العمل الروسي الأمريكي المشترك حقق العديد من النتائج في الفترة الأخيرة، بما فيها التعاون في أفغانستان، ومكافحة عمليات تمويل الإرهاب، والتعاون بين أجهزة حفظ النظام والقانون، وضمان أمن وسائط النقل، ومواجهة تجارة المخدرات غير الشرعية". ويعتقد بوريس غريزلوف رئيس مجلس الدوما ان من واجب بلدان "الثماني" توحيد الجهود من اجل مكافحة تجارة الرقيق. وقد افتتح غريزلوف اجتماع رؤساء برلمانات بلدان "مجموعة الثماني". وقال غريزلوف "اما بصدد قضية مكافحة تجارة الرقيق فقد اكتسبت طابعا شاملا يتجاوز الحدود وتتطلب من بلدان "الثمانية الكبار" بذل جهود منسقة". وأشار غريزلوف قائلا "نحن على ثقة بأنهم في برلمانات "الثمانية الكبار" يعيرون اهتماما كبيرا الى هذه المشكلة الإنسانية الخطيرة. ونحن ندعو زملاءنا الى القيام بأعمال مشتركة من اجل استئصال شأفة هذه الظاهرة المخزية في القرن 21 ". وحسب قوله فإن مجلس الدوما يتخذ العديد من التدابير الفعالة من اجل مكافحة الجريمة المنظمة المتعددة الجنسيات. وتم في عام 2004 ضمنا إبرام اتفاقية هيئة الأممالمتحدة حول الجريمة المنظمة المتعددة الجنسيات وكذلك البروتوكولات الملحقة بها (أي بالاتفاقية). وأعلن قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشئون الدولية في مجلس الدوما أن روسيا تهتم بخبرة العديد من البلدان في مكافحة الإرهاب ولاسيما بريطانيا. وقال النائب في مؤتمر صحفي عقد بعد الجلسة الأولى لرؤساء برلمانات "الثمانية الكبار" في سانت بطرسبورغ في يوم السبت الما ضي "نحن نهتم ضمنا بخبرة بريطانيا في مجال الرصد باستخدام الفيديو في الأماكن العامة". وذكر كوساتشوف إن موضوع الإرهاب قد شغل حيزا كبيرا في أثناء المناقشات التي جرت. وقد تبادل البرلمانيون مع زملائهم خبرة بلدانهم في مكافحة الإرهاب. وتحدث ايف بيور نائب رئيس البرلمان الفرنسي (الجمعية الوطنية) ضمنا عن ازدياد كشف الدوافع لدى دوائر الأمن والشرطة في هذه البلاد للقيام ب"رصد " الانترنت والمكالمات عبر الهاتف الجوال. [email protected]