كشفت دراسة أكاديمية متخصصة عن وجود فجوة كبيرة في التوظيف النسوي قياساً لتوظيف الذكور أولاً ، وبين محافظات الجمهورية اليمنية نفسها ثانياً، معتبرة تلك الفجوة إحدى معوقات التنمية الوطنية في اليمن، في نفس الوقت الذي عزت أحد أهم أسبابها الرئيسية إلى "الوساطة والمحسوبيات". وبينت الدراسة المعنونة (تتبع النفقات داخل قطاع التعليم من منظور النوع الاجتماعي) والتي أعدتها الدكتورة ابتسام راشد الهويدي – أستاذة التأمين المساعد في كلية التجارة/ جامعة صنعاء: أن معدل التوظيف النسوي في اليمن يتراوح ما بين (25 – 35%) في حدوده القصوى، وأن هذه الفجوة الكبيرة بين توظيف الذكور والإناث تعود إلى عدم وجود نسب محددة للإناث في التوظيف العام لدى وزارة الخدمة المدنية. وأوضحت: أنه بعد تتبع تقييم الموازنات الوظيفية وجدنا أن المرأة لا تأخذ إلاّ حوالي الثلث من الوظائف في التعليم، إذ بلغت في عام 2005م حوالي (35%)، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على برامج تعليم الإناث، متسائلة : كيف يمكن أن نرفع نسبة التحاق الفتيات بالتعليم – خاصة في الريف- إذا كان هناك تدني بأعداد الموظفات!؟ وأكدت الدكتورة الهويدي في دراستها: أن نسب التوظيف تتباين أيضاً طبقاً لمحافظات الجمهورية اليمنية نفسها، إذ أنها في عامي 2003/2004م بلغت نسبة الوظائف للمرأة في أمانة العاصمة (81%)، إلاّ أنها في محافظتي صعدة وشبوة – محور الدراسة- لا تتعدى نسبة (7 – 9%)، رغم أن النسب العامة للجمهورية اليمنية ما زالت متدنية ولا تتعدى الثلث، منوهة إلى أن معدلات التوظيف النسوي الجيدة تتركز في محافظات معينة مثل أمانة العاصمة، تعز، صنعاء، إب، الحديدة. وأوضحت الدراسة: أن التوجه العام في محافظتي صعدة وشبوة هو نحو الثانوية العامة فقط، بينما يتدنى معدل النساء الحاصلات على مؤهل الدبلوم والبكالوريوس إلى مستوى ضعيف جداً، وهو الأمر الذي عكس نفسه على حجم التوظيف النسوي في هاتين المحافظتين. وعزت أسباب تدني معدلات التوظيف النسوي الى "الوساطة والمحسوبيات" التي تضيق فرص مشاركة المرأة، ثم الى عدم وجود نسب توظيف معلومة للنساء في برامج الخدمة المدنية، والى ضعف الموازنات المالية المخصصة للمرأة ضمن الموازنات العامة لوزارة المالية . ودعت الدراسة إلى ضرورة ايجاد تمثيل للمرأة ضمن لجان إعداد الموازنات المالية للقطاعات المختلفة، والى رفع معدلات الإنفاق المخصص للمرأة، ومضاعفة الموارد الموجهة لإنشاء كليات وسكن للقادمات من المناطق الريفية البعيدة في هذه المحافظات من أجل تضييق الفجوة بين الذكور والإناث في التعليم.