قال شهود عيان ان مستوطنين اسرائيليين ألحقوا أضرارا بمنازل وسيارات في قريتين فلسطينيتين يوم أمس الثلاثاء غضبا فيما يبدو من ازالة اسرائيل لمنزلين في موقع استيطاني غير مصرح به. وقال سكان بقرية حوارة بالضفة الغربية ان المستوطنين ألقوا قنابل بنزين على منزل وهشموا نوافذ آخر وأشعلوا النيران في عدد من السيارات في ساعات الليل قبل أن ينتقلوا الى قرية بورين القريبة حيث منعهم جنود اسرائيليون من مهاجمة مسجد. ولم ترد أنباء عن حدوث اصابات. وقال متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية انه يجري التحقيق في الامر. وقال رامي الضميضي صاحب المنزل الذي هاجمه المستوطنون في حوارة «حاولنا اطفاء الحريق لكننا لم نستطع لانه كان كبيرا. احترق البهو بالكامل وجزء من غرفة الضيوف». وجاءت هذه الاحداث بعد أن هدمت السلطات الاسرائيلية أمس الأول الاثنين منزلين في مستوطنة هبات جلعاد بالضفة الغربية التي بنيت دون تصريح. ووعدت اسرائيل الولاياتالمتحدة منذ فترة بازالة المواقع المبنية بلا تصريح من السلطات الاسرائيلية لكن زعماء اسرائيل يعزفون عن اتخاذ اجراء في مواجهة اعتراض المستوطنين ومؤيديهم السياسيين. وجاءت ازالة المنزلين في هبات جلعاد بعد اعتراض واشنطن في 18 فبراير شباط على مسودة قرار بمجلس الامن الدولي يصف كل المستوطنات الاسرائيلية بأنها «غير مشروعة» وحثت اسرائيل على وقف النشاط الاستياطي بشكل فوري وكامل. ولمح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ملاحظات أصدرها حزبه الليكود اليميني لاعضاء الكنيست يوم أمس الأول الاثنين الى أنه سيحد من نطاق البناء بسبب الضغوط الدولية. ونقل متحدث باسم الليكود عن نتنياهو قوله انه رغم أن البناء مستمر في مستوطنات الضفة الغربية فانه «لا توجد عروض (للبناء) في بعض الاماكن». ونسب اليه قوله ان اسرائيل تواجه «واقعا دوليا صعبا للغاية والفيتو الامريكي بمجلس الامن أنجز بجهود مضنية». ويتعين على نتنياهو أيضا احتواء المشاعر المؤيدة للمستوطنين داخل حزبه وداخل الائتلاف الحاكم. فمشاعر الغضب تستعر بين النشطاء المؤيدين للاستيطان بعد استخدام الشرطة للطلقات المطاطية لوقف الاحداث في هبات جلعاد. وكانت هذه المرة الاولى التي تستخدم فيها هذه الطلقات في مواجهة المستوطنين الذين اعتقل ثمانية منهم. وكتبت على لافتات في محطات للحافلات خارج مستوطنات الضفة الغربية «يا بيبي.. في هبات جلعاد.. أطلقت النار على قدميك» في اشارة الى نتنياهو. وقال داني دانون عضو الكنيست عن حزب ليكود انه ومؤيدي الاستيطان الاخرين في الحزب يعتزمون تكثيف الضغوط على نتنياهو لتعزيز البناء في المستوطنات. وأضاف لرويترز لسنا مستعدين لاي تمييز بين اليهود المقيمين في مدن يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وبقية اليهود في اسرائيل. ويعيش نحو 500 ألف اسرائيلي و2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية اللتين احتلتهما اسرائيل في حرب 1967 . ويخشى الفلسطينيون أن تحرمهم المستوطنات التي اعتبرتها محكمة العدل الدولية غير مشروعة من دولة تتمتع بمقومات البقاء. وهم يقولون انه يجب وقف البناء في المستوطنات قبل استئناف محادثات السلام التي توقفت بعد نحو ثلاثة أسابيع من بدئها في سبتمبر أيلول. وقالت الادارة الامريكية انه يجب ألا يساء فهم حق النقض الذي استخدمته في مجلس الامن الدولي على أنه تأييد للاستيطان. وقالت انها رأت أن القرار لن يؤدي الا الى تشديد المواقف الفلسطينية والاسرائيلية.