انتشر ت في الفترة الأخيرة في بلادنا اليمن ظاهرة الباعة المتجولين الذين يفترشون أرصفة شوارعنا وبحوزتهم الكثير من المنتجات والسلع غير المطابقة للمواصفات أو التي على وشك انتهاء الصلاحية ورغم هذا كله تدخل إلى أسواقنا ومنازلنا بشكل يومي. وعبرت أوساط اقتصادية يمنية عن قلقها من انتشار بيع السلع والمنتجات المغشوشة والمقلدة التي أصبحت تغزو الأسواق المحلية كما حذر خبراء من تفشي الكثير من الأمراض التي قد تلحق المستهلك من استخدام هذه السلع المغشوشة والفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي. صحيفة (14 أكتوبر) تسلط الضوء على أهمية وخطورة هذا الموضوع، حيث التقت بالأخ/ سيف مقبل أحمد الذبحاني نائب مدير صحة البيئة بأمانة العاصمة فإليكم الحصيلة. مصيدة السلع المغشوشة وتحدث في البداية قائلاً : أشكر الصحيفة على اهتمامها بهذا الموضوع الذي من خلاله سيتم توعية الإخوة المواطنين بنوعية المواد الاستهلاكية المغشوشة والطرق السليمة لمعرفة مدى صلاحيتها وأهمية دور إدارة الرقابة الصحية على المواد الغذائية المغشوشة كما أن صحة البيئة تختص بالرقابة على كل شيء يتعلق بحياة وصحة وسلامة المستهلك ونحن في صنعاء نهتم بالنزول الميداني المستمر للرقابة على المواد الغذائية المصنعة محلياً والمستوردة، وفي حالة وجود مخالفة نتخذ الإجراءات اللازمة اتجاه الشخص والمحل المخالف والخارجين عن القانون. كما نقوم بالرقابة المشددة على المطاعم والبوفيات الشعبية والفنادق والباعة المتجولين لبعض الأكلات الخفيفة والرخيصة على العربات الصغيرة وأيضاً محطات بيع وتعبئة مياه الكوثر "مياه الشرب" ونعمل على متابعة هذه الأماكن بشكل دائم ويعود الفضل في نجاح عملنا إلى توجيهات وزير الدولة أمين العاصمة عبدالرحمن الأكوع والمهندس حمزة الأشول المتواجدين معنا دائماً ونتقدم لهما بالشكر والتقدير على جهودهما وتوجيهاتهما اللازمة في تنفيذ مهامنا على أكمل وجه. وفي الفترة الأخيرة من العام الماضي تم إتلاف ما يقارب (250) طناً من المواد الغذائية التالفة وغير الصالحة للاستهلاك البشري والحيواني والتي تم تجميعها على مستوى صنعاء وتم إغلاق عدد كبير من المحلات التجارية المخالفة للوائح والقوانين وإحالة أصحابها إلى نيابة المخالفات في صنعاء. تفشي أمراض خطيرة وأضاف الأخ/ سيف الذبحاني : نقوم بدوريات وحملات واسعة في الرقابة على المحلات والمنشآت التجارية وغيرها من أجل تنفيذ اللوائح والقوانين المنظمة وكذلك نساهم في الحفاظ على حياة المواطن من المواد غير الصالحة للاستخدام، ونلفت النظر إلى أن الأكياس البلاستيكية خصوصاً ذات اللون الأسود غير صحية وتضر مستخدمها، وبناء على هذا قمنا بمشاركة الجهات الرسمية بمصادرة هذا النوع من الأكياس التي تلحق الضرر بحياة المستهلك والبيئة خصوصاً عند استخدامها لبعض المأكولات الخفيفة مثل الفاصوليا والفول والبطاطا المقلية (الشبس) وغيرها من الأكلات الساخنة. اليمن عنصو فعال وقال : بالنسبة لعلاقة صحة البيئة بالهيئة العامة للمواصفات والمقاييس فقد شاركنا في دورة المواصفات والمقاييس التي أقيمت في مدينة عدن بالتنسيق مع هيئة التقييس الخليجية وهيئة المواصفات اليمنية. وبكل فخر نحن سعداء بإقامة مثل هذه الدورات في اليمن التي أصبحت عضواً فعالاً في هيئة المواصفات الخليجية منذ عام وبالنسبة لنا تعتبر المواصفات والمقاييس الجهة التشريعية ونحن الجهة التنفيذية في الميدان، واستفدنا الكثير من المعارف والمعلومات من الإخوة الخليجيين المشاركين في الندوة الخاصة بهيئة التقييس الخليجية التي تم من خلالها تبادل المعلومات واكتساب الكثير من الخبرات كما تسنى لنا معرفة الجديد في التشريعات الغذائية وقوانين (الأوزوى) التي تحدد مهام وتشريعات عمل هيئة المواصفات. كيف تحمي نفسك؟ وقال إن المواد الغذائية المنتهية التي تم إتلافها والتي بلغت (250) طناً شملت العصائر والبسكويت وكافة أنواع المعلبات والتمور والدقيق وغيرها وبالنسبة للغرامات خلال عام 2010م فقد بلغت (14 - 15) مليون ريال تم تحويلها إلى المجالس المحلية من إدارة صحة البيئة، هذا المبلغ تم تحصيله من مختلف مناطق مديريات صنعاء وهي المرة الأولى التي تصل فيها الغرامات إلى هذا المبلغ الضخم، ومن خلال هذه المواد التي أصبح سهلاً تناولها خصوصاً من الأطفال حيث تم حجز ما يقارب (9) أطنان من المنتجات الخاصة بالأطفال التي تتسبب في بعض الأحيان بموت متناولها وقد تم ضبط هذه الكمية من العصائر والبسكويت وبعض المنتجات الخاصة بالأطفال في مديرية الصافية بصنعاء، لذلك نتقدم بعدد من النصائح للمستهلك بأن يتعاون مع الأجهزة الرقابية بالإبلاغ عن أية حالات غش تجاري أو تقليد أو عن أية تصرفات مشبوهة سواء في الأسواق أو المحلات والمستودعات، وعدم شراء وتداول السلع الرديئة، وضرورة التحقق من وجود بلد المنشأ للسلعة والتأكد من وجود تاريخ الصلاحية وبطريقة يصعب إزالتها، وعدم شراء السلعة من الباعة المتجولين على أرصفة الشوارع، وفحص ومعاينة السلع قبل شرائها، والإطلاع على البيانات الإيضاحية لأية سلعة عند شرائها للتأكد من صلاحيتها من أجل سلامتك، والتحقق من وجود البطاقة الغذائية على العبوات التي فيها تعهد والتزام الشركة المصنعة بالتزامها بالتشريعات والقوانين الغذائية المطبقة. المشاكل والصعوبات وفيما يخص المشاكل والصعوبات قال: من الطبيعي أن نواجه المشاكل بحكم أننا نعمل على الكشف عن المخالفات والمخالفين وعملنا عبارة عن كشف المستور بالنسبة لبعض التجار الذين يسعون إلى الثراء غير مبالين بالطرق وكما هو معروف أن عملنا نزول ميداني لضبط السلع المغشوشة التي تغزو الأسواق والمحلات اليمنية والتي تتفشى بسببها أمراض خطيرة تلحق بالمستهلك لذلك فإن تعاون المواطن مع الأجهزة الرقابية المعنية من أفضل الطرق لمحاربة انتشار السلع المغشوشة والمقلدة في بلادنا. وأضاف : المشاكل لا تواجهنا في المخابز والمطاعم الشعبية بل تواجهنا من قبل المنشآت والفنادق وصالونات الحلاقة والأفران والبقالات والمستودعات فنحن عند نزولنا الميداني إلى أي منشأة تواجهنا مشكلة عدم تفهم بعض أصحاب المحلات وتدخل الإخوة المواطنين ويتم أحياناً إطلاق النار علينا والمشاجرة بين صحة البيئة وأصحاب المحلات التجارية لعدم إدراكهم أهمية دورنا في الحفاظ على ممتلكاتهم وأيضاً الحفاظ على صحة وسلامة المستهلك والبيئة لذلك نرجو منهم التعاون معنا لإتمام واجبنا وعملنا وعلى الإخوة المواطنين وكذلك أصحاب المنشآت والمحلات أن يتقدموا بالشكوى إلى الجهات الخاصة في إدارة صحة البيئة في أي محافظة، وسوف يتم التأكد من البلاغ واتخاذ الإجراءات المناسبة حياله، أو التواصل معنا على رقم (277038 /01) عمليات مكتب الأشغال أو التقدم بمذكرة للأخ/ وزير الدولة أمين العاصمة أو إلى مدير عام مكتب الأشغال وهم بعد ذلك سيتم من خلالهم ضبط المخالفات والمخالفين. وفي الأخير نوجه من خلال صحيفة 14 أكتوبر كلمة إلى جميع مدراء إدارات صحة البيئة في مختلف محافظات الجمهورية وإلى رؤساء الأقسام في هذه الإدارات أن يكثفوا من النزول الميداني والرقابة بل فرضها على جميع وأن يطبقوا التشريعات والقوانين الصادرة من المنظمة وأن يتخذوا الإجراءات القانونية الصارمة ضد المخالفين الذين يعبثون بأرواح الأبرياء.