نفى محامي المعتقلين الاستراليين الثلاثة في صنعاء على خلفية اتهامات بالإرهاب، وبتهريب أسلحة إلى الصومال- أي علاقة لموكليه بجامعة الإيمان، في نفس الوقت الذي أكدت مصادر أمنية أمريكية "أن الاعتقال سليم"، فيما كشفت مصادر استرالية عن وجود أم الشابين الاستراليين معهما في اليمن، مؤكدة أنها أكثر تطرفاً منهم. وأوضح السيد "آدم هودا": أن الثلاثة ذهبوا إلى اليمن للالتحاق بإحدى الكليات الدينية الأهلية، ولكن ليست جامعة الإيمان بصنعاء التي تدار من قبل الشيخ عبد المجيد الزنداني التي لديها ارتباطات بالجهاديين"، مؤكداً: "أن الجامعة موضوع النقاش هي ليست الجامعة التي التحق بها موكليي"،منوهاً إلى "أن في اليمن توجد الكثير من المدارس الإسلامية". وأضاف المحامي في تصريحاته لوسائل الإعلام الاسترالية: " نحن نتحدث عن صبيين، واحد بعمر 18 والآخر بعمر 20 وهم أبرياء من كل الادعاءات وكل الارتباطات بالإرهاب، وهم هناك ليس إلاّ لدراسة الإسلام"، مشيراً إلى أنه مثل الحكومة الاسترالية لم يتلق أي تأكيدات حول طبيعة الاتهامات الموجهة لموكليه. كما كشفت "هيرالد" أن مسئولين في القنصلية الاسترالية في العاصمة السعودية الرياض سيصلون صباح اليوم الثلاثاء إلى صنعاء لمقابلة المسئولين اليمنيين والإطلاع على الظروف وراء عملية إلقاء القبض على الاستراليين وطبيعة الاتهامات الرسمية الموجهة لهم. أما "اليونايتد برس انترناشونال" فقد نسبت في تقرير لها إلى مسئول في الاستخبارات الأمريكية قوله "أن الاعتقال كان سليم، وأن السلطات اليمنية لم تكن تستعرض" من جهة أخرى كشفت صحيفة "أي بي سي" الاسترالية أن اثنين من الأخوين الاستراليين المعتقلين في اليمن (محمد وعبد الله) هما أبناء عبد الرحمن أيوب – مؤسس تنظيم "الجمعة الإسلامية" والذي هرب بعد تفجيرات بالي التي أودت بحياة نحو (202) مواطن بينهم (88) من جنسية استرالية. وقالت الصحيفة: أن أم هذين الشابين تدعى "رابيه هوتشيسون" وتعتبرها الأجهزة الأمنية أكثر تطرفاً من زوجها السابق. مشيرة إلى أن السيدة هوتشيسون الآن في اليمن مع ولديها محمد وعبد الله بالإضافة إلى بعض زوجات الرجال الذين تم اعتقالهم بتهم الإرهاب في "سدني" قبل عام، وأنهم على الرغم من خضوعهم للمراقبة الأمنية الاسترالية إلا أنهم أصروا على الذهاب إلى اليمن من أجل الاستزادة في التعليم الديني. مؤكدة أن الرحلة إلى اليمن تقودها السيدة هوتشيسون. وروت الصحيفة أن السيدة هوتشيسون تزوجت في "بالي" وأنجبت طفلاً لكنها ما لبثت أن انفصلت عن زوجها وأصبحت مسلمة متشددة مولعة بارتداء "البرقع" أو الخمار. ثم انجذبت نحو مؤسس تنظيم "الجمعة الإسلامية" – عبد الله سنغار- والتحقت بإحدى فصوله التدريسية التي التقت فيها بعبد الرحيم أيوب الذي قدم لاحقا إلى استراليا ليقود الجناح المسلح للتنظيم معتبرا استراليا كساحة لعملياته. واستطردت: أن سنغار شهد زواجهما في عام 1984م ثم رزقا بتوأم – محمد وعبد الرحمن- وقد قاتل عبد الرحمن مع أسامة بن لادن في أفغانستان.. وقد انفصل الأبوين عن بعضهما بعد إنجاب التوأم ومنحهما الجنسية الاسترالية، وقد تم إيوائهم من قبل الزعيم الروحي الحالي لتنظيم الجمعة الإسلامية – أبو بكر بشير. ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني قوله أمس:" أنها – أي الأم- كانت أسوأ مما كان عليه زوجها، فهي تريد أن تجاهد بنفسها". وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية الاسترالية كانت على علم بأنها ستغادر البلد، وأنها وأبنائها اضطروا للف حول البلاد، وعمل عدة رحلات إلى أندنوسيا. وكان السيد الكساندر داونر- وزير الخارجية الاسترالي- أشاد أمس الأول بجهود اليمن في مكافحة الإرهاب، مؤكداً أمام البرلمان الاسترالي انه "يرحب بتصميم السلطات اليمنية لمحاربة الإرهاب". وأوضح السيد داونر: أن الاستراليين المعتقلين في صنعاء اثنان منهم من أصول استرالية تم إلقاء القبض عليهم على خلفية اتهامات بالإرهاب، فيما الثالث هو رجل بولندي حصل على الجنسية الاسترالية في ثمانينات القرن الماضي، نافياً صحة التقارير التي أوردت إن المعتقلين الاستراليين أربعة. وقال:"إننا في هذه المرحلة ليست لدينا أي تأكيد حول الاتهامات الرسمية الموجهة لهم، لكننا نعلم بأن هؤلاء الأشخاص معتقلين على ذمة قضايا إرهابية من ضمنها محاولة تهريب أسلحة إلى الصومال وقد حدث هذا في دولة كان فيها هجمات إرهابية في السنوات الماضية أبرزها الهجوم على المدمرة (كول) وكان هنالك هجمات استهدف فيها استراليون قبل أعوام "، مضيفاً: "إنها اتهامات خطيرة جداً وبالطبع فأن الحكومة الاسترالية ستكون شديدة القلق إذا ما كانت صحيحة"- طبقاً لما أوردته مصادر استرالية رسمية. وأشار وزير الخارجية الاسترالي إلى أن السلطات الاسترالية لم تستجوبهم بعد وان وزارته على اتصال بعائلات المحتجزين في استرالياواليمن، كما أن الحكومة ستوفر الخدمات القنصلية للمحتجزين الاستراليين. على صعيد متصل كشفت "سيدني مورننيج هيرالد smh" الاسترالية أن مجموعة أخرى من الاستراليين ممن يعتقد أنهم من أصول عربية كانت في طريقها إلى اليمن من أجل التدريب الجهادي- بحسب مصادر أمنية- إلاّ أنه تم كشف أمرها، ولم يعرف فيما إذا كانت هذه المجموعة على أي صلة مع الاستراليين الذين تم اعتقالهم مؤخراً في اليمن. وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية أوقفت احد أفراد المجموعة قبل تمكنه من المغادرة على متن طائرة إلى اليمن، وتم تحذيره من أنه سيخرق قانون مكافحة الإرهاب إذا ركب الطائرة ورحل. ورجحت الصحيفة أن تكون الجهة التي كانت تقصدها هذه المجموعة هي جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي وصفته بممول الإرهاب واستعرضت خلفيات عديدة من شخصيته وما كتب عنه وحول جامعته. كما أشارت وسائل إعلام استرالية صادرة الاثنين إلى إن الثلاثة مرتبطون بالإخوة أيوب الذين أسسوا في أستراليا في نهاية التسعينيات خلية للجماعة الإسلامية التي تعتبر منظمة إرهابية إندونيسية محظورة دولياً، مؤكدة أن الاستراليين الثلاثة الذين تم القبض عليهم في اليمن كانوا طلاباً في جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني..