بدأت أمس بجامعة صنعاء فعاليات أسبوع التراث الثقافي اليمني السوري ويشتمل أنشطة وفعاليات تهدف لتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين والتأكيد على الخصائص الحضارية المشتركة للشعبين الشقيقين. ويهدف الأسبوع الذي تنظمه على مدى أربعة أيام كلية الآداب بالجامعة والمركز الثقافي العربي السوري والمركز اليمني للدراسات التاريخية و استراتيجيات المستقبل «منارات»، ومؤسسة بيت التراث اليمني، إلى مد جسور التواصل للإسهام في الحفاظ على الهوية الثقافية العربية المشتركة ضد موجات العولمة الثقافية الجارفة. وتتضمن الفعاليات الفكرية ندوة ثقافية تعرض فيها مجموعة أوراق حول «تجربة وزارة الثقافة في إبراز التراث الشعبي اليمني وحمايته»، و»تجربة وزارة الثقافة السورية في جمع الموروثات الشعبية وحمايتها» و»الهوية الثقافية العربية وتحديات العصر». وكذا ندوة أخرى تتناول «التراث الشعبي وعلاقته بالتنمية الزراعية» و»الأزياء اليمنية وأبعادها الاجتماعية والثقافية» و»العولمة والثقافة العربية». إلى جانب عرض فيلم وثائقي «رحلة اليمن» وعمل مسرحي كوميدي بعنوان «قرع الطبول» ، إلى جانب معرض فني للموروث الشعبي اليمني والسوري بمشاركة العديد من الجمعيات المهتمة بالتراث. وفي حفل الافتتاح أكد نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب الدكتور أحمد الشاعر باسردة أهمية مثل هذه الأنشطة لتسليط الضوء على الجوانب الحضارية المشتركة بين مختلف البلدان العربية وسبل الحفاظ عليها والانطلاق منها لمواجهة التحديات المهددة للتراث والثقافة العربية. وعبر في الحفل الذي حضره السفير السوري بصنعاء عبد الغفور صابوني عن سعادة الجامعة بالتعاون مع المركز السوري في إقامة هذا النشاط الذي أمل أن يصل إلى مستويات متطورة يتم فيها تبادل الزيارات والابتعاث الطلابي والأكاديمي بين جامعة صنعاء والجامعات السورية. ودعا باسردة بقية السفارات العربية بصنعاء إلى التعاون مع الجامعة لإقامة أنشطة مماثلة تخدم التراث والثقافة العربية والإسلامية من منظور علمي أكاديمي يحقق الأهداف المرجوة على كافة المستويات. بدوره اعتبر عميد كلية الآداب الدكتور حسن الكحلاني أن أهمية الأسبوع تكمن في مساعيه لتعزيز القيم الوطنية والعربية الأصيلة والاعتزاز بالتراث والحضارة اليمنية والعربية وما تمثله من مصدر إلهام لبلوغ التقدم في شتى المجالات. فيما لفت رئيس المركز الثقافي العربي السوري الدكتور صايل سلوم وعضو مجلس إدارة مركز (منارات) الدكتور حمود العودي إلى أن هوية الشعوب تتمثل في مورثها الشعبي من عادات وتقاليد وجغرافية الشعب الواحد..مشددين على ضرورة الدفاع عنها وتجديدها بما لا يتعارض مع ثوابتها وأركانها الأساسية. واعتبرا الهوية الثقافية هي القاعدة الصلبة للثقافة والقلعة الحصينة للوطنية ومقياس تقدم وسمو أي شعب عن غيره من الشعوب. بعد ذلك افتتح نائب رئيس الجامعة والسفير السوري معرض الموروث الشعبي للبلدين الذي تشارك فيه ست جمعيات يمنية عرضت مشغولاتها ومقتنياتها من مفردات الزي الشعبي والحلي والملابس النسوية للمرأة اليمنية في مناطق مختلفة. كما يتضمن المعرض 84 لوحة وعمل مثلت مشاركة الجانب السوري وعرفت بالعديد من المواقع والمناطق الأثرية والتاريخية في سوريا وعينات من الزي الشعبي السوري. صاحب المعرض عروض فنية لفرقة شعبية سورية قدمت لوحات فنية راقصة مصحوبة بأهازيج ومقطوعات من الموروث الثقافي السوري المعبر عن مناسبات اجتماعية مختلفة.