خلافاً لما عقدت "مؤسسة الشموع للصحافة والأنباء"، و"مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث" آمالهما عليه من ندوة (التهديدات الأمريكيةوالإيرانية للمنطقة العربية)، أنتفض النائب البرلماني- الدكتور منصور عزيز الزنداني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، بوجه من وصفهم ب"أبواق أمريكا"، داحضاً اطروحاتهم المحذرة من الخطر الإيراني، ومتهماً بعضهم بالعدوانية، مستغرباً أن تتصرف وسائل الإعلام "كما لو كانت موكلٌ لها أداء دور البوق الأمريكي"، ومفجراً مفاجأة مدوية بتأكيده صوابية بقاء جزر الإمارات تحت سيطرة إيران "أفضل من أن تُنشيء الولاياتالمتحدةالأمريكية قواعد على أراضي تلك الجزر، بحجة حماية الخليج العربي"- على حد قوله! فقد وصف النائب منصور الزنداني- شقيق الشيخ عبد المجيد الزنداني- أطروحات تم تقديمها خلال الجلسة الأولى من أعمال الندوة ومناقشات بعض المشاركين وتحاملهم في الطرح ب"اللاموضوعية" وأن المشاركين أفرطوا في الترويج للمخاوف والتهديدات الإيرانية في أكثر من مكان في العالم. ودعا الدكتور الزنداني- خلال مداخلة له- الدول العربية والخليجية إلى إعادة النظر في علاقتها مع إيران، والعمل على توطيد العلاقة البينية فيما بينها وبين ايران. ورأى الزنداني بأن إقامة العلاقة مع إيران أفضل من إقامة الدول العربية علاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي أصبحت تشكل خطراً كبيراً ومباشراً على المنطقة العربية ودول الخليج العربي أكثر من أي وقتٍ مضى- على حد تعبيره. وأستغرب الزنداني أن تقوم الدنيا ولم تقعد من خلال وسائل الإعلام المختلفة في العالم والوطن العربي من التحذير من امتلاك إيران المفاعل النووي في الوقت الذي أن تلك الوسائل لم تولي مثلما أولت لقضية المفاعل النووي لمفاعل إسرائيل، والذي أصبح بالمقابل خطراً كبيراً على العالم أجمع ويهدد الأمن والسلام الدولي والعالمي ولم يتم التسليط عليه. وقال إن من أغرب ما يمكن على المرء أن يتطرق له أن يُسخر الإعلام العربي مع الأسف للعب دور مكمل لما يروج له الإعلام الغربي والصهيوني لتسويقه للتهديدات والأطماع الإيرانية المزعومة في الخليج، ونقل تلك الوسائل العربية على لسان الإعلام الغربي، كما لو كانت تلك الوسائل موكلٌ لها بأداء دور البوق الأمريكي. وأنتقد الزنداني الولاياتالمتحدةالأمريكية توجيه تهم لأكثر من دولة عربية مجاورة للعراق تحت ذريعة تدخل تلك الدول في الشئون الداخلية للعراق وهي – أي الولاياتالمتحدة من تحتل العراق وقد دمرت كل شيء ونهبت وقتلت وأبادت العراقيين الذين يقعون تحت رحمة الإحتلال. وسخِر الزنداني من تلك التهم واصفاً إياها "بأنها تنم عن غباء واستهتار بالشعوب العربية والإسلامية".. وفي تعليقه على ما جاء في أوراق بعض المشاركين في الندوة الذين انبروا لحصر الندوة عن الأطماع الإيرانية والتوسعية على حد زعمهم، أبدى الزنداني إمتعاضاً لأهمية تلك الأوراق المقدمة، واصفاً إياها بأنها تفتقر إلى الحقيقة في الطرح الموضوعي وسرد وقائعها التاريخية عسكرياً ومذهبياً، وأن ما تم طرحه -على حد الزنداني- من قبل المشاركين هي وقائع غير دقيقة ولا يمكن التصديق بها كونها لا تستند إلى وثائق ودلائل البتة. وفند في تعقيبه على ورقة قدمها عبد الفتاح البتول- رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات- بعنوان (دور إيران الإقليمي بعد أحداث سبتمبر) من سرد أحداث قال عنها الزنداني أنها لا تمثل إلا نزعة عدوانية وغير منصفة وأنه لا يؤمن ببعضها، الزنداني الذي أفصح خلال مداخلته أنه قبل أن تعقد الندوة تساءل عن صاحب امتياز"مؤسسة الشموع للصحافة" عن حجم الحرية في هذه المؤسسة، رد عليه الأخير بحسب الزنداني أن الحرية مفتوحة على مصراعيها لنقد وطرح الآراء والانتقادات. وأوضح الزنداني إلى أنه بحسب تطمين الحاضري له فقد رأى بنفسه أن يتحدث عن رأيه دون أن يؤخذ على مضض من قبل الحاضرين، مبيناً خلال مداخلته حول النزاع الإيراني الخليجي على الجزر الإماراتية التي تقع تحت سيطرة إيران، أنه من الصواب أن تكون تحت سيطرة السلطات الإيرانية أفضل من تُنشيء الولاياتالمتحدةالأمريكية قواعد على أراض تلك الجزر، بحجة حماية الخليج العربي. وأكد إلى أن الولاياتالمتحدة طيلة تواجدها بقواتها وقطعها وبارجاتها وأساطيلها العسكرية على الأراضي العربية ومنها دول الخليج لم تأت من أجل سواد عيون العرب والخليجيين على وجه الخصوص، ولكن من أجل أطماعها المشبوهة التي بات يدركها الصغير قبل الكبير. يشار إلى أن الندوة والتي شارك فيها الدكتور عبد الله الشعيبي بورقة والخضري والبتول قد خلصت في ختام أعمالها بتبادل انتقاداتٍ متبادلة بين المشاركين تمثلت أبرزها في عدم اعتراف ما طرحاه عبد الفتاح البتول وأنور الخضري ، بدعم الولاياتالمتحدةالأمريكية للثورة الإيرانية ضد الملك الشاه عام 1979م ودعمها للمجاهدين في أفغانستان ضد المد الشيوعي، فضلاً عن قضية استفادة زعماء عرب مثل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وصدام حسين من القضية الفلسطينية لإثبات وجودهم وسياساتهم، بيد أن المشاركين أجمعوا على وجود مصالح متقاطعة لأمريكاوإيران في المنطقة العربية والإسلامية وخاصة في المملكة العربية السعودية وفلسطين واليمن.