سواكن هو ميناء على البحر الأحمر في السودان اشتهر قديما وكانت الرحلات تمر به بعد عبور الموانئ المجاورة له مثل ميناء جدة وميناء أملج وميناء ينبع في السعودية وميناء القصير وميناء سفاجا في مصر. تقع سواكن شرق السودان على الساحل الغربي للبحر الأحمر، وهي كانت في الأصل جزيرة سواكن ثم توسعت إلى الساحل وما جاوره فغدت مدينة سواكن التي تضم الجزيرة والساحل. اشتق اسمها من عدة قصص أسطورية يرجع تاريخها إلى عهد الملك سليمان وبلقيس ملكة سبأ حيث يذكر ان الملك سليمان كان يسجن فيها الجن فحرفوا الاسم إلى سواكن . لا يعرف تاريخ محدد تأسست فيه سواكن، ولكن الكثير من الشواهد تدل على أن الجزيرة كانت مأهولة منذ تاريخ موغل في القدم، وقد اشتهرت سواكن بعد ظهور الإسلام وازدادت شهرة بعد أن استطاعت أن تحل محل عيذاب كميناء أفريقيا الأول للحج، وكانت مستقلة عن السودان ولها نظامها الإداري الخاص وعلى رأسه أمير من البلو، ثم من الأرتيقة الذين لا يزالون يتوارثون عموديتها. في عهد السلطان سليم العثماني ضمت سواكن لولاية الحجاز العثمانية، وعند استيلاء محمد علي باشا على السودان لم تعترف تركيا بسيادته على سواكن، وقد قامت بتأجيرها له مقابل مبلغ يدفعه سنويا لولاية الحجاز وبشرط أن تعود سواكن بعد وفاته لولاية الحجاز. وفي عهد الخديوي إسماعيل ضمت سواكن للسودان (الإنجليزي - المصري) بعد أن تعهد الخديوي إسماعيل بدفع مبلغ 7,500 جنيه مصري لوالي جدة مقابل تنازل السلطان العثماني عن سواكن! وقد صدر فرمان عثماني بذلك وتم الأمر سنة 1869م. سواكن أول مدينة سودانية عمرت بالمباني العالية والمباني الثابتة، فكانت قصورها الشامخة لا مثيل لها في المنطقة، وكانت مدينة التجارة والمال على البحر الأحمر والشرق العربي كله، وكانت تمون بلاد الحجاز بالحبوب واللحوم والسمن وهي مدينة تاريخية قديمة مبنية علي جزيرة مرجانية ويحيط بها سور فتحت به خمس بوابات لمراقبة الداخلين والخارجين أشهرها بوابة كتشنر (باب شرق السودان) ،ويربط الجزيرة بالساحل جسر وعلى بعد ميلين فأكثر من الجزيرة توجد ثمانية أبراج للمراقبة. تمتاز مباني سواكن بأنها مبنية من الحجارة المرجانية وبجمال النقوش والتصميم والمظهر العام ولقد زار سواكن كثير من الرحالة عبر تاريخها بدءا بابن بطوطة 1324م، والكثير من الرحالة الأوربيين مثل صامويل بيكر والدكتور جنكر واسترجو سياد ليمنر، كما زارها الكثير من القادة والزعماء عبر تاريخها، فلقد زارها خديوي مصر عباس حلمي الثاني، وزارها اللورد ألنبي والكثير من قادة الغرب.