أكد الرئيس علي عبد الله صالح: أن الجميع يعلم مدى ما أتيح لحركة الإخوان المسلمين في اليمن من حرية الحركة والعمل والمشاركة في صنع القرار رغم ما لحق بالوطن من ضرر نتيجة تلك المشاركة في الوقت الذي كان فيه قادة الإخوان المسلمين في العديد من الأقطار العربية والإسلامية يتعرضون للاعتقالات وتمتلئ بهم السجون أو يتم تشريدهم في المنافي بالخارج. جاء ذلك في حديثه لصحيفة (الوسط) اليمنية المستقلة حول علاقته بالإخوان المسلمين وعما إذا كانت قد وصلت إلى مفترق طرق، وقال: (لقد ظللنا حريصين في بناء علاقات شراكة ايجابية مع الجميع في الوطن لما فيه تحقيق المصلحة الوطنية ونحن لسنا نادمين على كل ما قدمناه لحركة الإخوان المسلمين في اليمن من دعم ورعاية وحماية من أجل أن ينجروا إلى جانب الاعتدال والابتعاد عن أي شكل من أشكال الغلو والتطرف وتحملنا نتيجة موقفنا ذلك الكثير من الضغوط الشديدة سواء من الداخل أو الخارج ولكننا كنا عند قناعتنا بأن ما نقوم به هو في مصلحة اليمن وفي مصلحة الاستقرار والسلام الاجتماعي وتوسيع قاعدة المشاركة». وأضاف: إلاَّ أنه من المؤسف وكما تابعتَ وتابع الكثيرون فإن بعض القيادات المأزومة في الحركة قد تنكرت لكل ذلك ونسفت كل جسور التواصل والتفاهم ودفعت بالأمور نحو الانسداد عبر خطاب مأزوم وغير عقلاني بل ومسيء وضار بالمصلحة الوطنية وبالسلام الاجتماعي وفي إطار ما ساورها من وهم وجنون عظمة بأنها أصبحت في مستوى يجعلها قادرة على فرض رؤاها على الآخرين أو إحداث تحولات في الساحة اليمنية لصالحها وهو وهم بُني على قراءات خاطئة وطيش سياسي ليس له ما يبرره.. واستطرد قائلا : لقد أساءوا للرئيس وللمؤتمر الشعبي العام وللشعب اليمني دون وجه حق واستفزوا الجميع بخطابهم الإعلامي والسياسي النزق ومن جانبنا لم تصدر منا أي إساءة بل ظل قادة حركة الإخوان المسلمين وقواعدها محل احترامنا وتقديرنا ورعايتنا باعتبارهم مواطنين يمنيين قبل أي شيء آخر ونحن نثق بأن هناك الكثير من الشرفاء والعقلاء في هذه الحركة -وهم يتواصلون معنا- لا يتفقون في رؤيتهم مع تلك القيادات التي لبست نظارات سوداء معتمة، فلم تعد ترى فيما حولها شيئاً جميلاً وهي تنكر كل شيء وهذا سيؤدي بها إلى المزيد من الشعور بالعزلة والإحباط والعقدة النفسية التي تعكس نفسها -للأسف- على كل التصرفات والمواقف التي تقوم بها ونحن ندعو لها بالهداية ومراجعة الذات من أجل استلهام الصواب.. وحول تأكيده في أكثر من خطاب بأن أعضاء في المشترك سيصوتون لصالحه أكد بقوله: نحن نثق وشعبنا على أبواب اليوم العظيم واللحظة الحاسمة يوم ال20 من سبتمبر بأن الشرفاء في حركة الإخوان المسلمين وفي الاشتراكي أو الناصري أو الأحزاب الأخرى -وهم على تواصل معنا- سوف يصوتون مع جماهير الشعب اليمني لمصلحة الوطن ولأمنه واستقراره وسكينته العامة ولمواصلة جهود البناء والتنمية والتحديث والتطور ولمستقبل أفضل للأجيال اليمنية، لأن هؤلاء جميعاً يدركون حقيقة الواقع الذي يعيشونه والإنجازات التي يعايشونها ويرفضون الخطاب الفوضوي الذي لا يستند سوى على مبدأ الرفض والإنكار لكل شيء وهدم كل شيء والدفع بالوطن نحو المجهول وهذا هو مفهوم التغيير لديهم.. ولهذا سيكون يوم ال20 من سبتمبر هو اليوم الحاسم الذي سيقول فيه شعبنا العظيم كلمته وسيلحق بكل المأزومين في المشترك الهزيمة القاسية ويعرفهم بحقيقة حجمهم خاصة بعد ان ظهرت مؤشرات ذلك جلية في الحشود الجماهيرية الهائلة التي شاركت في المهرجانات الانتخابية التي اقامها مرشح المؤتمر الشعبي العام في مختلف محافظات الجمهورية. وحول سؤال (الوسط) عن ملامح الدولة في سنوات حكمه القادمة لو فاز، قال: إن التغيير سيكون من ضمن أولوياتنا حيث سيشمل كل المرافق والمؤسسات بعد تقييم الأداء، بحيث سنعمل على تأسيس لمرحلة جديدة للبناء والتطوير وما من شأنه تأكيد مداميك الدولة اليمنية الحديثة. وتابع قائلا : إن مثل هذه الملامح قد وردت في برنامجنا الانتخابي الذي عنوانه هو المستقبل الأفضل المرتكز على قواعد اليمن الجديد الذي بنيناه طوبة طوبة بفضل تعاون كل الشرفاء والخيرين من أبناء شعبنا.. مضيفا: أن من الأولويات التي ركز عليها البرنامج والتي سوف نعمل من أجل تحقيقها إن شاء الله في الفترة القادمة هي تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين وحل قضاياهم والتي ستظل هي همنا الأساسي الذي سنعمل من أجله بالإضافة إلى ترسيخ قواعد دولة المؤسسات والنظام والقانون وترسيخ الأمن والاستقرار والطمأنينة في المجتمع والاهتمام بالشباب وتعليمهم وتوفير فرص العمل لهم ومواصلة جهود التنمية والتطوير والتحديث في المجتمع ومكافحة الفقر والبطالة والإرهاب ومكافحة الفساد والفاسدين والمتنفذين وتشجيع الاستثمارات وتطوير الاقتصاد الوطني والسياحة والاهتمام بتطوير قطاع الصحة وبناء المزيد من المستشفيات التخصصية وفي مختلف محافظات الجمهورية ومواصلة الاهتمام بقضايا الحريات وحقوق الإنسان وتوسيع فرص المشاركة أمام المرأة وتعزيز دورها في الحياة السياسية والعامة وخدمة المجتمع وحماية المرأة من أي استغلال أو تعسف.. وكذلك بناء مدن سكنية لمحدودي الدخل وتقديم القروض الميسرة للصيادين والمزارعين وحل مشاكل الثأر وسندعو إلى عقد مؤتمر وطني لمعالجة مشاكل الثأر.. بالإضافة إلى إنشاء مشاريع استراتيجية عملاقة تستوعب أكبر عدد ممكن من الأيدي العاملة وفي مقدمتها مشروع السكة الحديد ومشاريع الغاز وتوليد الطاقة الكهربائية والاسمنت وغيرها. وأوضح الرئيس: أن المستقبل واعد بالخير إن شاء الله ونحن نؤسس بهذه الأعراس الديمقراطية قاعدة متينة لمستقبل أفضل للوطن وأجياله.. وشعبنا سيكون يوم غد الأربعاء على موعد مع استحقاق ديمقراطي كبير ليقول كلمته الفاصلة ويحدد خياراته بإرادة حرة ونحن على ثقة بأنه سيقول نعم للأمن والاستقرار والتنمية والبناء والتحديث والاعتدال والوسطية والانفتاح وسيقول لا للقوى الظلامية وللفوضى والعنف والإرهاب.. وسيقول لا للجمود والتخلف وللتطرف والغلو والتعصب والانغلاق.. سيقول: نعم للديمقراطية والحرية والتقدم، نعم للمؤتمر الشعبي العام والمستقبل الأفضل للوطن. وحول ما يمثله يوم الاقتراع بالنسبة إليه أفاد بقوله: إن يوم ال20 من سبتمبر هو يوم تاريخي في حياة الشعب اليمني كله لما سيرتبط به من تحولات ونتائج هامة على صعيد ترسيخ الممارسة الديمقراطية التعددية في اليمن والتأسيس لمستقبل أفضل وعلى مختلف الأصعدة. وأضاف: إننا سعداء وفخورون ومعنا كل أبناء شعبنا بهذه الأعراس الديمقراطية التي يعيشها شعبنا في مختلف مناطق الوطن والتي تجسد حقيقة الممارسة الديمقراطية التي انتهجناها منذ وقت مبكر وعن قناعة وطنية ودون أن تُفرض علينا من أحد ولن نحيد عنها بإذن الله لأنها الخيار الحضاري للبناء والسبيل الأمثل لتحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة بعيداً عن المؤامرات والانقلابات. وقال الرئيس صالح: إن المنافسة الانتخابية الجدية بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك هي في مصلحة الديمقراطية وتعزيزها وترسيخ قواعدها.. ولكن من المؤسف أن بعض الإخوة في أحزاب اللقاء المشترك قد فهموا الممارسة الديمقراطية والتنافس الانتخابي بطريقة مغلوطة وأساءوا من خلالها إلى التجربة عبر خطاب سياسي وإعلامي متشنج وانفعالي وهو ما أدى إلى استفزاز جماهير الشعب التي ردت على ذلك بذلك الحضور الكثيف والهائل في المهرجانات الانتخابية لمرشح المؤتمر الشعبي العام.. وهي أرادت بذلك أن توجه رسالة قوية وواضحة لأحزاب اللقاء المشترك تؤكد من خلالها رفضها لذلك الخطاب المأزوم والتفافها حول المؤتمر الشعبي العام ومرشحيه وبرنامجه الانتخابي الذي حمل رؤية مستلهمة لاحتياجاتها وتطلعاتها لمستقبل أفضل ومستندة إلى إنجازات الماضي التي يلمسها المواطن في حياته شواهد ملموسة ولا ينكرها إلاَّ جاحد أو أعمى بصيرة، فالشعب الواعي هو أكثر إدراكاً وتمييزاً لحقائق الواقع خاصة وهو قد اختبر فشل أولئك الذين يحاولون طمس الحقائق وتزييفها وإنكار كل شيء ايجابي في الحياة.. اختبرهم وعرف قدراتهم وحقيقتهم وعجزهم عن فعل أي شيء مفيد لأنفسهم فكيف بالآخرين أو الوطن. وعن تقييمه لبرنامج مرشح اللقاء المشترك رد الأخ الرئيس: أن ذلك وكما هو ملاحظ ليس برنامجاً انتخابياً بل هو برنامج دعائي استند على رؤى متناقضة ومتصادمة مع بعضها البعض كانعكاس للأيدلوجيات المتنافرة التي تتبناها الأحزاب الخمسة في اللقاء المشترك.. إذاً كيف يمكن تنفيذ برنامج دعائي هو عبارة عن توليفة لخمسة أحزاب لا يجمع بينها سوى عدائها للمؤتمر الشعبي العام، كما أن معظم ما جاء في ذلك البرنامج خاصة فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية يصعب تحقيقه إلاَّ بإجراء تعديلات دستورية، فكيف ستتم هذه التعديلات في ظل برلمان الأغلبية منه للمؤتمر الشعبي العام وتمثل فيه أحزاب المعارضة أقلية ولا تملك القدرة على تحقيق مثل تلك التعديلات. ونحن قلنا مراراً إن ما طرحته أحزاب اللقاء المشترك من رؤى حول الإصلاحات السياسية أمر يخصها وعليها أن تضمنها في برامجها الانتخابية في الانتخابات البرلمانية وأن تناضل من أجل كسب ثقة الجماهير عبر صناديق الاقتراع وعندما تحوز على الأغلبية البرلمانية بإمكانها أن تجري التعديلات الدستورية التي تحتاجها وطبقاً لما حدده الدستور في هذا الجانب. وتطرق الرئيس إلى دلالة الحشود التي شهدها مهرجانا (سيئون والمكلا) لمرشح المؤتمر والتي جاءت مخالفة للتوقعات في الوقت الذي حصل فيها مرشح المشترك فيصل بن شملان على حشد غير متوقع في عمران قال: ما من شك أن حضرموت أفشلت كل الرهانات والتوقعات والسبب أن هؤلاء الذين خسروا رهانهم في حضرموت لا يعرفون حضرموت وأبنائها جيداً ولا يستقرون الخارطة اليمنية بشكل صحيح.. فحضرموت هي الأكثر حرصاً على الوحدة والأمن والاستقرار والتنمية والنظام والقانون وأهل حضرموت ما تزال ذاكرتهم تختزن الكثير من مآسي العهد الشمولي وهم يدركون ماذا تحقق في حضرموت من تنمية ونهوض واستثمارات لم تأت إلاَّ في ظل القناعة بما شهدته حضرموت والوطن اليمني عموماً من أمن واستقرار وما ستحظى به تلك الاستثمارات من التشجيع والدعم.. لهذا كان من الطبيعي أن يتوافد أبناء حضرموت على تلك المهرجانات بمثل تلك الحشود الكبيرة لأن حضرموت ستظل وفية ومبادرة والذي تجسد من خلال تلك المهرجانات الحاشدة وما عبر عنه المتحدثون فيها أو ما لمسناه ونلمسه دوماً خلال زياراتنا المتكررة إلى حضرموت والتي نشعر فيها بالدفء والصدق. واختتم حديثه بالقول: أما ما جرى في عمران مع مرشح «المشترك» فهذا أمر طبيعي ولا يستحق الاهتمام لأنه لا يعكس بأي حال شعبية مرشح المشترك أو حتى قدرة أحزاب اللقاء المشترك على الحشد الجماهيري وإنما معروف من أين وكيف ولماذا جيء بأولئك الذين تم حشدهم في عمران وغالبيتهم تم نقلهم من خارج المحافظة.. ولكي يقول البعض نحن هنا في الوقت الذي لا يشكل هؤلاء أي رقم يذكر ولا يمثلون أي شأن ولكنهم يستغلون ما اكتسبوه من الأموال التي جاءت على حساب مصالح أولئك المواطنين وحقوقهم من أجل تحقيق طموحاتهم الشخصية وإرضاء نزعة الغرور لديهم. والمعيار يوم 20 سبتمبر حين يقول الشعب كلمته.