في الوقت الذي كشف نقيب الصيادلة اليمنيين أن 60% من المعروض من الأدوية المتداولة في أسواق العلاج في عموم محافظات الجمهورية اليمنية هي أدوية مهربة وفقاً لأحدث دراسة ميدانية، اتهم عدد من أصحاب مخازن الأدوية مسئولين بوزارة الصحة العامة والسكان بالمتاجرة بالأدوية المهربة، وبحماية كبار المهربين مقابل تقاضي عمولات مالية كبيرة. واستدل التجار في ادعائهم إلى أنه سبق أن تم تثبيت اعترافات بتورط مسئولين في الصحة بمحاضر نيابية في أعقاب ضبط شاحنات أدوية مهربة في أبين، وكذلك في منتصف أغسطس الماضي بعد عملية ضبطها مطار صنعاء الدولي، مؤكدين أن جميع ملفات قضايا التهريب التي يتم ضبطها "تقفل بعد التمييع"، ولم يسبق أن صدر حكم قضائي في إحداها.
وأوضح التجار في تصريحات – تحتفظ "نبأ نيوز" بتسجيلات لها- أن مسئولين ضمن فرق الرقابة والتفتيش التابعة للصيدلة بالوزارة هم في مقدمة من يقوم ببيع الأدوية المهربة على المخازن الأهلية، مؤكدين أن المعنيين يقومون بمداهمة محلات بيع أدوية بتهمة التهريب، ويصادرون ما يجدونه، وبعد مدة يعاودون بيع ما صادروه على تاجر ثاني، عبر وسطاء "معروفين"، مع ضمان "عدم التحرش به". مصادر مسئولة في وزارة الصحة، أكدت ل"نبأ نيوز" أن هناك أكثر من (70) ألف صنف دوائي تم الترخيص له بدخول اليمن، وأن أكثر من نصف هذه الأصناف غير مطابقة للمواصفات النوعية إلاّ أن الشركات الدوائية أو وكلائها المحليين اعتادوا الدفع مقابل كل ترخيص. وأشارت المصادر إلى أنه رغم أن وزير الصحة الحالي- الدكتور عبد الكريم راصع- أوقف منح التراخيص، إلاّ أنه لم يوقف إجراءات المعاملات السابقة القيد الاستكمال رغم أنها بالآلاف، منوهاً إلى أن إيقاف إجراءات هذه المعاملات سيعني الإضرار بمصالح متنفذين بالوزارة. وكانت "نبأ نيوز" قد نشرت بتاريخ 22/5/2006م خبراً في نفس الاتجاه، بعنوان ( الصحة تتاجر بممنوعات مصادرة في مداهمات مخازن الأدوية) وكشفت فيه أن (فريق وزارة الصحة المكلف بمداهمة أحد المخازن الكائنة خلف البنك المركزي اليمني منع فريق "نبأ نيوز" - الذي وصل المكان بناء على معلومات مسبقة- من الإطلاع على موجودات إحدى المخازن الدوائية التي داهمتها ليلاً، وتذرعت بأنها تنتظر أمراً من النيابة، وأن المسئول غير موجود، وطلبت من فريق الصحيفة المغادرة لتأجيل عملية دخول المخزن حتى الصباح، رغم تواصل الفريق مع مدير عام الصيدلة هاتفياً، والحصول على توجيه واضح منه بالسماح بالتصوير والإطلاع إلاّ أن الجهة المنفذة أصرت على رفضها، مما أثار الريبة ودفع بفريق "نبأ نيوز" إلى المغادرة إلى موضع غير مرئي، ورصد كل ما حدث لاحقاً.. وقد قام الفريق بإبلاغ جهات مسئولة بوزارة الصحة بكل ما جرى)- أي بتفاصيل ما عمله فريق التفتيش لاحقاً. وكان الدكتور فضل حراب- نقيب الصيادلة اليمنيين- كشف أمس ل"سبتمبرنت" أن 60% من الأدوية في الأسواق مهربة، وأن إجمالي الخسائر المترتبة على الأدوية المهربة سنوياً في اليمن أكثر من 5 مليار ريال. وأوضح نقيب الصيادلة: أن النقابة بصدد رفع مقترحات إلى الجهات المعنية بوزارة الصحة لتفعيل قوانين مكافحة تهريب الأدوية ووضع آليات معالجة ناجحة لقضية تهريب الأدوية، وأن المقترحات تتضمن أيضاً القيام بحملات إعلامية توعوية تهدف إلى توضيح مخاطر التهريب صحياًَ واقتصادياً. جدير بالذكر أن وزارة الصحة العامة والسكان تحتفظ بمندوبين لها في جميع المنافذ الحدودية اليمنية الجوية والبحرية والبرية، وهي وحدها المرخص لها بإعطاء إذن المرور لأي صنف دوائي يصل اليمن. http://www.nabanews.net/news/3325