دعا سياسيون ومثقفون وأكاديميون أبناء الأمة الإسلامية إلى العودة إلى منابع الإسلام الصحيحة وتحكيمها، والابتعاد عن ما أحدثه الخلاف المذهبي من روايات وأراء لا تخدم وحدة المسلمين، وإلى وقف التعبئة ضد أي طرف آخر والسعي إلى الاتفاق على ما يمكن أن يتفق عليه من الثوابت والكليات مما يحقن دماء المسلمين ولا يثير أي تعصب أو انقسام، مشددين على علماء المسلمين من سنة وشيعة بأن يراعوا وحدة المسلمين ويسعوا إلى الحوار والتقريب ونبذ الاختلاف وعدم تأجيجه وبث روح الحوار والشورى بين المسلمين. جاء ذلك في التوصيات التي خرجت بها الندوة الثقافية (الخلاف بين السنة والشيعة ..الحقيقة والتبعات) التي أقامها يوم أمس الاثنين موقع الطلبة اليمنيين في الخارج "ابن اليمن" في القاهرة بمشاركة عدد من الباحثين والباحثات، والتي استمرت قرابة الأربع ساعات. وأشار المتداخلون في المحور الأول- الخلاف بداياته وجذوره- إلى الأسباب التي أدت إلى ظهور هذين الاتجاهين وما كان من قضية خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثر أدى إلى تنامي هذا الخلاف باختلاف رواياته. كما تناول الباحثون الأحداث التاريخية لهذا الخلاف من وجهات نظر مختلفة. وفي المحور الثاني - نتيجة وتداعيات الاختلاف القائم على مجريات وأحداث وواقع الأمة المسلمة- تناول النقاش النتائج السلبية لهذا الخلاف ودوره في إضعاف قوة المسلمين وتراجع دورهم وانشغالهم بالقضايا الهامشية والتعصب لكل مذهب وما نتج عن ذلك من خلل في الكيان المسلم وتعطيل للطاقات والإنتاج وغياب للأولويات لدى المسلمين واستغلال هذا التباين من قبل كيانات أخرى تستهدف المسلمين. وفي المحور الثالث - حاضر الخلاف وانعكاساته على المستقبل- نبه المشاركون إلى الخطر القائم من جراء أحداث العراق والفتنة المذهبية وعمليات القتل والتهجير تحت عباءة الخلاف المذهبي والتعصب وما سيجره هذا الصراع من ويلات على العالم الإسلامي برمته، ويحدث شرخا ً في جسد الأمة المنهك. وما لهذا الصراع من انعكاسات على المستقبل والأجيال القادمة. وأكدوا على ضرورة أن يتنادى العلماء والمراجع في الطرفين للاتفاق والتقريب ووقف النزيف المسلم وأن يرافق هذا الحوار والتلاقي دعم سياسي من الأنظمة العربية والمسلمة.. وأشاروا إلى ضرورة وقف التعبئة ضد الآخر، وتوجيه وسائل الإعلام عند الطرفين إلى وحدة المسلمين لا إلى التباغض وشحن الأحقاد، والانتباه إلى تحصين الأجيال القادمة من التمترس وراء هذه الخلافات مما ستأخذ على مدى الأيام أبعاداً جديدة. أما في المحور الرابع والأخير عن "إمكانية إنهاء هذا الخلاف أو الحد منه وما الوسائل لذلك"، أكد المتداخلون أنه ما لم تتوفر النية القوية والإرادة الصادقة ممن يقفون على رأس هذا المذهب أو ذاك في محاولة التقريب وإيقاف الفتنة على الأقل فإن الخلاف سيتسع ويؤثر سلباً. كما أكدوا على ضرورة أن يصاحب هذا التقارب قرار سياسي وتأييد شعبي وإن كان بحاجة إلى زمن فأن مصلحة المسلمين تقتضي الإسراع لاتخاذ مثل هذه القرارات.. ودعا المشاركون في ختام الندوة إلى قمة طارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لمناقشة هذا الخلاف واتخاذ قرارات حازمة فيه يشاركهم في هذه القمة علماء ومراجع من المذهبين وينشأ حوار للتقريب ترعاه المنظمة وتؤيد نتائجه بقرار سياسي .