رفض الإفراج عن (ستروس كان) بكفالة يحدث صدمة في فرنسا نيويورك/باريس /14 أكتوبر/ رويترز: امضى دومينيك ستروس كان مدير صندوق النقد الدولي ليلة ثالثة في سجن في نيويورك بينما ابدى البعض في فرنسا صدمته بعد ان رفضت قاضية الافراج عنه بكفالة في تهمة محاولة الاغتصاب ما قد يقضي على آماله في سباق الرئاسة في فرنسا. وعقد حلفاؤه في الحزب الاشتراكي محادثات طارئة أمس الثلاثاء ولكنهم اعلنوا انه لن يجري تعديل الجدول الزمني لاختيار مرشح الحزب. وابدى ساسة ومعلقون فرنسيون صدمتهم وغضبهم ازاء قرار قاضية في نيويورك استمرار احتجاز ستروس كان الذي كان يمثل أكبر تهديد للرئيس المحافظ نيكولا ساركوزي في الانتخابات المقرر ان تجري في ابريل نيسان المقبل. وكان ظهوره أمام وسائل الإعلام العالمية وهو موثق اليدين وغير مهندم أو حليق كما اعتاد الظهور من المشاهد الصادمة. وقال وزير الثقافة الاشتراكي السابق جاك لانج لراديو اوروبا 1 «انه رجل شجاع يواجه مصيرا مزريا». وتابع ليس مستبعدا ان يكون مسؤولون قضائيون -المدعي بصفة خاصة او القاضية- مدفوعين برغبة في الحط من قدر مواطن فرنسي.. بل ومواطن فرنسي معروف. وينفي ستروس كان اتهامه بالاعتداء الجنسي على خادمة في فندق في نيويورك يوم السبت الماضي وقال ان لديه دليلاً يبرئه. ومن المقرر ان تعقد الجلسة القادمة لمحاكمته في العشرين من الشهر الجاري. وفتح القبض على ستروس كان سباق الرئاسة على مصراعيه وعزز فرص ساركوزي في الفوز بفترة ثانية واوقع الصندوق في ازمة حتى وهو يضطلع بدور رئيسي في مساعدة دول بمنطقة اليورو مثل اليونان والبرتغال على مواجهة مشاكل الديون. وبدأت تتردد تكهنات عمن سيقود الصندوق مع التركيز على ما اذا كان بوسع اوروبا الغربية التي احتكرت المنصب منذ تأسيس الصندوق عقب الحرب العالمية الثانية الاحتفاظ بالمنصب في مواجهة تحد متنام من قوى اقتصادية صاعدة في اسيا. وتطرقت وزارة الخارجية الصينية للامر اليوم دون التعليق على قضية ستروس كان ولكنها طالبت بان تقوم عملية اختيار قادة الصندوق على أساس من النزاهة والشفافية والجدارة. وكان من المتوقع ان يستقيل ستروس كان قريبا من اجل خوض انتخابات الرئاسة في فرنسا الا ان الجهود الاوروبية لاحتفاظ القارة بالمنصب لا تشير لدلائل تنم عن التوصل لاجماع بعد. وأحد المرشحين المحتملين رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردون براون المرجح أن يواجه معارضة من خليفته في الحكومة. وهناك أيضا وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد صاحبة المؤهلات الجيدة لكن يشكك كثيرون في قدرتها على التغلب على شعور الاستياء من اختيار فرنسي اخر للمنصب. وتواجه زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري ضغوطا متزايدة لخوض الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب في سباق الرئاسة عقب القبض على ستروس كان ولكنها ذكرت ان الحزب لن يعجل بتغيير خططه. ومن المقرر اعلان اسماء المرشحين في الانتخابات التمهيدية في يوليو تموز. وصرحت لراديو فرانس انفو «لدينا جدول زمني واليوم ليس الوقت المناسب» لاعلان الترشيح. وتابعت «لن نغير شيئا في جدولنا الزمني» للانتخابات التمهيدية. ومع عزوفها عن الإسراع بإبداء اهتمامها بالترشح يشكك البعض في رغبتها في السعي للمنافسة على منصب الرئيس في سباق يرى كثيرون انه يقدم أفضل فرصة لليسار منذ ربع قرن. ويواجه ستروس كان حكما بالسجن لمدة تصل إلى 25 عاما في حالة ادانته. وأمس الأول الاثنين اقنع المدعون القاضية ميليسا جاكسون بأن ستروس كان قد يحاول الفرار لفرنسا لترفض الافراج عنه بكفالة وحددت الجلسة القادمة لمحاكمته يوم الجمعة المقبل. وانزلت الشرطة ستروس كان من على متن طائرة تابعة لشركة اير فرانس قبل دقائق من اقلاعها لباريس يوم السبت الماضي. ومن المقرر ان يستأنف محامو الدفاع قرار رفض الكفالة في خطوة قد تكون رئيسية في قضيته إذ تتيح له الكفالة حرية أكبر في الاتصال بمحاميه والاقامة مع زوجته آن سنكلير -وهي شخصية شهيرة في التلفزيون الفرنسي- في نيويورك إلى حين محاكمته. روسيا تتقرب من أفغانستان خشية فراغ في السلطة كابول /14 أكتوبر/ رويترز: لا زالت النتائج الكارثية للحرب التي خاضتها روسيا في افغانستان تطارد قادتها فيما يتلمسون خطاهم للانخراط في شؤون كابول قبل الانسحاب التدريجي لقوات حلف شمال الاطلسي الذي يمكن ان يقود لفراغ خطير في السلطة في بلد كان يدور في فلك موسكو من قبل. رفضت موسكو ارسال قوات للمشاركة في حرب يتنامى الرفض الشعبي لها مع دخولها عامها العاشر ولكنها تدعم الغارات على تجارة المخدرات وعززت مساندتها لحلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية. كما ابدت اهتماما بصفقات تجارية فيما تصارع لتعزيز مكانتها في افغانستان. واستقبلت روسيا الرئيس الافغاني حامد كرزاي مرتين خلال 12 شهرا طلب خلالهما بشكل مباشر من نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف المساهمة في حفظ الامن في أفغانستان. وقالت فاندا فلباب براون خبيرة الشؤون الافغانية وزميلة معهد بروكينجز ان روسيا انخرطت في الشؤون الافغانية بشكل غير مباشر لفترة طويلة من خلال دعم العمليات الاجنبية ولكنها تتبنى الآن سياسة التواصل بشكل مستقل. وقالت لرويترز من واشنطن كان هدف روسيا الرئيسي تفادي نشوب حرب أهلية وتجنب عدم الاستقرار وامتدادهما لاسيا الوسطى او روسيا ذاتها. وتتقرب روسيا ايضا من باكستان التي يعتقد انها تضطلع بدور مهم في خطط السلام في افغانستان حيث لقي نحو 15 ألف جندي سوفيتي حتفهم في معارك مع المجاهدين قبل انسحاب القوات السوفيتية من البلاد في عام 1989. وفي العام الماضي وافقت موسكو على تمديد اتفاق يسمح بعبور مركبات مدرعة لحلف شمال الاطلسي اراضيها. وكانت قد سمحت للحلف من قبل بنقل مواد غذائية ووقود. كما يتوقع ابرام اتفاق يقضي بامداد الولاياتالمتحدة ب 21 مروحية عسكرية بحلول نهاية العام. وقال فيودور لوكيانوف رئيس تحرير صحيفة (رشا إن جلوبل افيرز) بالتأكيد لا تريد روسيا بقاء امريكا في المنطقة. وفي الوقت ذاته ثمة قلق من ان يزيد رحيل الولاياتالمتحدة -بصفة خاصة إن حدث سريعا- من صعوبة الوضع. كما تأمل موسكو ان تشارك في عدة مشروعات اقتصادية بما في ذلك خط انابيب غاز مقترح ومنشآت تعمل بالطاقة المائية في كابول. وقالت روسيا انها ستعيد بناء البنية التحتية التي شيدت خلال الفترة من الخمسينات إلى السبعينات. ورغم تصاعد أعمال العنف تعهدت واشنطن وحلف شمال الاطلسي ببدء نقل مسؤولية الامن بشكل تدريجي من يوليو تموز في اطار خطة تقضي برحيل جميع القوات الاجنبية المقاتلة من افغانستان بحلول نهاية 2014. ويقول خبراء ان المرحلة الانتقالية الأولى التي تبدأ في سبع مناطق هي خطوة رمزية اكثر منها موضوعية ولكنهم يتفقون على ان عملية نقل السلطة ضرورية لمعرفة مدى جاهزية القوات الافغانية.