طالبت دراسة حديثة بتكثيف الوجود الإسلامي باللغة الإنجليزية على شبكة الإنترنت لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، والاتجاه لدعم المؤسسات التي تهتم بقضايا الإسلام والمسلمين وتتناولها بشكل معتدل على الإنترنت، وقالت الدراسة إن هناك حوالي 23600 موقع عربي إسلامي على شبكة الإنترنت. وتبنت الدراسة في توصياتها دعوة إلى نشر العديد من المواقع الإسلامية المعتدلة التي تدعمها هيئات معتدلة على الإنترنت؛ لمواجهة المواقع التكفيرية التي تسهم إلى حد كبير في نشر صورة غير واقعية وغير محايدة عن الإسلام إلى جانب نشر أفكار متطرفة لمستخدميها. وحملت الدراسة التي قدمتها الباحثة زينب حامد لنيل درجة الماجستير ونوقشت يوم الأربعاء 11 يوليو 2007 بكلية الإعلام جامعة القاهرة حملت عنوان "صورة الإسلام كما تقدمها المواقع العربية على شبكة الإنترنت". قامت الباحثة بتحليل محتوى موقع "إسلام أون لاين" و"إخوان أون لاين"، و"دليل الشيعة"، إلى جانب عمل دراسة ميدانية على 400 مفردة من مستخدمي شبكة الإنترنت الذين يتعرضون لتلك المواقع، كالتالي، 45% من مصر و38% من دول عربية أخرى، و9% منهم من دول أوروبية، وجاءت دول أخرى مثل أمريكا وكندا لتمثل نسبة 4%. وتأتي أهمية الدراسة لكونها من أوائل الدراسات التي سعت للتعرف على مستخدمي المواقع العربية الإسلامية وخاصة الذين ينتمون لجماعات إسلامية معترف بها أو محظورة وكيفية تعاملهم مع الإنترنت، وهل لهذا الانتماء تأثير في تعاملهم مع الشبكة أم لا؟. التحرير والإخراج أكدت الدراسة أن المواقع الإسلامية الثلاثة محل البحث اعتمدت على اللغة العربية الفصحى في عرض قضايا الإسلام والمسلمين، وأظهرت اهتماما ب "السؤال والجواب" كشكل تعالج به القضايا الإسلامية والفتاوى على صفحاتها، يليه شكل المقال، ولم تعتمد بشكل كبير على شكل التحقيق أو الخبر. وظهر من خلال التحليل أن علماء الدين الإسلامي كانوا أهم الشخصيات التي شاركت في تلك المواقع، تلاهم السياسيون وعلماء الاجتماع، ثم الأطباء والإعلاميون. وفيما يتعلق بالجوانب الإخراجية فإن المواقع الثلاثة اعتمدت البنط الكبير الواضح في تقديمها لموضوعاتها وقضاياها الإسلامية أكثر من استخدامها للبنط المتوسط أو الصغير؛ وذلك لحرصها على جذب المستخدم لقراءة موضوعاتها دون إجهاد. واهتمت المواقع بوضع رسوم توضيحية عند عرض قضاياها الإسلامية وخاصة موقعي "إسلام أون لاين" و"إخوان أون لاين"، في حين لم يهتم موقع "دليل الشيعة" إلا بعرض موضوعاته في شكل نص مكتوب فقط. ولم تهتم المواقع الثلاثة بالاستعانة بالصور بجانب النص المكتوب بنسبة كبيرة، في حين استعانت بصور غير شخصية وصور لكاتب المقال بنسبة صغيرة. وقالت الدراسة إن المواقع الثلاثة لم تستفد كثيرًا من إمكانيات الإنترنت حيث اعتمدت في تقديم محتواها على شكل النص المكتوب بنسبة كبيرة، وأشارت إلى وجود تأخير في تحديثات الموضوعات، فكان الغالب هو التحديث اليومي "كل 24 ساعة" والتحديث الأسبوعي، وفي بعض الأحيان لم يتم تحديث مدة شهر كامل. الإسلام على الإنترنت فيما يتعلق بنتائج فئات تحليل المضمون فقد أبرزتها الباحثة كالتالي: - تصدرت المواد التي تناولت صورة الإسلام بطريقة مباشرة ومحددة قائمة الموضوعات التي تم تحليلها في المواقع الثلاثة، تليها الموضوعات التي تناولت صورة الإسلام أو ملامحه بشكل ضمني غير مباشر. وقد توجهت المواقع الثلاثة في المقام الأول لجمهور المسلمين العرب يليه المسلمين غير العرب، وأخيرًا غير المسلمين العرب. - لعب الداعية الإسلامي دورًا رئيسيا في تلك المواقع من خلال تعريف المستخدمين بأسس الدين الإسلامي وقواعده. - اتضح أن الهدف الأول من تواجد تلك المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت هو "شرح مبادئ الإسلام لمستخدميها"، بالإضافة إلى "الرد على تساؤلات الجماهير" من مستخدمي تلك المواقع، وأيضا "الرد على الافتراءات المثارة حول الإسلام". - ساهمت القضايا الثقافية والفكرية المطروحة في المواقع الثلاثة بنسبة كبيرة في تشكيل صورة الإسلام والمسلمين، تليها القضايا الاجتماعية، ثم القضايا السياسية، ثم القضايا الاقتصادية، تليها قضايا العلوم والتكنولوجيا، وأخيرًا القضايا الصحية بنسبة ضئيلة. الاتجاه المتوازي أكدت نتائج الدراسة أن فكرة الإسلام والمسلمين كانت هي الفكرة المحورية التي سيطرت على جميع القضايا الإسلامية التي عالجتها المواقع الثلاثة. وظهر أن المواقع العربية الإسلامية تبنت اتجاها محايدا "متوازنا" عند تناولها للقضايا التي تعرض لصورة الإسلام والمسلمين بنسبة كبيرة؛ أي إنها لا تغلب اتجاها إيجابيا أو سلبيا عند تناولها لتلك القضايا، ثم الاتجاه الإيجابي المؤيد لتلك القضايا، وأخيرًا الاتجاه السلبي. ويلاحظ سيطرة الإطار الأخلاقي كإطار إعلامي على معالجة غالبية القضايا التي تتناول صورة الإسلام والمسلمين، يليه إطار الصراع، وأخيرًا إطار إسناد المسئولية. يلاحظ أن "أقوال وآراء الأئمة والفقهاء" تعتبر المصدر الأول الذي اعتمدت عليه المواقع الثلاثة في التدليل على الفتوى أو في عرضها للقضايا الإسلامية، يليها في الترتيب الثاني مصدرا التشريع "القرآن الكريم والسنة المطهرة". ويعد "الكتاب والمفكرون" من أهم الشخصيات التي تصدرت هذه المواقع للرد على تساؤلات المستخدمين أو في تقديم القضايا الإسلامية، يليهم في الترتيب "علماء عرب مسلمون"، ثم الأكاديميون. جمهور المواقع الإسلامية
بالنسبة لنتائج الدراسة الميدانية لمطالعي هذه المواقع فكانت كالتالي: التعرف على أخبار العالم الإسلامي كان أهم الأسباب التي جعلت المبحوثين يتعرضون للمواقع العربية الإسلامية، وأما أهم المضامين التي يتعرض لها المبحوثون فجاءت "أخبار العالم الإسلامي" في المرتبة الأولى ثم "الفتاوى"، ثم "الاستماع ومشاهدة الخطب والدروس الدينية ". ولوحظ أن هناك اتفاقا تاما بين المبحوثين على أن المواقع العربية الإسلامية على شبكة الإنترنت هي مواقع إسلامية تهدف إلى خدمة المسلمين، وأن موقع "إسلام أون لاين" من أهم المواقع العربية الإسلامية التي يتعرض لها المبحوثون، كما تصدر نفس الموقع وموقع إخوان أون لاين المواقع العربية الإسلامية الأخرى من حيث كونهما أهم المواقع التي تشكل معارف المبحوثين نحو القضايا الإسلامية. اتضح أيضا أن أكثر المواقع الإسلامية التي استفاد منها المبحوثون في معظم القضايا الإسلامية هو موقع إسلام أون لاين، يليه موقع إخوان أون لاين، وأخيرًا موقع دليل الشيعة. وأخيرًا أظهرت الدراسة الميدانية تقدم الإنترنت على غيره من الوسائل الإعلامية الأخرى كوسيلة يثق فيها المبحوثون للحصول على معلومات عن الإسلام أو القضايا الإسلامية، يليها في الترتيب الثاني التليفزيون والفضائيات العربية. دعم الإسلام المعتدل في ختام الدراسة أوصت الباحثة بدعوة المؤسسات الإسلامية العربية المهتمة بالمواقع الإسلامية بضرورة الإسهام في نشر المواقع العربية على شبكة الإنترنت لتزويد المستخدم المسلم بمعلومات عن الدين الإسلامي باللغة العربية، وضرورة التواجد العربي القوي على شبكة الإنترنت. وطالبت بضرورة توجيه مواقع إسلامية باللغة الإنجليزية لجذب المسلمين غير العرب؛ وذلك لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية. كما دعت إلى ضرورة دعم المؤسسات التي تهتم بقضايا الإسلام والمسلمين وتتناولها بشكل معتدل على شبكة الإنترنت، وطالبت الباحثة بالعمل على تقوية وتوجيه وسائل الإعلام الإسلامية الإلكترونية والارتفاع بمستواها لمواكبة التطور المعلوماتي. دعت الدراسة أيضا إلى ضرورة استخدام تكنولوجيا الاتصال المتقدمة حاليا كالإنترنت بشكل أكثر فعالية في التقريب بين المذاهب الإسلامية والبعد عن الفرقة والهجوم بين المذاهب بعضها البعض وخاصة وسط الأحداث الدامية في العراق ولبنان. وأوصت الباحثة أيضا بضرورة عقد لقاءات ومنتديات بين القائمين والمشرفين على المواقع الإسلامية على الإنترنت للحوار وتبادل الخبرات لتقديم أفضل صورة عن الإسلام. والدعوة إلى وضع ضوابط ومحددات لإنشاء المواقع الإسلامية على الإنترنت، والعمل على نشر العديد من المواقع الإسلامية المعتدلة والتي تدعمها هيئات معتدلة على الإنترنت لمواجهة المواقع التكفيرية والتي تسهم إلى حد كبير في نشر صورة غير واقعية وغير محايدة عن الإسلام إلى جانب نشر أفكار متطرفة لمستخدميها. اسلام اون لاين