يجري الشيخ عبد المجيد الزنداني- رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، رئيس جامعة الإيمان- تحضيراته لإنشاء حزب جديد تحت مسمى حزب ( الحكمة والإيمان ). وبحسب مصادر ل"يمن نيوز" فإن هذا الحزب يهدف إلى تأطير أتباعه، وكل من يشاطرونه الرؤى بشأن موقفه من التحالف مع أحزاب يعتبرها "علمانية" مثل الاشتراكي، والناصري؛ وذات أيديولوجيات مخالفة للأفكار والمبادئ التي قام ونشأ عليها حزب الإصلاح. ورجحت المصادر أن يضم الحزب الجديد التيارين السلفي والقبلي وكثير من الأنصار المتأثرين بفكر الشيخ الزنداني داخل حزب الإصلاح وخارجة، نظرا للمكانة الاجتماعية والعليمة التي يحظى بها لديهم. وأشارت إلى أن العمل يجري على قدم وساق خاصة في أعقاب النتائج الأخيرة للانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في ال20 من سبتمبر والتي وصفتها الكثير من قيادات حزب الإصلاح بأنها "مخيبة للآمال". وكانت هوة الخلاف قد اتسعت بشدة بين الشيخ الزنداني وحزبه – الإصلاح- بعد تبني الأخير لمبادرات تقارب وثيق مع الولاياتالمتحدة، بلغت في بعض فتراتها الدعوة الصريحة للولايات المتحدة بالتدخل السياسي والعسكري في اليمن؛ في نفس الوقت الذي تم تجاهل الموقف الأمريكي من الشيخ الزنداني، حيث تدرجه إدارة البيت الأبيض ضمن قائمة ممولي الإرهاب وتفرض عليه الإقامة الجبرية وحجز الممتلكات والأرصدة، وتطالب حكومة اليمن بتسليمه لأجهزتها الأمنية بحجة التحقيق معه بشأن ما تنسبه إليه من اتهامات. وقد طفا الخلاف على السطح خلال الانتخابات الرئاسية بعد إفتاء الشيخ الزنداني بعدم جواز عصيان ولي الأمر، والتصريح بموقفه المؤيد لانتخاب الرئيس صالح لولاية رئاسية ثانية.. ليأتي ذلك متوافقاً أيضاً مع موقف التيار القبلي بقيادة الشيخ عبد الله الأحمر- رئيس حزب الإصلاح- الذي أعلن قبيل الاقتراع بعشرة أيام أنه سينتخب الرئيس صالح في ظل غياب المنافس الكفء. هذا وقد شهد التجمع اليمني للإصلاح في الفترة الأخيرة تمزقاً غريباً وغامضاً افترقت عليه العديد من قياداته الكبيرة إلى اتجاهات ومواقف مختلفة، يعتقد بعض المحللين السياسيين أنها خيوط مؤامرة تدبر ضد هذا الحزب الإسلامي من قبل جناحه الجديد الموالي للولايات المتحدة، والذي تقوم المنظمات الأمريكية بالترويج لخطابه السياسي، وتعظيم نفوذه لتمكينه من تعزيز موقعه القيادي في الحزب ثم تفكيكه – على غرار التجربة الفرنسية في الجزائر.