تعتبر أروى المطربة اليمنية الوحيدة الموجودة حالياً على الساحة الغنائية وتجد أن مهمتها صعبة من دون شك، خصوصا أنها لا تلقى الدعم الإعلامي المطلوب من بلدها الأم، وذلك ليس بسبب التقصير المتعمد بل لان الإمكانات في هذا الإطار لا تسمح بذلك. أما الهم الأكبر الذي تحمله معها دائماً أينما ذهبت، فهو هاجس إرضائها لجمهورها.. تقول: «اشعر بالتحدي ولذلك علي أن انجح». أروى دخلت عالم الفن بالصدفة عندما كانت تدرس الهندسة المعمارية في إحدى جامعات القاهرة، فأقيم في تلك الفترة مهرجان غنائي عربي ضم نخبة من نجوم الطرب وبينهم عبد الله الرويشد من الكويت وأحلام من الإمارات العربية. ودار البحث عن فنانة تمثل اليمن. فعلمت السفارة اليمنية في مصر وعبر احد زملاء أروى في الجامعة إجادتها الغناء، فأرسلت في طلبها لتكلفها تمثيل بلادها في هذا المهرجان. وهكذا بدأت مشوارها. تقول: «الحضور كان كبيراً من ممثلي سفارات وجامعات عربية فكتب الإعلام عن مغنية يمنية صاعدة ودعيت بعدها إلى مهرجان الخريف في صلالة وكرت السبحة». حتى اليوم أصدرت أروى أربعة ألبومات أدتها جميعها باللهجة الخليجية، وهي «رجعت وقتك» و«أروى 2000» و«أحلى أيامي» و«أنت عارف». وعن سبب اعتمادها اللون الخليجي، تقول أروى: «لأنني ابنة الخليج فأنا من مواليد الكويت رغبت بالوصول إلى السوق الخليجية لأنه واسع وكبير فقررت الانخراط فيه دون غيره واليوم اعتقد إنني حققت جزءاً من طموحي ونجحت في الخليج واحتفظ بمكانة مهمة بين أهله، فأنا حريصة على إرضاء هذا الجمهور أولا وكوني خليجية لا يمكن أن انسلخ عن ارضي وأهلي، لذلك انأ متأثرة به إلى ابعد حدود». وعن ظهورها في برنامج ميشو في تلفزيون المستقبل وفي الوقت الذي انهالت عليها اتصالات من الجمهور اليمني وخاصة الفتيات، ظهر مواطنها الفنان احمد فتحي في لقاء لقناة روتانا وقال أن ابنته بلقيس هي أول فنانة «يمنية» فهل تعمد فتحي تجاهلها، قالت «أنا سمعت هذا الحديث في روتانا واستغربت كثيرا من حديثه، ولكن حتى أنا لا أستطيع أن أقول على نفسي إنني أول فنانة يمنية، لان هناك أيضا فنانات قبلي، وأنا لست على خلاف مع احد حتى ابنته بلقيس، لو طلبت مساعدتي سأقف معها لأنها ابنة بلدي». وعن خطتها الفنية التي اتجهت بها صوب القاهرة وبيروت تقول للشرق الأوسط: «اليوم صرت اعرف ماذا أريد وكيف أنجز مهماتي. لقد استوعبت مفاتيح اللعبة، واعترف أن للإعلام دوره الكبير في انتشار اسم المطرب، فصرت قريبة منه أكثر من الأمس». وتبرر سبب تعديل خطتها واقترابها من الإعلام بأنه يعود الى زمن الفن اليوم الذي تزدحم فيه الأسماء والأصوات «وإذا ما غبت اعلامياً وابتعدت عنه صوتاً وصورة لا بد ان خسارتك تكون اكبر». وتؤكد اروي أنها فوجئت بالأجواء الفنية والتي ترتكز على قاعدة واحدة ألا وهي «كل ما هو صحيح يعتبر خطأ». وتضيف: «الالتزام بالمبادئ، التصرف بأدب، عدم التجريح بالآخرين.. كلها قواعد لا يصلح أن تعتمدها في علاقاتك الفنية». وتستطرد متسائلة: «مشكلتي اليوم ان لا مشكلة لدي تروي غليل البعض وتكون موضوعاً مثيراً للتواصل فهل علي ان ارتكب الخطأ لأصبح واحدة من أعضاء الفريق الفني الموجود حالياً في الساحة؟». وأكدت ان الأمر الوحيد الذي بدلته في شخصيتها منذ دخولها الفن هو تخليها عن المسالمة: «أصبحت اكترث لمن يستهدفني بكلمة فأرد له الصاع صاعين. ومن يصفعني صفعة ستنهال عليه الضربات». وتضيف: «في الماضي اتخذت من السلم راية لي، فاكتشفت ان حقوقي صارت مهدورة. عندها قررت إخراج مخالبي والانقضاض على عدوي إذا هاجمني». وأروى التي دخلت الفن عام 1999، لم تتخل عن مهنتها الحقيقية وهي الهندسة المعمارية، تقول: «عمر الفنان اليوم أصبح قصيراً، فكان لا بد لي ان أتسلح بمهنة أخرى. وحالياً اعمل الى جانب الغناء في الهندسة الداخلية مما يشعرني بالأمان أكثر». وتفسر معنى اسمها وهو الارتواء وتقول أنها اختارته لأنه لصيق باليمن اذ كانت تحمله ملكة يمنية معروفة شبيهة بالملكة بلقيس. وكانت أروى قد درست الفوكاليز واطلعت على الموسيقى الشرقية إلا أنها لم تتعمق فيها، فهي تعتقد ان الدراسات الأكاديمية قد تؤذي الموهبة بالفطرة وتحد من امكاناتها. أما الفنانة التي تلفتها على الساحة حالياً فهي شيرين عبد الوهاب، وتقول: «هي من الفنانات القليلات اللواتي لم يعتمدن أسلوب التعري للوصول الى الناس، فمن يملك الصوت الجميل ليس مضطراً للقيام بذلك، ومهما انتقدت في هذا المجال فلن أخالف تربيتي وسأقدم الفن اللائق والمهذب». وتحدثت اروى عن علاقتها المتينة بمديرة أعمالها هيفا الفقيه التي تربطها بها علاقة صداقة قوية. وقالت: «لدي ثقة كاملة بهيفاء. وأحب إحساسها ومعجبة بطريقة عملها وانا عامة لدي ثقة كبيرة بالمرأة ولذلك لا أتوانى عن التعامل معها في شتى المجالات». ووصفت زمن الغناء اليوم ب «الصيفي» نظراً لطبيعة الثياب التي ترتديها غالبية المطربات، خصوصاً في كليبات الأغاني المصورة، ووجهت عتباً شديداً إلى أهل الخليج الذين يتقبلون الأسلوب الغربي الذي تعتمده بعض المطربات العربيات، بينما يرفضونه اذا ما لامس فناناتهم. وأكدت أنها تأتي في مقدمة المطربات الخليجيات المعروفات في السعودية والتي تحقق أغنياتها مبيعات مرتفعة في أسواقها. وتعترف انها أخطأت في حياتها الفنية مرتين، أولا عندما كانت مسالمة وثانياً عندما وضعت ثقتها في أشخاص لا يستحقونها. وأروى التي تعيش مع والديها في مصر، تستعد لإنتاج شريط غنائي خليجي جديد، فيما طرحت أغنية مصرية جديدة صورت بطريقة الفيديو كليب. ومن مشاريعها القادمة تستعد لتحضير أعمال ألبومها المقبل بعد ان اتفقت مع الفنان راشد الماجد صاحب شركة «فنون الجزيرة» على ذلك وهذا ما ينفي ما ذكر عن فسخ عقدها مع «فنون الجزيرة»، فيما ستدخل احد استوديوهات القاهرة لتركيب صوتها على عمل فني دويتو مع الفنان المصري مدحت صالح ولصالح مقدمة مسلسل مصري سيعرض في شهر رمضان المقبل. "نقلا عن الشرق الأوسط"