أيلاف : يعتبر بعض الرجال المتزوجين أن الكذب علي الزوجات هو أفضل وسيلة للعيش بسلام، لأنهم عبر ذلك يتفادون الكثير من المشكلات التي تقف عائقاً في وجه استمرارية الحياة الزوجية حتي ان العديد من المخاوف تسود بين المتزوجين من دخول خدمة جديدة للهاتف المحمول تدعي "الفيديو كول" الي سوريا وهي خدمة المكالمة المرئية التي تسمح للمتحدث بالتعرف فوراً علي مكان الآخر بالصورة مما يعني الغاء احتمال الكذب. وفي رصد آراء المتزوجين والمتزوجات وافق البعض علي ان الكذب مخرجا فيما ذهب آخرون علي أن الصراحة والصدق هما أساس السعادة وعماد الحياة الزوجية الصحيحة، وأما الكذب فهو بداية الخيانة وبداية النهاية للحياة الزوجية ، في حين اعتبرت اراء ان الكذب مثل التوابل للطعام ان زاد في الحياة الزوجية افسدها وان قل افسدها ايضا. ويعتبر الكذب صفة بشرية اخذت بالتزايد كلما تعقدت مراحل العمل والبقاء والاستمرارية ولكن هل حبل الكذب قصير وان كذب الرجل علي زوجته والعكس لن يكون بأمان ومابين المواقف المختلفة نرصد اراء المتزوجين : سلام .م (35 سنة) تحدثت لنا عن تجربتها الزوجية وعن الكذب فيها وقالت انها كانت متزوجة من رجل عربي وسعيدة جدا في حياتها الزوجية وانجبت طفلا جميلا الي ان تعرض الزوج لحادثة نصب في سوريا فعاد الي بلادها تاركا سلام وطفلها حتي يؤسس لحياتهما المادية من جديد الا ان الزوج طوال سنوات كان يكذب عليها وكل عام يمضي يقول لها ساجعلك ترافقيني العام القادم الي ان عرفت انه تزوج وانجبت زوجته الجديدة طفلة فطلبت سلام الطلاق ، لان الكذب زاد عن حده في علاقتهما الزوجية واوصل الزواج الي نقطة اللاعودة.. واعتبرت مني (37 سنة) ان الثقة بين الزوجين أساس الحياة الزوجية السعيدة وعلي الزوج أو الزوجة مهما كان الأمر صغيرا أو كبيرا يجب عليهما عدم الكذب ومصارحة بعضهما البعض فالكذب يدمر الحياة الأسرية ويدفعها إلي حافة الانهيار ويحولها إلي كيان محطم، لكن هناك بعض الأزواج يكون الكذب في دمهم إذ كانت النظرة السائدة أن المرأة هي وحدها التي تكذب أو أن الكذب تمثله المرأة لكن الآن أضحي الجميع يعرف أن الرجل هو أكثر إتقاناً لفن الكذب من المرأة فهو يستطيع أن يعيش مع زوجته وأولاده بوجه وخارج المنزل بوجه آخر وخصوصاً إذا كان علي علاقة عاطفية بامرأة أخري ويخاف من افتضاح أمره فتراه ينافس أكبر ممثل وفي النهاية لابد من افتضاح أمره وتدمير حياته الأسرية. اما معتز (35 سنة) فقال حبل الكذب قصير مهما كذب الزوج أو الزوجة علي بعضهما سينكشف في النهاية وكثير من المشكلات التي تعاني منها الأسرة بسبب عدم الصراحة من قبل الطرفين فالحياة الزوجية تنقلب إلي ساحة معركة فيأخذ أحد الأطراف دور اللص والآخر دور الشرطي وتلك أتعس حياة يعيشها اثنان ويفقدان ثقتهما ببعضهما مما يدمر علاقتهما والكذب سواء كان(أبيض أو أسود) في النهاية أسمه كذب ولا يجوز لأن الطفل الذي يري أمه تقول له أن يرد الهاتف ويقول لجارتها إنها ليست هنا سيؤثر بشكل أو بآخر هذا التصرف سلباً علي نفسيته ويوجهه نحو قيم معينة والتراكم يقود في النهاية إلي اتخاذ صفة معينة بأن يصبح دائم الكذب. بدورها أم باسل (40 سنة) تدخلت في الحديث قائلة صحيح أن الكذب ينعكس سلباً علي الأسرة والأولاد لكن في كثير من الأحيان يكون الكذب مخرجاً للزوجة من مشكلة محتملة مع زوجها الغاضب، ويكون حلاً مؤقتاً ولا يضر أحد بل علي العكس يدرأ مشكلة ويحجمها هذا كذب أبيض لا بد منه، وباعتقادي أن الحياة الزوجية مهما كانت قائمة علي المصارحة والصدق لا تخلو من بعض (الكذب الأبيض) فما دام هناك مشاكل في الأسر سواء صغيرة أو كبيرة لابد من وجود الكذب أما حين يتحول إلي كذبة كبيرة وفيها خطر علي الأسرة حينها يسمي كذب مدمر بالمعني الصحيح.