15 غارة للعدوان على الجوف ومأرب    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    شركات الطيران العالمية تلغي رحلاتها إلى كيان العدو بعد تحذيرات اليمن    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    فشل المنظومات الاعتراضية الأمريكية والإسرائيلية وهروب ثلاثة ملايين صهيوني إلى الملاجئ    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    قدسية نصوص الشريعة    في خطابه بالذكرى السنوية للصرخة وحول آخر التطورات.. قائد الثورة : البريطاني ورط نفسه ولينتظر العواقب    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين: "الشعار سلاح وموقف"    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    دوي انفجارات في صنعاء بالتزامن مع تحليق للطيران    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    صنعاء .. طوابير سيارات واسطوانات أما محطات الوقود وشركتا النفط والغاز توضحان    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    وزير الدفاع الإسرائيلي: من يضربنا سنضربه سبعة أضعاف    «كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    وفاة طفلتين غرقا بعد أن جرفتهما سيول الأمطار في صنعاء    الدكتور أحمد المغربي .. من غزة إلى بلجيكا.. طبيب تشكّل وعيه في الانتفاضة، يروي قصة الحرب والمنفى    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فقه نظرية المؤامرة (6)
نشر في نشوان نيوز يوم 04 - 12 - 2013

(في كبرنا نكتب بقلم رصاص لاننا تعلمنا ان الكتابة بالحبر ليس سهلا محوها)
حكمة من يريد تجنب الخطأ
بعد ان عرفنا من خلال الادلة والامثلة المستمدة من الواقع من الراكب ومن المركوب، واتضح للجميع وفقا للواقع ان المركوب هو ليس امريكا ولا عملاءها بل من ظن انه راكب ويقود ثورة شعبية نقية ووطنية الطابع رغم ان كل الادلة والاعترافات والوقائع تثبت بلا لبس بان ما يجري، في الاطار العام، هو خطوات متعاقبة ومترابطة في اطار عمل تكاملي شامل من مخطط صهيوامريكي تشارك فيه قوى عربية واخرى اقليمية، بعد هذا علينا الان ان نطلق رصاصة الرحمة على المنطق الذي يقول بان ما يجري ثورات عربية ركبتها امريكا وحرفتها عن مسارها الوطني التحرري، وذلك لن يتم الا بتناول الادلة الحاسمة والمعروفة المتمثلة باعادة تأكيد الروابط العضوية بين الاحداث الكبرى منذ المؤتمر الصهيوني الاول في عام 1897 وحتى الان، لان عدم تذكر الروابط العضوية القوي والمباشر بين الاحداث الرئيسة سوف يصيبنا بعمى تام يجعلنا اسرى الزحف نحو حتوفنا ونحن لا نعرف!
للاطلاع على الحلقات السابقة
هل الاحداث التي بدأت تقع في الوطن العربي منذ بداية القرن العشرين احداث متناثرة ولا رابط بينها؟ ام انها جزء من كل متتابع الخطوات وكل خطوة تكمل سابقها وصولا للاهداف النهائية؟ لدينا فئتان في الوطن العربي فئة ترى ان الاحداث منفصلة خصوصا اذا كانت فترة الفصل طويلة كعقود وليس سنوات فلا ترى ان بينها رابطا عضويا، وتبعا لهذه الطريقة فان تفسير الحدث يتم بصورة محصورة فيه مع عدم ربطه بما سبقه ولا بما لحقه، اما الفئة الاخرى وهي تمثل طليعة واعية وثورية تؤكد وجود الروابط الخفية او الظاهرة بين الاحداث الكبرى فتخرج بنظرة شاملة تحيط بكافة الاحتمالات القادمة وتخرج باستنتاجات تساعد على وضع ستراتيجية مجابهة فعالة.
دعونا ننظر للتاريخ المعلم الاول لمن يريد ان يفهم ما يجري لكي نتوصل الى الاجابة على السؤال الذي انتظم كافة اوجه تحليلنا هذا وهو: هل توجد مؤامرة صهيوامريكية –ايرانية على امتنا العربية؟ ام ان من يتحدث عنها مصاب بهوس خداع النفس؟ الفئة الاولى التي تقرأ الاحداث وهي منفصلة تقول كلا لاتوجد مؤامرة ومن يقول بها لتفسير الاحداث ضحية هواجس ووساوس نظرية المؤامرة، اما الفئة الثانية فتقول نعم ثمة مؤامرة على الامة العربية وهي ماثلة امامنا بوقائع مادية ليس سهلا انكارها، وفيما يلي بعضا من تلك الاحداث الخطيرة:
1- مؤتمر بازل في سويسرا: في عام 1897 عقد اول مؤتمر صهيوني في سويسرا وتبني هدف اقامة (وطن قومي) لليهود في فلسطين، ووضع الخطط الضامنة لتحقيق ذلك، ومنها منع وحدة العرب وتنفيذ خطط لشرذمتهم ومنع وحدتهم القومية وحرمانهم من مقومات النهوض الحديثة كالعلوم والتكنولوجيا. وكانت تلك هي الخطوة الاولى في كل مأسي الامة العربية.
2- تقرير لجنة بنرمان: اقر مشروع تفتيت الوطن العربي بعد انعقاد مؤتمر لندن أو ما يسمى بمؤتمر كامبل بنرمان في عام 1905 وضم الدول الاستعمارية في ذاك الوقت وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، اسبانيا، إيطاليا، واستمر حتى عام 1907 وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها ” وثيقة كامبل” نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. وتوصلوا إلى نتيجة مفادها: “إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار! لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، وأيضا هو مهد الأديان والحضارات” والإشكالية في هذا الشريان هو أنه كما ذكر في الوثيقة: ” ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان”. اذن لاحظوا بعد عشر سنوات من قرار المؤتمر الصهيوني اقرت خطة بنرمان وتحددت الاهداف مسبقا، ولكي تسيطر تلك القوى الاستعمارية على البحر الابيض المتوسط بضفتيه عليها ان تزيل وحدة الشعب الذي يسكن جنوبه وشرقه وهو الشعب العربي، فبدون تفتيت هذا الشعب لا يمكن السيطرة على تلك البقعة الجغرافية البالغة الاهمية.
3- سايكس- بيكو: في عام 1916وقعت اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا وكانت تفاهمًا سريًا بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى.هذه الاتفاقية كانت ثمرة عمل تأمري معروف وهو غدر بريطانيا وفرنسا بالعرب الذين وعدوهم باعلان دولة عربية واحدة مقابل المساهمة في انهاء بقايا الدولة العثمانية، وقام عرب بهذا الدور، ولكن الاستعمار في بداية القرن العشرين رفض تنفيذ وعده هذا وقام بدلا من ذلك بتقاسم الاقطار العربية وتقسيمها فوضعت الحدود العربية في المشرق بدل اعلان دولة واحدة. لاحظوا بعد تسع سنوات على تبني خطة بنرمان يقسم الوطن العربي.
4– وعد بلفور هو الرسالة التي أرسلها بلفور وزير خارجية بريطانيافي عام 1917 إلى اللورد روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية ل(إنشاء وطن قومي لليهود) في فلسطين. حين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان. وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطانى فلسطين. لاحظوا ان وعد بلفور صدر بعد عام واحد فقط من اتفاقية سايكس بيكو بل يمكن تأكيد ان الاتفاقية والوعد هما عمل واحد تم خلال عشر سنوات بعد صدور خطة بنرمان.
5 – احتلال بريطانيا لفلسطين تمهيدا لاغتصابها عام 1948: ولكي يكون تأسيس الكيان الصهيوني ممكنا كان يجب الانتظار حتى عام 1948 لاجل زيادة عدد اليهود من نسبة 5% وهي نسبتهم عند صدور وعد بلفور الى نسبة تجعلهم قادرين على تحقيق عملية الاحتلال فاحتلت بريطانيا فلسطين واخذت ترعى مباشرة الهجرة اليهودية المتتابعة والضخمة. وهكذا وبعد ان توفر العامل البشري اليهودي المستورد من العالم الى فلسطين اقيم الكيان الصهيوني.
6 – منح الاحواز لايران: هل منح الاحواز في عام 1925 لايران كان صدفة كرماً بريطانياً؟ ام انه احد اهم ضمانات تطويق العرب من كافة الجهات بقوى معادية تقوم بدور المشاغل والمستنزف لهم كي لا تحشد قواهم كاملة لاجل تحرير فلسطين عندما تحتل لاحقا، ولتنفيذ ذلك كان لابد ان تتوفر قوة في المشرق تقوم بذلك الدور، ولكن كان ايضا ضروريا وحتميا حل اخطر مشاكل ايران الجيوبولتيكية وهي افتقارها للثروة والماء وبدونهما لن تكون قوة اقليمية عظمى تستطيع القيام بدور حاسم كما نرى الان في تنفيذ خطط تقسيم وتقاسم الاقطار العربية؟ الاحواز توفر الان لايران اكثر من 80 % من النفط والغاز والماء وتصوروا لو ان الاحواز لم تضم الى ايران هل كانت ايران ستلعب الدور الخطير الان وهي المفتقرة للماء والثروة؟
تذكروا ان بريطانيا احتلت فلسطين تمهيدا لاقامة الكيان الصهيوني تنفيذا لوعد بلفور وهي ايضا قدمت لايران الاحواز هدية لاجل جعلها قوة اقليمية عظمى تستنزف العرب وتشغلهم، فكما ان الصهاينة لديهم ثارات تاريخية مع العرب فان الفرس لديهم نفس الثارات مع العرب، وبريطانيا سيدة الاستعمار وقتها كانت تعرف التاريخ جيدا وتدرك خطورة الثارات الفارسية والتوراتية.
7 – احتلال الجولان والضفة وغزة في حرب عام 1967: واهم ما ادت اليه هو ترك الانظمة العربية ما اغتصب عام 1948 والمطالبة بما احتل ذلك العام، اي التنازل عن الاصل والمطالبة بالفرع.
8– زيارة السادات للقدس في عام 1977 ثم اعترافه باسرائيل وتوقيع اتفاقيتي كامب ديفيد عام 1978 التي احلت الحل الاستسلامي محل تحرير فلسطين وبدات رحلة تصفية المقاومة الفلسطينية بالاحتواء المنظم لها وتدريجيا وكانت اشرف ظواهر الوطن العربي النضالية. لاحظوا عادت العشرية في تتابع الاحداث فحرب احتلال الجولان والضفة وغزة وقعت في عام 1967 وبعد عشر سنوات زار السادات القدس، هل مصادفة؟ ام عودة للعشريات التي بدأتها الحركة الصهونية؟
9- وصول خميني للحكم في عام 1979وبدأ حروب الاديان والطوائف: في نهاية النصف الثاني من السبعينيات شهد العالم حدوث اخطر انقلاب ستراتيجي مموه وصامت في العالم ابتدأ لدينا بتصنيع التطرف الديني ودعمه من قبل الغرب والصهيونية، واحلال قوانينه محل قوانين صراعات التحرر الوطني، وكانت حرب افغانستان وحرب خميني على العراق بداية تلك الكوارث وما ترتب على ذلك من تحول جذري في طبيعة الصراع. اما على المستوى العالمي فان ذلك الانقلاب ادى الى خلخلة ثم انهاء الاتحاد السوفيتي العقبة الاكبر امام التوسع الامبريالي الصهيوامريكي.
10– بدأ تدمير اخر مراكز المقاومة القومية والوطنية: بعد حروب الاديان والطوائف، التي اكملت وظيفة الانشقاقات بين القوى الوطنية والقومية واليسارية العربية، جاء دور تدمير مركز العروبة الاخير في العراق، فلقد فشل خميني واصيب الغرب والصهيونية بخيبة امل كبرى نتيجة انتصار العراق وليس هزيمته او تدميره بواسطة ايران، فكان ضروريا الانتقال وسط تلك التغييرات الاستراتيجية العاصفة من استراتيجية الحروب بالوكالة الى استراتيجية الحرب بالاصالة، فتقدمت امريكا واختلقت ازمة الكويت واوصلتها للعدوان الثلاثيني على العراق والمسمى ب(حرب الخليج الثانية)، ونجحت فيما فشل فيه خميني وهو استنزاف العراق وبدء رحلة غزوه.
11 – (غزوة) مانهاتن: هل الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك كان من عمل القاعدة كما قيل ام انه عمل مخابراتي مدبر لتبرير وبدء اكبر عمليات الغزو المصممة لتغيير وجه العالم؟ الان هناك عشرات الشواهد على ان حدث يوم 11-9 -2001 كان من تخطيط المخابرات الامريكية وربما من نفذ هم جماعة من القاعدة لان القاعدة مخترقة افقيا وعموديا منذ البداية. الاهم بالنسبة لمن يريد معرفة الحقائق هو كيفية توظيف تلك الهجمات: طلب بوش شن الحرب على العراق فور وقوعها ودون انتظار حتى نتائج تحقيق اولي! فهل ذلك عمل منعزل عما سبقه وعما سيلحقه؟
12 – احتلال العراق وتبني خطة تقسيمه الى 3 دول على اسس طائفية وعرقية تنفيذا صريحا ورسميا لاقدم واهم المخططات الصهيونية، وجعل التدمير الشامل لشعبه وعمرانه تحقيقا لنبوءات وثارات توراتية ركزت طويلا على حتمية تدمير بابل والانتقام من البابليين.
13– (الربيع العربي) واقترانه الشرطي بالفوضى الهلاكة: نشوب حروب داخلية اشرس واكثر تكلفة من كل تكاليف الحروب مع اسرائيل مثلا: ليبيا، سوريا، اليمن، مصر، تونس بالاضافة للعراق، وما سيتبع لاحقا الجزائر والاردن وغيرهما. هل ذلك صدفة عابرة؟ ام انه خطوات متعاقبة ومترابطة في مخطط موضوع بدقة؟
ما الذي نرى، وبغض النظر عن عواطفنا ومواقفنا، عندما ننظر الى ما بدأ يجري منذ اكثر من قرن وما زال يجري بقوة اليات عمل سوبراستراتيجي؟ يلاحظ بلا غموض امران جوهريان هما:
أ – تعاقبية الاحداث بحيث يتبع الثاني الاول فتكبر مآسينا ولا تتقزم مثل كرة ثلج تتدحرج.
ب – تكاملية الاحداث وترابطها السياقي فلكي تنمو وتكبر كوارثنا لابد من التكاملية بينها.
هل هذا التعاقب الفولاذي للاحداث صدفة؟ صدور تقرير بنرمان الذي وضع خطة السيطرة على الوطن العربي ومنع تقدمه وتوحده وطلب انشاء كيان يفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه في فلسطين جاء بعد عقد المؤتمر الصهيوني وتطبيقا لقرار اعتبار فلسطين وطنا قوميا لليهود، واعقب ذلك بتتابع ملفت للنظر: توقيع اتفاقية سايكس بيكو وصدور وعد بلفور وتعاظم الهجرة اليهودية الى فلسطين والاحتلال البريطاني لفلسطين بصفته مقدمة لابد منها لضمان تسريع وتعظيم الهجرة اليهودية اليها بدعم وحماية وتشجيع سلطات الاحتلال البريطاني على اقامة الكيان الصهيوني! ضم الاحواز الى فارس وتغيير اسمها الى ايران في اطار توفير ضمانات تطويق العرب بقوى معادية قوية وفعالة.
وعندما اقيم الكيان الصهيوني وتبلور رد فعل عربي شامل وقوي ضده ماذا حصل؟ بعد فترة من التقدم والانتصارات العربية ابتداء من الثورة المصرية في عام 1952 اخذ العرب يواجهون نمطا اخرا من التراجع فقد اندلعت الصراعات العربية البينية، وتفاقمت واتسعت وطالت، واشتعلت موجة انقسامات الاحزاب والقوى الوطنية وتصارعها الدموي، واخذ النضال ضد الاستعمار والصهيونية يتراجع ويبرز الى جانبه صراع حياة او موت بين العرب انفسهم! واكتملت حالة التشرذم والحرب الداخلية بتنصيب خميني ملكا مطلق السلطات في ايران، بعد صنع صورته الاسطورية في الاعلام الغربي، ليبدأ مرحلة الفتن الطائفية وصعود التطرف الديني والطائفي وجعله يطغى على المصلحة الوطنية في العديد من الاقطار العربية ويشعل الحرب بين دول العالم الاسلامي والتي جرت الوطن العربي الى ما نحن فيه الان!
هل التتابع والتكامل بين هذه الاحداث بطريقة تتطابق مع اهداف المشروعين الصهيوني والاستعماري صدفة؟ ام انه ثمرة وجود من خطط ومن يتابع التنفيذ ويدير عمليته انيا وظرفيا واستراتيجيا بنفس الوقت وفي اطار بالغ الصرامة وهو عدم الخروج عن المخططات الصهيوامريكية؟
عندما ننظر الى هذه الاحداث وغيرها كثير في مسلسل تعاقبها وتكملة الخطوة اللاحقة الخطوات السابقة في اطار يتضحم تدريجيا مستلبا من العرب بعضا من اراضيهم وثروتهم واستقرارهم ووحدتهم الوطنية ويلحق بهم كوارث غير مسبوقة فان هذه الظاهرة تجبر حتى الساذج، ومهما كانت درجة سذاجته عالية، على التساؤل بحالة تبدأ من القلق وتنتهي بالرعب والصدمة وهو لماذا تؤدي كل تلك الاحداث الى الحاق الاذى الشديد بي وبشعبي وامتي؟ من هو العدو الذي يستهدفني دائما ويلحق بي ضررا بالغا؟ اماالمثقف والذكي فانه سوف يستغني عن ذكاءه اذا لم يستحوذ على تفكيره التساؤل المركب التالي: هل ما يجري احداث عفوية لا رابط بينها وهي التي تأكلني تدريجيا؟ هل هذا التعاقب والتتابع المنظم والحديدي صدفة لا رابط بين خطواتها ذات التتابع الصارم والتعاقب الحتمي بحيث ما ان تقع كارثة علينا حتى نصبح متأكدين بان كارثة اخرى ستلحق بها غدا او بعد غد؟
ان كل تلك الخطوات احدثت الانقلاب المنشود صهيونيا وامريكيا وفارسيا، فوصلنا الى ما نحن عليه الان من تراجع وكوارث ابرزها واخطرها كارثة عدم الفهم الصحيح لما يجري منذ عام 2011 مع انه الجزء الاكثر خطورة في تقسيم وتقاسم الامة العربية! هل نسيتم صواب مقولة (ان معرفة العدو كسب لنصف الحرب)؟ العدو كسب مسبقا نصف الحرب ضدنا بجعلنا لا نعرفه ولا نحدد ملامحه، وان عرفناه وحددنا ملامحه واهدافه الحقيقية شكك بنا من داخلنا وسخر مما عرفناه عن طريق اشخاص ما ان تفكر وتحلل وتقدم فهما مختلفا عما يسود حتى ترى ابتسامة السخرية مصحوبة باطلاق كلمات محددة: انها نظرية المؤامرة! مفروض علينا كعرب ان لا نعرف ولا نعي ولا نفهم بصواب لكي يواصل العدو المشترك الاخطر في تاريخنا كله، وهو امريكا والصهيونية وايران، خطواته وسط انكارنا لوجود مخطط تأمري مترابط وبعيد المدى ويصل مداه الى اكثر من مائة عام حديثا ويمتد خلفنا في عمق التاريخ الاف السنين. هل ترون الان معنى فهم التاريخ واستخلاص الدروس منه؟
اللعنة تحل على من يرى ويسمع لكنه لا يفهم، وان فهم اجبر على الانكار سواء بمخدرات الفكر والنفس او بحشيشة حسن الصباح، الجد البايولوجي لحسن نصرالله. وفي كل الحالات نصبح الضحية المهزومة ليس لاننا ضعفاء بل لاننا نتوهم او نوهم باننا ضعفاء مع اننا اقوى من كافة الاعداء عندما نعي ونرى ونفهم ما نراه.
هنا نصل الى السؤال الملغوم وهو: هل هي نظرية المؤامرة اذن؟ دعونا نفهم ما هي نظرية المؤامرة ونزيل الفهم الخاطئ لدى بعض من يستخدمها لتسخيف راي الشاكين او المقتنعين بوجود مؤامرة. ما هي نظرية المؤامرة؟ ومالفرق بينها وبين المؤامرة؟ (يتبع)
للاطلاع على الحلقات السابقة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.