أبرزت صحيفة «الجارديان» البريطانية، رغبة كل من فرنساوإيطاليا في إغلاق الحدود بين الدول الأوروبية، خوفاً من تدفق المهاجرين القادمين من دول شمال أفريقيا التي تشهد ثورات ضد أنظمة الحكم فيها. وقالت الصحيفة، إن الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والإيطالي سلفيو برلسكوي قد قالا خلال لقائهما المشترك أمس الأول الثلاثاء، إن أزمة الهجرة التي أثارها «الربيع العربي» أثارت الشكوك حول نظام فتح الحدود الذي يتمتع به أكثر من 400 مليون نسمة في 25 دولة أوروبية. وفي يعد تحدياً لأحد أهم الإنجازات التي حققها التكامل الأوروبي في العقود الأخيرة، أطلقا ساركوزي وبرلسكوني جهداً مشتركاً لوقف الهجرة وطالبا بمراجعة المواثيق الأوروبية مع الدول التي تشهد ثورات في شمال أفريقيا في هذا الشأن. واختار الزعيمان الأوروبيان خلال قمتهما المشتركة في العاصمة الإيطالية روما تصعيد الضغوط على بروكسل وحكومات الدول الخمس والعشرين الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مطالبين بمراجعة عميقة لقانون السفر الحر الأوروبي الذي يطبق تقريباً في جميع دول الإتحاد فيما عدا بريطانيا وأيرلندا. يأتي ذلك بعد تدفق ما يقرب من 30 ألف مهاجر، أغلبهم من تونس، إلى إيطاليا خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما دفع كلا من برلسكوني وساركوزي إلى التحذير من أن الثورات التي تشهدها شمال أفريقيا ربما تتحول سريعاً على أزمة قادرة على تقويض ثقة مواطني فرنساوإيطاليا في التنقل الحر داخل منطقة «شينجن». والمعروف أن منطقة «شينجن» اسم يطلق على نظام الانتقال الحر الذي وافقت عليه عدد من الدول الأوروبية عام 1985 وبدأ تنفيذه في 1995، وتم تبنيه من قبل 22 دولة أخرى وكذلك النرويج وسويسرا وأيسلندا، في حين تم رفضه من قبل بريطانيا وأيرلندا.. واعتبر هذا النظام، إلى جانب اليورو أو العملة الأوروبية الموحدة، أكبر مشاريع الوحدة في القارة خلال العقود الأخيرة.