دأبنا في "نبا نيوز" على التحدث عن المهنية الإعلامية، والمسئولية الوطنية وما تقتضيه من أمانة ومصداقية في التعامل مع الوعي الإنساني للمواطن.. لكن – على ما يبدو- أننا انزلقنا إلى نفس المحظور، وذات الخطيئة التي كنا بالأمس نلعن غيرنا عليها.. ففي مساء يوم السبت الماضي تلقينا خبراً من أحد الزملاء الصحافيين الذي التحق بالعمل معنا قبل أسبوع من ذلك فقط، معولين على خبرته في العمل مراسلاً لإحدى الصحف الخليجية.. وكان الخبر يقول أن الدكتور سيف العسلي- وزير المالية السابق- حاول السفر إلى الخارج متأثرا بقرار تحويله وزيراً على التجارة والصناعة، لكن أعضاء بمجلس الشورى لحقوا به وأقنعوه بالعودة.. في اليوم التالي قرأنا نفياً للخبر من قبل الوزير نفسه، فتواصلنا مع مصادرنا في عدة جهات فثبت لنا عدم صحة الخبر الذي أوردناه.. وان الخبر لم يكن سوى "فبركة" لأغراض الإثارة الصحافية، ليست إلاّ !! ورغم أننا نشرنا نفياً للخبر بلسان مصدر حكومي، إلاّ أننا نجد ذلك أمراً روتينياً لا يرتقي بالعمل الصحافي إلى غاياته الأخلاقية النبيلة، خاصة عندما تترتب عن الخبر المنشور إساءة لشخص بعينه، كل ذنبه أنه تحمل مسئولية وطنية في إدارة إحدى مؤسسات الدولة.. ومن هنا نجد أن أفضل تأكيد لأخلاقيات العمل الصحافي هو أن نسجل اعتذارنا للدكتور سيف العسلي على الخطأ الذي وقعنا فيه في "نبأ نيوز"- أو بالأصح "المكيدة"- التي حاول بها بعض الزملاء جر أقدامنا من خلالها إلى غير الساحة التي تعودنا أن نكون فيها، والتي يجب أن تكون فيها كل صحيفة ألا وهي ساحة "الحقيقة كما هي"- وهي الشعار الذي يعمل تحت مظلته موقع "نبأ نيوز". ولابد من الإشارة إلى أننا ومن خلال تعاملنا مع أخبار وزارة المالية خلال فترة قيادة الدكتور العسلي لها، كنا دائماً نجد أمامنا رجلاً مسئولاً، متفهماً لحريات الصحافة، ومتجاوباً مع كل ما نطرحه، ويتعاطى بشفافية كبيرة مع مخلف القضايا.. وهو الأمر الذي يجعلنا اليوم ممتعضون من نشر ما يسئ لشخصه الكريم- حتى وإن كان ذلك من غير قصد الإساءة- لأننا نقدر كل الجهود الوطنية المخلصة، ونعتز بكل الشرفاء الذين لا يتوانون عن خدمة الوطن من أي موقع كانوا فيه، وبأي مسئولية أوكلت إليهم.. وفي الوقت الذي نجدد أسفنا للدكتور سيف العسلي، فإنها لمناسبة أن نرسخ فيها قيم "العودة عن الخطأ فضيلة"، لأنها من قيم ديننا الإسلامي الحنيف.. ونفتخر أننا نمتثل لتعاليم ديننا في عملنا الصحفي.. سائلين الله أن يلهمنا بالصدق والأمانة ما حيينا..