تشهد أسواق اليمن موجة من ارتفاع أسعار القمح واختفاءه من العديد في المحال التجارية رغم الاجتماعات الطارئة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص منذ أسبوعين، حيث بلغت الزيادة في سعر الكيس الواحد 50 كيلوا حبوب أو دقيق القمح بمقدار800 ريال يمني عن سعره السابق، فارتفع الكيس الواحد من حبوب القمح من 2200 ريال إلي 3000 ريال بينما ارتفع الدقيق من 2400-3200 ريال. وبلغ إجمالي ما استوردته في عام 2005م من حبوب القمح 1.2 مليون طن وبقيمة 36.7 مليار ريال، وتعد أمريكيا أول المصدرة لليمن حيث صدرت 343.2 ألف طن وما قيمته 9.4مليار ريال تليها روسيا الاتحادية حيث صدرت 223.2 ألف طن وبقيمة 6.5 مليار ريال ومن الأرجنتين 192.8 ألف طن وبقيمه5.923 مليار ريال تليها دولة الإمارات 111 ألف طن وبقيمة 3.7 مليار ريال ثم فرنسا 73.2 ألف طن وبقيمة 2.4 مليار ريال. كما بلغ ما استوردته اليمن من دقيق القمح 52 ألف طن وبقيمة 2.3مليار ريال حيث استوردت من أمريكا 14 ألف طن وبقيمة665.8 مليون ريال تليها الإمارات 12 ألف طن وبقيمة 649.5 مليون ريال . واستغل الكثير من المهربين ارتفاع أسعار القمح واختفائه لتهريبه من السعودية عبر العديد من الوسائل. وأكد مسئول أمني يمنى في شرطة الحدود في منطقة حرض الحدودية "فضل عدم ذكر اسمه" ل"نبأ نيوز" أن مناطق الحدود السعودية اليمنية شهدت عمليات تهريب حبوب ودقيق القمح منذ الأسبوعين الماضيين وارتفعت وتيرتها خلال عطلة العيد. وأوضح المسئول الأمني انه تم إفشال عشر محاولات تهريب حبوب ودقيق القمح من الأراضي السعودية بواسطة سيارات "هيلوكس" وحتى شاحنات نقل الأحجار الخاصة بالبناء كما نشط تهريب القمح عبر الجمال والحمير وبيعه في أسواق حرض ومدينة الحديدة. وأضاف المسئول انه لوحظ أن العديد من القاطرات والسيارات الخاصة والنقل وحتى باصات النقل المتوسطة والصغيرة لا تخلوا مابين 3-4 أكياس قمح على أنها خاصة بأصحابها أو بالركاب بما فيهم العائدون من شعائر العمرة. وارجع المسئول ارتفاع عمليات التهريب إلى رخص القمح الذي يأتي من السعودية مقارنة بأسعار ه داخل اليمن مشيرا إلى الكثير من التجار اليمنيين استوردوا أيضا قمح سعودي خلال نفس الفترة. وبين أن كيس القمح يصل من السعودية إلى لأراضي اليمنية ب( 1800 ريال ) يمنى ما يقارب "36 ريال "سعودي بينما يباع 2800 ريال يمنى ما يقارب "56 ريال" سعودي. وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الحكومي فتعد المملكة العربية السعودية اصغر مصدر للقمح والدقيق إلى اليمن حيث تستورد اليمن من حبوب القمح ما يزيد عن 71 طن فقط وبقيمة 1.683.400 مليون ريال بينما استوردت مادة دقيق القمح 3.7 ألف طن وبقيمة 83.1 مليون ريال في عام 2005م. وتتباين الآراء بين التجار فيما بعضهم من جهة والحكومة من جهة أخرى حول الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار القمح بشكل مفاجئ. واتهمت المؤسسة الاقتصادية اليمنية الحكومية شركة مطاحن "عدن" قطاع خاص" بتصريف 11500 طن أواخر شهر رمضان الكريم من احتياطي القمح الذي أودعته لديها . ونقلت "26 سبتمبرنت" الحكومية عن المؤسسة الاقتصادية أنها رفعت دعوى قضائية ضد الشركة لتصريفها الكمية القمح التابعة لها التي قامت قبل فترة بإيداعها لدى شركة صوامع عدن وذلك لتخزينها وبعقد إيجار رسمي، مما جعل الكثير من تجار القمح يستغلون ذلك في رفع أسعاره. وفي الوقت ذاته تتهم الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة التجارة والاقتصاد العديد من التجار بإخفاء القمح لإحداث أزمة يهدفون من خلالها رفع سعره بينما يتهم التجار الحكومة بفرض رسوم غير قانونية عليهم رغم إعفاء القمح من الضرائب والجمارك إضافة إلى أسباب أخرى. وبرر الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية أسباب موجة ارتفاع الأسعار التي تشهدها السوق اليمنية بزيادة الأسعار العالمية . وقال بيان صادر عن الاتحاد أن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت ارتفاعاً في الأسعار نتيجة انخفاض المحصول عالمياً بحوالي (40) مليون طناً ،نتيجة الجفاف في البلدان المنتجة بحيث أصبح سعر الطن الواحد من الدقيق (250) دولار بزيادة (80) دولاراً على الطن الواحد فقط . غير أن الاتحاد العام للغرف التجارية يعتبر عمليات ضح العملات الصعبة للسوق من قبل البنك المركزي أحد أسباب الزيادات ألسعريه الحاصلة في الوقت الحاضر . وترى مجموعة شركات الحباري التجارية- اكبر مجموعة يمنية "قطاع خاص" مستورد للقمح في اليمن إن تلك الأسباب لا تعفي الكثير من تجار القمح من استغلال الوضع لاحتكار السلعة في مخازنهم . وبين يحيى الحباري –مدير عام مجموعة الحباري التجارية إن بعض مستوردي القمح يحتكرونه في مخازنهم مما ضاعف في ارتفاع السعر "لخلق هلع وخوف" لدي المستهلك، مشيرا إلى إن تجارة القمح في اليمن أصبح منذ أكثر من عشر سنوات ليست ممثلة بمجلس أو مجموعة، وأنها تشهد منافسة شديدة بين التجارة. مؤكداً التزامه وعدد من مستوردي القمح بالبيع حسب الاتفاق المبرم بينهم وبين رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة، والذي بموجبه تم تحديد سعر الكيس القمح ب(2400) ريال و(2630) للدقيق خلال الاجتماع قبل أسبوعين . يشار إلى أن الحكومة اليمنية قد رفعت الدعم على القمح قبل سنوات حيث كانت تدفع 455 مليون دولار سنويا لدعم أسعار القمح والدقيق.